ليس يومًا عاديًا، ولن يمر مرور الكرام مشهد لم يألفه العدو الإسرائيلي ولا الصهاينة المستوطنين. ليوث المقاومة تنطلق من عينه، زئير أشبال محمد (ص) يجددون معركة باب خيبر من بوابة غلاف غزة، فيهم من بأس علي(ع)، شجاعته وسيفه ذوالفقار الذي امتشقوه إصرارًا على النصر وعزيمة لن تلين حتى تحرير الأمة من بوابة فلسطين وتطهير أرضها من دنس كل محتل وخيانة كل عميل.
مرة جديدة تُكسر هيبة جيش قالوا إنه لا يقهر، وهو عجز عن حماية قطعان مستوطنيه، وسقط في مواجهة من نوع جديد فيها يتواجه الحق مع الباطل، حيث يواجه أصحاب الأرض عتاة المهاجرين من أصقاع الأرض ليبنوا لهم وطنًا على أنقاض شعب مشرد بتواطوء دولي وخيانة عربية تجر أنظمة الرجعية وملوك الردة إلى مائدة الخيانة العظمى للتطبيع مع العدو الاسرائيلي وبيع القضية الفلسطينية في سوق النخاسة الدولية حماية لامتيازات عائلات حاكمة وسلالات هي ودائع الاستعمار وأدواته في جسد الأمة.
لكن الأمة نهضت من كبوتها بعد سبات عميق وليل خنوع طويل ظلّل قتامة خيانة حالكَها أعراب الأمة وسقطت صبيحة هذا اليوم. تشرق شمس تشرين مقاومة تلهب حرارة شعب مناضل اختار البندقية نهج حياة وصفحات حبرها دماء شهداء آمنوا بربهم وباعوه جماجهم، أخلصوا لقضيتهم ولم تغريهم السلطة ونعيمها ولم ينتظروا تطبيع يكرس الخيانة، فاعتنقوا الجهاد دربًا والاستشهاد سبيل حياة لأمة وشعب ووطن يولد من جديد على وقع صدى معركة ومواجهات أسقطت حلم “إسرائيل الكبرى” مع سقوط قوة الردع عند جيش العدو وتسليمه بعجزه، وقتلت التطبيع في مهده، وحطمت حلم الشرق الأوسط الاميركي الجديد لصالح تحرير الأمة وشعوبها وبناء الأوطان بعيدًا عن استعمار الغرب وأدواته الصهيونية والرجعية.
يوم مبارك من فلسطين أسقط حلم “إسرائيل الكبرى”، حطم حلمها، وأفرغ التطبيع من مضمونه وأهدافه.