الناشر – اليمن |
تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تكريس قبضتها العسكرية والأمنية على أرخبيل سقطرى اليمني المكون من اربع جزر والواقع في قلب المحيط الهندي؛ فبعد أيام من فشل حكومة هادي من ادانة انتهاك ابو ظبي للسيادة الوطنية بعد اكتشاف ضلوعها في انشاء قاعدة عسكرية مكونة من مدرج مطار سقطرى وعدة أبراج مراقبة بحرية، وكذلك إمعانها في تسيير رحلات للعشرات من السياح الإسرائيليين لجزيرة سقطرى بصورة أسبوعية دون توقف، أقدمت مؤخرًا على منح سكان الجزيرة البالغ عددهم أكثر من 120 الف مواطن ويتواجدون في جزر الارخبيل الأربع “سقطرى ـ سمحة ـ عبد الكوري، ودرسة ” بطاقات شؤون اجتماعية وصحية جديدة لا يمكن للمواطن تسلم أي مساعدات الا بها، وجاءت هذه الخطوة بعد سيطرتها على مكاتب الأحوال المدنية والاجتماعية بالقوة قبل عدة اشهر لتستكمل بذلك سيطرتها الكاملة على كل المؤسسات الحكومية في الجزيرة
الممارسات الاستفزازية في أرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية، اثارت سخطاً شعبياً في مختلف المحافظات اليمنية ضد الاحتلال الإماراتي، ودفعت المئات من أبناء الجزيرة لتشكيل تحالف مناهض لكافة التحركات الإماراتية في الارخبيل، وضاعف قيام سياح صهاينة بنشر صور لهم في مرتفعات دكسم الواقعة في نطاق مديرية حديبوا عاصمة سقطرى، بالإضافة إلى صور أخرى في سواحل قلنسية الواقعة في الجزيرة السخط الشعبي، واعتبر المئات من الناشطين اليمنيين الكثير منهم موالون لتحالف العدوان امعان ابو ظبي على تسيير رحلات أسبوعية لسياح إسرائيليين استفزازًا لمشاعر اليمنيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية والرافضين للتطبيع السعودي ـ الإماراتي المفضوح مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتسبب تلك الممارسات الاستفزازية الاماراتية لمعظم اليمنيين بوضع حكومة هادي امام المساءلة الشعبية وكذلك البرلمانية، إلا ان الضغط السعودي على حكومة هادي التي تقيم في الرياض دفعها لتجاهل مطالب برلمانيين بتوضيح موقفها إزاء وصول وفود سياحية إسرائيلية إلى أراضٍ يمنية قبل واثناء وبعد معركة سيف القدس.
الاحتجاجات داخل الجزيرة اخذت في التصاعد الشهر الماضي، وسقف مطالب التيار الشعبي المناهض للانتهاكات الإماراتية للسيادة اليمنية ارتفع إلى طرد قوات الامارات وميلشياتها، ونتيجة لانفراد أبو ظبي بالسيطرة على الجزيرة شنت حملة اعتقالات ضد القيادات المعارضة لها، واقدمت على اعتقال عدد من أبناء الجزيرة واودعتهم سجونًا سرية حديثة الانشاء، وفي ظل اتساع ازمة الثقة بين الامارات وسكان سقطرى التي كانت متواجدة منذ ما قبل الحرب، بسبب التدخلات الإماراتية في الجزيرة قبل عام 2015، وسعيها لصناعة أدوات محلية موالية لها في الجزيرة، استقدمت الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية الخارجة عن سيطرة حكومة صنعاء والواقعة تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات كالضالع ولحج ويافع إلى جزيرة سقطرى الشهر الماضي بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الاحتلال الاماراتي، وفي مقابل ذلك فتحت خلال الأيام الماضية معسكرات التجنيد الإجباري لشباب سقطرى وتحديداً القبائل والمناطق الرافض أبناؤها للانتهاكات الإماراتية في الجزيرة. هذه الخطوة تأتي في اطار محاولات ابو ظبي السيطرة على المجتمع السقطري، وتفكيكه من الداخل من خلال تجنيد المئات من الشباب وتحويلهم الى أدوات قمعية تابعة لها في الجزيرة.
الإمارات التي عادت للسيطرة على الجزيرة مطلع مايو من العام 2020، بمساعدة سعودية، حولت الجزيرة إلى مستعمرة إماراتية خالصة، وسعت لاستحداث معسكرات ونصبت أبراج اتصالات لشركات إماراتية وفتحت أجواء سقطرى امام الطيران الإماراتي دون أي اعتبار للسيادة اليمنية، وارتكبت جرائم بحق الآثار والمعالم التاريخية واقدمت على تجريف الهوية اليمنية، ونهب الثروة السمكية والبحرية اليمنية في سواحل جزيرة سقطرى واسقطت العلم اليمني عن جزيرة عبد الكوري التابعة لسقطرى ورفعت العلم الإماراتي، وزادت تلك الانتهاكات التي طاولت السيادة اليمنية في ظل صمت حكومة هادي وتجاهلها المطالب الشعبية باتخاذ موقف من الاحتلال الاماراتي للجزيرة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.