توزّعت أخبار نهاية الأسبوع بين المبعوث الأممي الحاضر إلى لبنان وسفيرة الإرهاب الساكنة في عوكره، وبين استقبال هذا وتمايل تلك، لم يتغيّر شيء في الوقائع اللبنانية، إلّا أسعار السلع وبورصة الإرهاب الاقتصادي اليومي التي تواصل صعودها.
حضرت الأمم المتحدة إلى لبنان عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش، الذي شكر وطننا على استضافته الكريمة للنازحين السوريين في الوقت الذي تمنّعت فيه دولٌ غنية عن استضافتهم. بدا وكأن لبنان ابتسم بخجل وقال “ولَوْ، نحنا أهل”. لم تفهم الأمم المتحدة الجملة التي لا يمكن ترجمتها. أصلًا لا يمكن للأمم المتحدة تلك ومبعوثها أن تفهم شيئًا. وُجدت كي لا تفهم شيئًا. ولذلك ليس غريبًا أن تكون المهمة الرئيسية لأمينها العام دائمًا هي الإعراب عن قلقه. الغريب أن لم تُعرب هذه الأمم عن قلقها حيال انهيار الوضع المعيشي في لبنان. لا ليس غريبًا. فهو ليس مدعاة قلق. والأمم لا يقلقها أيّ ارتكاب بتوقيع أميركي.
وعلى ذكر التوقيع الأميركي، وهبت الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس كمية من لقاحات جونسون اند جونسون (٣٣٦٠٠٠) جرعة من اللقاح الخاص بڤيروس كورونا، والذي ثبت مخبريًا في أميركا أنّه غير فعال ويؤدي إلى إصابات مقلقة تتعلق بتخثر الدم.
وبين الزائر الأممي المشكور الذي قرّر عدم الردّ على أسئلة الإعلام حتى يحين موعد مؤتمره الصحفي الموسّع يوم الثلاثاء المقبل، والهبة الأميركية الأشبه بمقلب لا يقلّ سفاهة عن طيارات التاكسي والكمامات وغيرها من التقديمات الأميركية المهينة للبنانيين وللجيش اللبناني بشكل خاص، كانت ذكرى استشهاد سمير القنطار رابطة حبّ رفعت عن القلوب ولو لبرهة ثقل الهمّ المعيشي المتزايد، ورسمت قوسًا من نصر يمتد بين فلسطين وسوريا، ويذكّر الجميع أن الإرهاب الصهيوني الذي قاتله سمير في “نهاريا” هو نفس الإرهاب التكفيري الذي أشعل النار في أرض سوريا، وهو نفس الإرهاب الاقتصادي الذي نواجهه اليوم، قوسًا يحكي حكاية الحرب التي مهما اختلفت أدواتها يبقى عنوانها “أميركا دولة الإرهاب”، ونبقى في مواجهتها في كلّ الميادين مسلّحين بالكرامة وبالحقّ، وعازمين على المواجهة حتى النهاية.
التعليقات مغلقة.