عيد الاستقلال

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لا جديد في يوم الاستقلال سوى أن لبنان يسير من سيئ إلى أسوأ، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وقد عدنا في عام واحد أربعين عامًا إلى الوراء، وربما عدنا أكثر، إلى أيام ما قبل الاستقلال، بكل أوضاعنا وأحوالنا.

كنا باحتلال وانتداب واحد هو الانتداب الفرنسي، ومندوب سامٍ واحد، واليوم لدينا مندوبون مختلفون، من فرنسي إلى أميركي إلى سعودي، وبلا زغرة إماراتي، وكل مندوب منهم لديه جماعته من اللبنانيين المبخرين المطبلين المزمرين، من ساسة وإعلاميين وفنانين، وجماعات مجتمع مدني وناشطين.

آخر ما يفكر به اللبناني، في بحر مشاكله وهمومه ومآسيه، استقلالٌ مضحك مبكٍ، خرافاته أكثر من حقائقه، ومعظم رجالاته لا حظ لهم من الرجولة الحقّة سوى القليل، في حين يغيّب التاريخ رجال استقلال حقيقيين، وأبطالًا بذلوا كل ما ملكوا لتحرير لبنان من الفرنسي. وهو أمر اعتدناه في هذا البلد الذي لا يعرف فضل الذين يعملون لأجله، والذين يصنعون حريته واستقلاله، ويعمل العملاء والخونة والمرتزقة فيه على محاولة تشويه الصورة الناصعة لهؤلاء الأبطال الحقيقيين، الذين قدموا الدم والروح لأجل هذا الوطن، غير منتظرين لا جزاءً ولا شكورًا.

هذا عن استقلال لبنان، أما في فلسطين، فما زال أبناؤها ينسجون بدمائهم وعرقهم غلالة الفجر القادم، وآخر النسّاجين البطل القسّامي الشهيد الشيخ فادي أبو شخيدم، الذي نفّذ أمس عمليته البطولة في باب السلسلة في القدس المحتلة، فقتل صهيونيًا وجرح آخرين من قوات العدو قبل أن يستشهد.

هذه هي فلسطين وهؤلاء هم أبناؤها، ذوو العقيدة والشجاعة والإيثار، الذين يصنعون لها استقلالها الذي لا شكّ آتٍ، ولو كره الكارهون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد