لم يكن كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاسبوع الفائت الذي وصف بالأعنف ضد حزب الله وتزامنه مع دعوات لفك الارتباط بالحزب من كوادر حزبية باعتبار أن الاتفاق فقد جدواه بعد وصفه حضور جلسة مجلس الوزراء “بالغدر” معتبرًا أن لا شرعية تناقض العيش المشترك ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية، مذكرًا بمواقفه التي كانت الى جانب الحزب قائلًا: “إذا كان أحد يظن أنه يضغط على التيار بالموضوع الرئاسي فلن يجدي ذلك” وهذا يؤدي إلى تصلب أكثر
معتبرًا ان وجوده أساسي في كافة المعادلات القائمة، لم يكن ردًّا محدودًا على قرار الثنائي الشيعي حضورهم جلسة مجلس الوزراء، فعلاقة الحزب والتيار بدأت بالاهتزاز بعد كلام فرنسي سمعه باسيل أن حزب الله لم يعترض على اسم سليمان فرنجية لا بل أبدى فيه رغبة، وما صب الزيت على النار أن باسيل علم بوساطة قطرية تعمل على تمرير اسم قائد الجيش باعتباره الأنسب في حال تعثر التوافق مع السعودية على سليمان فرنجية،
فقائد الجيش يلقى دعمًا دوليًّا وقبولًا محليًّا. وعُلم أن الرئيس عون دخل على خط الأزمة ناصحًا باسيل التروي وعدم الغلط مع حزب الله وأن الحزب بالوقت المناسب يقوم بإيصاله لكرسي الرئاسة. وفي هذا السياق بدأ التحضير لاجتماع الرئيس عون بالسيد حسن نصر الله على أن يتم التمهيد له في لقاءات تعقد بعيدًا عن الإعلام بين شخصيات من حزب الله وقياديين من التيار برئاسة بيار رفول.
هذا الأمر دفع باسيل ليلين موقفه من بكركي مجنبًا شخص السيد حسن نصر الله مالانتقاد في آخر مقابلة له.
الرئيس عون رفض الاستنجاد بالراعي لرفع السقف معتبرًا في ذلك تحجيمًا لكتلة التيار وأن تصحيح العلاقة مع الحزب تبدأ بقرار من شخص السيد حسن نصر الله صاحب المكانة الخاصة عند الرئيس عون.
رغم كثرة التحليلات ثمة حقائق منها أن حزب الله لن يتخلى عن باسيل رغم دعمه سليمان فرنجية وتصريحات المقربين منه التي لا تعترض على قائد الجيش. فكم يلزم من وقت ليلتئم شمل الحليفين وتضمد جراحهما وهي مصلحة مشتركة بينهما؟ وكيف سيقبل باسيل؟ وما ثمن التنازل عن كرسي بعبدا؟ أم أن باسيل اقتنع بحسم اسم الرئيس بقرار دولي وما يفصلنا هو وقت التحضير للتسوية؟