ريما فارس| خاص الناشر
التهديدات لا تؤثر في الشعب الإيراني، فالشعب الإيراني هو سيّد نفسه، لا يُقاد بالوعيد، ولا تنحني إرادته أمام الضغوط. هذا شعب تربّى على مبدأ “الموت في سبيل الله حياة”، شعب إذا خُيّر بين الذلّ والحرب اختار الحرب، وإذا سمع صوت الوليّ لبّى فورًا، وإذا نطقت القيادة بالجهاد، تبدأ لحظة الحسم، وعندما يتكلم السيد علي خامنئي ـ دام ظله ـ بكلمة الجهاد، لا يعود للكلام معنى، بل يتحوّل إلى أمر شرعي، إلى تكليف لا تأجيل فيه، إلى ساحة لا يُفتح بابها إلا لمن باع نفسه لله، في معركة لا تحدّها جغرافيا، ولا توقفها حدود.
أميركا تعبث بالنار، وتدفع بـ”إسرائيل” إلى الجنون، ظنًا منها أن الحصار والتهويل يكسران محور المقاومة أو يُطفئان جذوة الشعوب. لكنّها تتجاهل حقيقة ثابتة: أن كلّ من اتّبع نهج ولاية الفقيه على وجه الأرض يعلم أن الفتوى إذا صدرت، فهي أمر من السماء، ميثاق لا يُنقض، وعهد لا يُؤجَّل. الجهاد إذا أُعلن، لا يبقى سلاح في غمد، ولا صوت في الحلق، ولا مؤمن على الحياد.
المعركة لن تبقى في حدود إيران أو لبنان أو فلسطين. الجهاد سيصبح فرضًا على كلّ فرد من أتباع النهج، في أي مكان كان، في أميركا، في أوروبا، في آسيا، في عمق إفريقيا. الجهاد حينها لا يرتبط بالجغرافيا، بل بالإيمان. في قلب أميركا نفسها، داخل مؤسساتها، في شوارعها، سيكون على كلّ شيعي أن يعلن موقفه، ويتحوّل ـ بحسب موقعه ـ إلى مقاوم. قد لا يحمل السلاح، لكن الكلمة موقف، والمعلومة سلاح، والتمرد على الباطل جهاد.
السيد لا يطلق شعارات. السيد يصدر حكمًا شرعيًا يهزّ الضمائر، ويوقظ القلوب، ويقود أمة. لذلك، كلمة واحدة منه تغيّر مسار معركة، لا بسحرها، بل بإيمان الملايين خلفها، الملايين المستعدة للبذل، للعطاء، للشهادة.
على العدوّ أن يعلم أن استهتاره لن يمرّ. الجبهات لن تبقى محصورة. من بين الجدران سيخرج المقاومون، من الجامعات، من خلف الحواجز، من زوايا المدن الغربية، سيعلو صوت “هيهات منا الذلة”، وتتفجر الميادين، وتُربك الحسابات، وتُضرب العواصم المتواطئة، في العلن وفي الخفاء.
هذا ليس صراخًا، بل يقين. من يعرف هذه المدرسة، يعرف أن الجهاد إذا نُطق به، فكلّ شيء يتغير، وتبدأ مرحلة لا رجعة فيها، لا تُرجى فيها إلا كرامة الشهداء، ولا يُبتغى منها إلا رضى الله.
وإذا صدرت فتوى الجهاد… هل يبقى للباطل مهرب؟ أم أن ساعة الحساب تكون قد دقّت؟