كأنهم هم وحدهم ضحايا انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، وكأننا نحن الجناة. “هم”، أي أتباع الجمعيات المشبوهة والأحزاب التي لم تهتم يومًا بحياة اللبنانيين إلا في المناسبات التي كانوا يستغلونها لمصالحهم الشخصية، الأحزاب التي لطالما كانت نخبوية ترى نفسها أعلى من الناس العاديين الذين لم تكن تعترف بوجودهم إلا حين استعمالهم وقودًا في معاركها أو أصواتًا في الصناديق الانتخابية.
“هم” مدّعو المدنية ولبنان الجديد، لبنان ذي الشكل الغربي والسلوك الغربي المنحلّ اجتماعيًا وأخلاقيًا بحجة الحضارة والطور وخلع رداء التخلف والرجعية.
“هم” معادو اللبنانيين الآخرين، اللبنانيين الرافضين المحتل أيًّا يكن، جنسيةً وشكلًا وأسلوبًا، المؤيدين للمقاومة والفكر المقاوم، بحجج كثيرة، وإن كان أشهرها حجة وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني، وللمناسبة، لم يطالب هؤلاء في أي تصريح لهم بتسليح الجيش اللبناني بالسلاح الذي يمكّنه من مواجهة العدوان والمخاطر التي تهدد الوطن.
“هم” رافضو التوجه شرقًا ولو لأجل تأمين أهم مقومات الحياة، من كهرباء ودواء، لأن سيدهم الأميركي لا يريد للبنان الانفكاك من سيطرته وهيمنته، وبالتالي لا يجرؤون على مخالفته، ولو على حساب راحة وطنهم ومواطنيهم.
“هم” إعلاميو الصدفة أو التكسب الدنيء، الجاهلون أو المتجاهلون كل ما يدرَّس في كليات الإعلام من واجب التزام المصداقية والموضوعية وغيرهما من أصول الإعلام الحقيقي. ومن هؤلاء مرسال غانم، أو مرسال الفتنة وتزوير الحقائق، الذي سقطت عنه، منذ السابع عشر من تشرين الأول 2019، آخر ورقات التين التي كان يتغطى بها، وآخر قناع كان على وجهه، ليظهر مرسال غانم الحقيقي، العنصري الحاقد، مؤلف الروايات الكاذبة والوقائع الوهمية، مؤلّب الناس على نصف اللبنانيين على الأقل، حزب الله وجمهوره ومؤيديه.
للأسف، ليست لدينا دولة ولا مؤسسات حتى نقول إن من واجب الدولة ومؤسساتها محاكمة هذا الإعلامي وأمثاله، بعشرات تهم الإساءة إلى اللبنانيين، وتحريض بعضهم على بعض، وصناعة أكاذيب تؤدي إلى التفنة، التي هي أشد من القتل.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.