أنا شيرين أبو عاقلة

رائدة الصوت وأيقونة الحقيقة التي لا تموت، شجاعةٌ من بلاد الشرق وشجرة زيتون من أشجار فلسطين الصامدة، فلسطين التي ضمتك بترابها المخضّب بدماء أبنائها بعد أن كانت فلسطين، كلّ فلسطين، تسكن قلبك وروحك.

في محضرك يصبح الكلام فتاتًا، وتخجل أمام شهادتك الأبجدية، فيصبح الصمت سيّد الكلام وتفوح منه معاني الحرّية والإصرار والنصر، إذ كيف لرصاصةِ عدوّ حاقد غاشم أن تنال من عزم العروبة المجبولة بالدماء؟

لم يكن صباح الحادي عشر من أيار كغيره من صباحات فلسطين، إذ مع شروق شمسه تأهّبت مساجد القدس وكنائسها لتزفّك من الأرض للسماء، شهيدةً حرّة مظلومة، تحملين في جعبتك رسائل حبّ وسلام، وفي قلبك حبّ الأرض والوطن والقضيّة.

ربع قرنٍ من الجهاد والعطاء، ربع قارن والحقيقة وُجهتها والجرأة سلاحها، وفلسطين بوصلتها وقضيتها، ورغم الخطر والاحتلال لم تتوانَ يومًا عن واجبها الوطني والمهني، كالجندي الشجاع الذي قاوم لآخر رمق، اوصل صوت معاناة شعبه للعالم بأجمعه وعاش متنقلًا بين قراه ومدنه، وكل شبرٍ من أرضه هي قطعة من قلبه.

أمام شهادة شيرين، لا تكفي الإدانة ولا الاستنكار ولا ذرف الدموع، فِدية شهادتها لا بدّ أن تترجم في الأرض كما في السماء، بخطوات تترك بصمة شيرين فيها، تبدأ بمحاربة مشروع التطبيع العربي الصهيوني بكافة أشكاله لا سيما الثقافي منها، ودعم المقاومة بكل أوجهها، وجعل تحرير فلسطين القضية الأساس للأمة، وأن تكون هذه الخطوات واقعية عملية وليست فقط شعارات وخطابات وتوصيات تنتهي بحبر على ورق، وكلام عابر ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام.

لم تكن شيرين أبو عاقلة شهيدة فلسطين فقط، هي شهيدة القدس، شهيدة أم المدائن وقِبلة المسلمين والمسيحيين، والمطلوب اليوم أن تَخلُد رسالتها ما بقيت الأمة، وأن يستمر النضال لحين تحقيقها.

شيرين الحاضرة في عقل العدو قبل الصديق، كأنها شعلة حق لن تنطفئ أبدًا، وكلما أراد المحتل اطفاءها، ثارت به الأرض وتزلزل كيانه، وصاحت أجراس الكنائس ومآذن المساجد: قتلتم جسدي لكنكم لن تنالوا من روحي، أنا ابنة فلسطين الأبية، أنا شيرين أبو عاقلة.

اساسيالقدسشيرين ابو عاقلةفلسطين