شمولية التوصيف ورسائل التصعيد

محمود موالدي* – خاص الناشر |

في ذكرى القادة الشهداء ومن خلال كلمته أطلق سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) سلسلة من المواقف التي عبرت عن الشمولية في قراءة الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي من جهة ومتابعة حثيثة للوضع الداخلي، والتي كانت بمثابة تصعيد كبير باتجاه الكيان اللبناني كدولة ومحاولة لخنق البيئة المقاومة وقلب مناخ ناقم، فما ذكره سماحته عبّر وبشكل جلي عن وضوح الخطوات الأمريكية وكشف أجنداتها التي تعتمد فيها على تشتيت الرأي العام وتفريغ القدوة المجتمعية وبعثرة مفهوم الانضباط الاجتماعي، كما كان الربط واضحًا بين ما يعيشه لبنان من صعوبات خانقة مؤثرة على الحياة المعيشية والاقتصادية وموقف لبنان أو القوى اللبنانية الوطنية اتجاه العدو الصهيوني بعيدًا عن المساومة والتماهي مع العدو. رفع سماحته الخطوط الحمراء ورفع مؤشرات تدل على الجهوزية والقدرة لقلب الطاولة على الجميع في وقت يعاني فيه الكيان من عقد سياسية متعددة ومخاوف السقوط والعجز، وما يعيشه الغرب من صراع ومحاولات استعادة الهيمنة على منابع الطاقة حول العالم.

لقد عبرت سماحته بشكل بليغ عن ضمير كل حر ووطني وعن موقف كل شريف، من خلال التوصيف الشامل للظواهر السياسية المتعددة، كما عبر عن حجم المسؤولية الإنسانية في ظل الأزمات والكوارث. إنها عقلية القائد الذي أبدع في التوصيف ولجم الجموح الغربي المتوحش. إن امتلاك المقاومة الإسلامية لكل صنوف الردع بما فيها سلاح الفوضى المتنقلة يجعل العدو بكافة جبهاته يعرف ماهية أي مرحلة مقبلة. وما قد نسمعه من أدوات صهيونية محلية كانت أو إقليمية لتحميل المقاومة كل الأزمات هو عبارة عن أكاذيب مكشوفة ومحاولات عبثية ممجوجة.

قد نشهد في الأيام القليلة المقبلة تصعيدًا باتجاه التواجد الأمريكي في سورية بالتوازي مع لجم محدود للفوضى على الأرض تزامنًا مع مشاهدات حية يشعر بها العدو مع احتمال التصعيد المرتقب.

*كاتب وناشط سياسي سوري

اساسي