انطلاق السباق الرئاسي في تركيا… مَن سيفوز؟

بدأ السباق الانتخابي رسميًا، في تركيا، بعد الإعلان عن المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 14 أيار المقبل، وهم مرشح “تحالف الجمهور” رجب طيب أردوغان، ومرشح “تحالف الأمة” كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح “تحالف أتا” سنان أوغان، وزعيم حزب “البلد” محرم إنجه.

ونشرت الجريدة الرسمية القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد ان انتهت فترة الطعون، واعتماد أسماء المرشحين الأربعة من اللجنة العليا للانتخابات.

وبدء من اليوم يبدأ المرشحون الأربعة أردوغان وكليتشدار أوغلو وإنجه وأوغان، رسميًا الحملات الدعائية والسباق الانتخابي الصعب والذي يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

وبينما يقوم المرشحون للرئاسة بأنشطتهم الانتخابية اعتبارًا من اليوم، سيركزون في الوقت ذاته على قوائم المرشحين للبرلمان والتي يجب أن تقدم حتى موعد اقصاه 9 نيسان المقبل.

ويخوض المرشحون حملة مكثفة وأكثر هدوءًا، على عكس السابق، بسبب كارثة الزلزال الأخيرة، وشهر رمضان، ويركز المرشحون الذين حظروا استخدام الموسيقى في حملاتهم بشكل عام على اللقاءات الداخلية وبرامج الإفطار بدلا من التجمعات، وفقًا لتقرير على صحيفة “حرييت”.

تكثيف الحملات

وسيبدأ المرشحون حملاتهم الرئيسية مع عيد الفطر، وذلك بعد فترة من “جولات الإحماء”، والتي ستتركز على الظهور على وسائل الإعلام المرئية والاجتماعية، مع جولات مكثفة وتجمعات تشمل الولايات التركية.

والثابت أن الانتخابات الحالية، تعد هي الأصعب والحاسمة بالنسبة للأحزاب السياسية في البلاد، والشخصيات السياسية بما فيهم الرئيس أردوغان ومنافسه كليتشدار أوغلو.

ويشارك في “تحالف الجمهور” الأحزاب “العدالة والتنمية”، و”الحركة القومية”، و”الاتحاد الكبير” و”الرفاه الجديد”، ويدعمه حزب “هدى بار”.

أما “تحالف الأمة”، فهو مشكل من أحزاب الطاولة السداسية وهي “الشعب الجمهوري” و”الجيد” و”السعادة” و”المستقبل” و”ديفا” و”الحزب الديمقراطي”، ويساندهم أحزاب “تحالف العمل والحرية” والذي يعد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أكبر أحزابه.

لعبة الانتخابات: استنزاف الآخر

الكاتب التركي محرم ساريكايا، في تقرير على صحيفة “خبر ترك”، رأى أن الانتخابات ستكون بين قوتين ديناميكيتين رئيسيتين، وهما “الجمهور” و”الأمة”. كما سيخلق موقف المرشحين والتحالفات الأخرى ضغطا وتأثيرًا انتخابيًا على التحالفين المهيمنين.

ووفقًا للتصريحات الأخيرة، يمكن القول إن لعبة التحالفات قائمة على استنزاف الآخر وانتزاع الأصوات من بعضها البعض.

ويحاول “تحالف الجمهور” في خطاباته الأخيرة، التأثير على ناخبي “تحالف الأمة” من خلال إثارة مسألة حزب الشعوب الديمقراطي الذي يدعم كليتشدار أوغلو من خلال عدم تسميته مرشحًا رئاسيًا، وعليه أصبح الحزب الكردي المتهم بدعم منظمة العمال الكردستاني جزء من طاولة “تحالف الأمة”.

وأوضح ساريكايا، أن الخطابات التي ينتهجها “تحالف الجمهور” في هذه المسألة، تهدف لاستقطاب ناخبي حزب الجيد الذين يرفضون حزب الشعوب الديمقراطي. كما يجعل التناقضات داخل “تحالف الأمة” أكثر وضوحًا.

وتابع بأن “تحالف الجمهور” سيحذر الناخبين عن طريق التركيز على أن “الذين يحققون الاستقرار يجلبون لكم الفائدة”، وليس “من يبيعون الآمال لكي لا يفقدون ما لديهم”، مع إعطاء رسالة بتقديم المزيد لهم.

وأشار إلى أنه سيتم تعزيز ذلك مع السيارة المحلية “توغ”، والغاز المستخرج من البحر الأسود، والسفن الحربية والدبابات وصناعات الأسلحة، وأنهم أنهوا عملية شاقة. كما ان خفض أسعار الكهرباء والغاز، ورفع الحد الأدنى للأجور عناصر مهمة في هذا الاتجاه.

من يفوز ومن يخسر؟

الكاتب التركي أحمد هاكان في تقرير على صحيفة “حرييت”، رأى أن من يعد قوائم برلمانية ترضي قواعده سيفوز، وسيخسر التحالف الذي تشهد قوائمه البرلمانية عدم توافقات وفوضى.

وتابع، بأن من يحمل رسائل إيجابية أثناء حملته يفوز، أما الرسائل السلبية فسينجم عنها الخسارة. كما أن من يراقب ويكون على أهبة الاستعداد مع عدم ضمانه بالفوز فسيفوز، أما من يعلن النصر مبكرًا وشعر بالرخاء فسيخسر.

