أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة، إنكم الأزمة، ارحلوا عن لبنان. ليس بين المسلم والمسيحي إلا التآخي والتكاتف والمساواة، حتى في الحرمان.
وفي ظل هذه الأحداث المؤلمة التي تعصف في وطننا، تجار السياسة عندنا، الوطن لهم كرسي وشهرة ومجد وتجارة وعلو في الأرض وفساد. ماذا لهم في وحدة الوطن حتى يتحدثوا عن التقسيم؟ إنهم لا يعرفون ماذا يعني التقسيم.
ماذا تعرفون يا تجار السياسة، أيها المتعطشون الى الدماء، يا مصاصي أموال الناس وحرماتهم؟ ماذا تعرفون عن وطن الإنسان والحضارة والتاريخ؟ ماذا تعرفون أيها المجرمون، يا من ابتلى بكم لبنان في هذه الفترة العصيبة عندما كنا نريد أن نجعل لبنان سنداً لإدانة إسرائيل ودليلاً ساطعاً على عدالة القضية الفلسطينية؟
إن الوطن متمسك بكم أيها الشعب، على رغم حرمانكم، وعلى رغم تجاهل المسؤولين لكم، وعلى رغم احتكار المصالح والمنافع للمحظوظين الاقطاعيين وأزلامهم في بيروت وزحلة وطرابلس، إن لبنان للمسيحيين والمسلمين.
الإمام السيّد موسى الصدر / في 26 تشرين الأول 1975
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.