محمد شمس الدين – الناشر |
ماذا لو سيطرت حماس على “غلاف غزة”؟
ماذا لو أكملت قتالها من ذاك “الغلاف” ومن بيوته واحتجزت الأسرى فيها، وواجهت الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي منها؟ ماذا لو كانت حركة حماس قد أمّنت طرق الإمداد للمقاتلين لإبقائهم أطول فترة ممكنة في تلك المناطق الفلسطينية المسماة “غلاف”؟؟ (نحو ٧٠٠ كيلومتر و٥٥ مستوطنة بين مدينة وكيبوتس).
ماذا لو دمّرت كل تلك القواعد العسكرية قيادة المنطقة الجنوبية، ومعبر اريتز، ومقر عمليات قيادة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، فيما مقاتلوها كانوا قد اقتحموا كل تلك القواعد وحصلوا منها على ما يقال أنه “صيد ثمين” من المعلومات.
ماذا لو أقدم حزب الله ومقاومته اللبنانية بالتزامن، على تنفيذ هجوم على الجليل في شمال فلسطين المحتلة من جهة جنوب لبنان؟ ماذا لو أقدم على تحرير قرى وبلدات لبنانية محتلة سرقت من لبنان في أيام الإنتداب الذي رسم خارطة وحدود مزيفتين؟..
وقد استعادت المقاومة في لبنان تسمية تلك القرى بأسمائها العربية الأصلية في بياناتها التي أصدرتها عن عملياتها العسكرية قبل إعلان الهدنة الحالية. ماذا لو شكلت عملية “طوفان الأقصى” أول خطوة للتحرير بقوة السلاح من الداخل؟.. والخارج أيضًا، عبر فصائل فلسطينية وغيرها من القوى المساندة. ليس من المبالغة القول إنها كانت لحظة حركّت كل مشاعر الشعوب التواقة لتحرير فلسطين وبقوة السلاح. كانت لحظة يمكن أن تجنّد آلافاً مؤلفة من المقاتلين ضمن حملات تعبئة “لاستكمال الطوفان”.
لقد تخطّت إسرائيل في عدوانها الوحشي على قطاع غزة كل المعايير المتعارف عليها في الحروب وأظهرت فسادها الأخلاقي فقتلت ودمّرت بما يمكن وصفه بأبشع الصفات.
قد يتصور من هم في مواقع السلطة والدولة في الغرب والشرق، أن حل المسألة الفلسطينية يمكن أن يسري مرة أخرى بالدبلوماسية والمفاوضات وتقاطع المصالح، وفي ذلك “إطالة لعمر الدولة العبرية”، لتكريس القمع الدولي للمنطقة واستمرار السيطرة على مقدراتها وثرواتها، إلا أن عملية “طوفان الأقصى”، وتلك “الذئاب المنفردة” التي تزرع الرعب في قلوب الصهاينة، مدنيين وعسكريين، لهي خير دليل على تصميم الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه بالقوة لا بالدبلوماسية والمفاوضات.. وهو يملك الحق والقرار للقيام بذلك.
يقف المرء بذهول أمام قرار أخوين كانا معتقلين في سجون الإحتلال للإنقضاض على محطة حافلات في القدس وإطلاق النار على من يقف عندها من عسكريين ومستوطنين، ليستشهدا بعد ذلك. ما فعله هذان “الذئبان” سيكون “دستورًا” لكل من تعتقله “إسرائيل” وتقمعه وتحاول إذلاله. كان حلمًا لو أن خطة مقاتلي “كتائب القسام” لحظت البقاء في “غلاف غزة” واحتلال بيوتها وأسر أصحابها والمفاوضة عليهم في أماكنهم وتحرير تلك البقعة من أرض فلسطين التي أصبحت بحكم المحررة بعدما قضت عملية “طوفان الأقصى” بعدم عودة سكانه من المستوطنين إليه ولو بعد حين.
لعل الآتي من الزمن يحمل مخططات وتنسيقات تؤدي إلى تنفيذ عمليات هجوم غير قابلة للإنسحاب مهما كلف الثمن.. وهو لن يكون أكثر مما دفع حتى الآن وآخره في قطاع غزة.