بيار لويس عون – خاص الناشر
وعيت الصبح، لقيت الشمس شارقة لأوّل مرّة غير عن كلّ المرّات، نورا كتير مشعّ، ما في شوب، ضهرت عالجنينة، لقيت الشعب اللبناني مسيحيّي وإسلام، أغنيا وفقرا، مقاتلين ومسالمين، عابطين بعض، عم ببوسوا بعض بحرارة.
وشفت الطوايف والمذاهب عم يتجوّزوا بعض، وفجأة، بشوف المفتي معلّق صليب على رقبتو، وبشوف البطرك لابس عمامة… وأنا عم إتلفّت يمين شمال مش مستوعب يلّلي عم شوفو، بلاقي موكب ضخم، بتنفتح بواب السيّارات، بلاقي الزعما كلّن نازلين ولابسين أبيض وماسكين إيدين بعض، وكلّ واحد حامل فرمان بإيدو، بسمع الأوّل عم يقرا دستور جديد وعصري للبنان، مبادئو المساواة والحريات والحقوق والواجبات واحترام حقوق المواطن اللبناني، والنظام مدني…
ما عم صدّق، ببتسم وبفرك عينيّي، معقول أنا واعي؟؟؟ وأنا عم إتساءل، بسمع التاني، عم يقرا قانون جديد للإنتخابات بسّ هالمرّة قانون بيضاين أكتر من 1000 سنة، التوزيع في على أساس وطني مش طائفي… يا عمّي شو صاير؟؟؟ بلكي أنا ميّت وطلعت عالجنّة وهالإشيا عم شوفا وإسمعا هونيك؟؟ … ييه، بسمع التالت بيقرا مرسوم إقرار ضمان الشيخوخة، والتعليم المجاني بمدارس بتليق بجبران خليل جبران، وتاريخ موحّد كلّو تناغم ومحبّة، وبهالعجقة، بسمع إنّو صار في كهربا بعد ما تعمّر شي 40 سدّ على الـ 40 نهر.
وفجأة، صوت عم يصرّخ بفرح، التدقيق الجنائي صدر، وشخصيات المنظومة الفاسدة صارت بالحبس، وصادرولن أموالن بمصارف لبنان والخارح، وديون لبنان التغت، وترسّمت حدودنا، والغاز والبترول عم نستغلو كلو، والعائدات عم تتوزع عالكلّ والخدمات الاجتماعية غطّت كل الناس، وإسرائيل انسحبت والأمم المتحدة فرضت عليها الشروط، ورجعوا النازحين عا بلادن، واللاجئين رجعوا عا فلسطين، وسلاح اللبناني صار العلم والصناعة والزراعة، والثروة البحريّة غامرتنا، والتنظيم المُدني روعة، والجسور انمدّت، والعقليّات تمدّنت، والدخل القومي صار من أعلى مستويات الدخل بالعالم…
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.