ومن تقوم حملته على المحبة والتضامن والوحدة يفوز، أما من يضع الكراهية والحقد في طريقه فسيخسر. كما أن من يتجول في الشوارع ويطرق الأبواب، يفوز، أما كل من يكتفي بمجرد إظهار التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي يخسر.

وأضاف الكاتب هاكان، أن من يؤكد في حملته على ما سيقدمه لتركيا يفوز، أما من يختار الاكتفاء بمهاجمة الخصم فقط فسيخسر.

أين أخطأ كليتشدار أوغلو مع إنجه؟

ورأى أن كليتشدار أوغلو وقع في أخطاء، في عدم إدراجه لمحرم إنجه ضمن المعادلة سابقًا، لكنه لم يفعل، كما أنه كان يجب أن يعارض المواقف العدوانية تجاه إنجه لكنه لم يفعل.

وتابع بأن كليشتدار أوغلو كان عليه أن يقنع إنجه بالانسحاب، وتقديم عرض له، لكنه لم يفعل، كما أنه أخطأ في عقد بيان مشترك، وكان عليه ألا يفعل.

وأضاف أن 44 يومًا تبقى على الانتخابات، وإذا كانت فترة 24 ساعة طويلة جدا في السياسة التركية، فكيف ستكون مدة الـ44 يومًا؟.

وأشار إلى أنه من الصعب جدًا على محرم إنجه الحفاظ على شعبيته الحالية خلال هذه المدة، لأن الفاعلين الرئيسيين في سباق الماراثون الانتخابي هما أردوغان وكليتشدار أوغلو. ومع تصاعد التوتر بينهما تضيق مساحة إنجه.

وخلال الـ44 يومًا، سيكون السؤال الأبرز “أردوغان أم كليتشدار أوغلو؟”.. ولهذا السبب يصبح من الصعب جدًا على محرم إنجه أن يفتح طريقا ثالثًا.

حسابات التحالفين الرئيسيين

الكاتب عصمت أزشيلك، في تقرير على موقع “آيدنلك”، رأى أن التحالفين الرئيسيين يعانيان من مشاكل جادة، فضلًا عن استمرار الأزمة الاقتصادية، والآمال المعلقة على  محمد شيمشك، وجهود المصالحة مع الناتو والولايات المتحدة، ومسألة استمرار الوزراء والأسماء التي سيتم استبدالها، أوجدت حالة من الإرباك أمام “تحالف الجمهور”.

وتابع بأن الأمر ذاته لدى الطاولة السداسية، لاسيما مع حالة الجدل أمام الرأي العام بين الأحزاب، كما أن أزمة تفكك الطاولة لم تتعاف  بالكامل.

ونوّه إلى أن دعم “هدى بار” لتحالف الجمهور، خلقت حالة من عدم الارتايح داخل قواعد أحزابه، وفي كواليس حزب العدالة والتنمية، يجري الحديث عن أن أردوغان يأتي في المقدمة ولكنه لم يحقق بعد (50+1)، وأن الجولة الثانية باتت حتمية”.

أما على جبهة “تحالف الأمة”، فهناك عدة نقاط تتعلق بجبهة كليتشدار أوغلو، والتساؤلات حول “إمكانية أن يصبح منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو نوابا للرئيس على الفور؟”، مشيرًا إلى أن هناك تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وحزب الشعب الجمهوري يعطي إجابة بـ”لا”، ورغم الحديث عن أن الفوز سيكون من الجولة الأولى، يتم إجراء حسابات الجولة الثانية.

ووفقًا لحسابات حزب العدالة والتنمية، فإن محرم غنجه، وسنان أوغان، سيحصل أحدهما على أصوات من حزب الشعب الجمهوري، والآخر من حزب الجيد. وسيسهمان في تقليل نسبة التصويت لكليتشدار أوغلو.

ماذا عن ناخبي سنان أوغان؟

أما أولئك الذين يدعمون سنان أوغان، فهم من الناخبين الذين يحرضون على اللاجئين السوريين، والقوميين الذين غضبوا جراء اغتيال سنان أتيش، والمستائين من الطاولة السداسية، وأعضاء حزب الجيد الذين يعتقدون أنهم انخدعوا من الطاولة.

والتساؤل البارز بشأنهم: “ماذا يفعلون في الجولة الثانية؟”. وتشير الكواليس بحسب الكاتب بأنهم أقرب إلى أردوغان، ولكن هذا لا يعني أن جميعهم ككتلة واحدة سيصوتون لصالحه.

وينقل الكاتب عن أحد مدراء شركات الاستطلاع، أن “أصوات التحالفات لا تنعكس على أصوات مرشحي الرئاسة والتي قد تكون أقل في كلا التحالفين، وهذا يعني أن بعض الناخبين غير مقتنعين بالمرشح، وهناك ميل في عدم التصويت في انتخابات الرئاسة، وسنشهد عملية انتخابات متوترة، ولكن كل من يرتكب أخطاء أقل سيفوز في الانتخابات”.

الناشر – وكالات

اردوغاناساسيانتخابات رئاسيةتركيا