من سمع ورأى أمس جنرالات الحرب المادية والافتراضية على مواقع التواصل ولم يسمع اليوم كلمة “به” لخرسٍ أو بكم في ألسنة أشاوس الغبراء لعرف أن كل من “حسب الله وقرطته” كان يعول على حسابات خاطئة لما بعد ضربة أبو ظبي الأولى في 7 كانون الثاني 2022 . إلا أن طلوع الفجر الصادق من هذا اليوم أطاح بكل الآمال والأوهام والأحلام الوردية التي كانت تتراقص في مخيلة مدعي قيادة الشرق الأوسط في زمن المحل الذي نعيش فيه منذ العام 2011.
فعين عيال زايد المكسورة فجر اليوم كانت تخبئ خيبة أمل كبيرة، وهم ظنوا أنهم إذا التزموا ذيل أميركا و”شنكلوا” نتن ياهو وبينيت ستفتح لهم أبواب الشرق وتعطى لهم مفاتيح “مملكة سولومون” ليتبجحوا على المستضعفين والفقراء كما يشاؤون. إلا أن عاثري الحظ والفهم أولئك لم يحسنوا اختيار أعدائهم، وعشرية النار الماضية تبرز بما لا يدع مجالًا لعاقل أن من يوقعه حظه السيئ بمواجهة طهران وكواكبها الستة هو مكسور الرأس لا محالة، والذي يستفز اليمن وحكماءه يكون كمن أدلى سلة في ببئر ليخرج ماءً فإذا به يحصد الخيبة من بئر لا تعطي ماءها إلا للبيب الذي من الإشارة يفهم.
لقد قرصكم حكماء اليمن في الوقعة الأولى قرصة خفيفة في أذنكم محذرين قائلين انتهى الدلع وفترة السماح. إلا أن “الكائن المتنّح” الذي لا يلتقط الإشارات ولا يفقه فك رموزها بقي على “تناحته” وتفاخر بأنه فارس أشوس يمكنه أن يتمرجل ساعة يشاء على الأطفال والنساء والعزل، فكان لا بد من التأديب، وهكذا كان.
نعم، إن وقائع ودروس أحداث اليوم في “إمارات الزجاج” تؤكد أن ثعالب قرن الشيطان لمغرقون ولن ينفعهم من يدعى أونكل سام ولا ابن عم يدعى ساسون أو إلياهو.
عندما قالوا لكم يا ضياطرة “شالوم عيني شالوم” ورضيتم بهم وأنتم أذلاء منبطحون، حذرناكم مشفقين وقلنا لكم بلسان عاميّ: “يا مطبع في إلك يوم” فأدرتم لنا الأذن الطرشاء، فانتظرناكم فصرتم ماحلين.
وها قد بدأتم بحصاد ما زرعتموه من غلال الهواء والهراء، فنعود اليوم ونسألكم شامتين: يا عنتر كيفك اليوم؟
حاشية صغيرة على المتن تقول: لقد بلغت الخيلاء بثعالب نجد وتوائمها أن يُتبعوا مذابحهم الجوية في اليمن بقلة أدب في لبنان حيث قدم رسولهم ليتجبر على بلد المقاومة بلسان فرعونيّ، وكان يجدر بساستنا المنبطحين أن يقصوه قبل أن يتفذلك بكلمة تمس غبرة واحدة على نعل مقاوم، وهم يعرفون تمام المعرفة أن هذا العالم لا يفهم إلا بقوة الموقف والمنطق وأنهم إذا فتشوا العالم عن سند وركن متين فلن يجدوا أنوفًا حمية إلا عند بيئة المقاومة وأقمارها الستة وأن كل لفرعون عصا موسوية تفلق بحر الأوهام وتستمد من عصا سيدنا موسى عليه السلام العبرة والمثال.