آلاء كركي – خاص الناشر |
لم ينظر الاسلام الى الطفولة بنظرة غير رحيمة أو غير عطوفة. لطالما كانت نظرته الى هذه المرحلة نظرة التأسيس لصناعة انسان سويّ يليق به أن يحمل لقب “خليفة الله على ارضه”.
إن اول من زجّ الطفولة في معارك دموية لا انسانية هم اولئك الذين قطعوا الطريق على الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام، حين منعوا عنهم الماء واصابوا عبد الله الرضيع بسهام المنيّة بين يدي والده، ليكتمل المشهد بضرب الاطفال بالسياط وحرق خيامهم وفرارهم فوق ارض مليئة بالشوك، وليختتم مسار السبي بضرب طفلة الحسين رقية عليها السلام، التي وافتها المنية عند رأسه الشريف.
إن رقية عليها السلام نموذج تاريخي طفولي لا يمكن المرور عنه مرور الكرام دون أن نربطه بفتياتنا اليوم، ولا سيما كريمات الشهداء اللواتي يصبرن على ألم الفراق في سبيل “أرَضيت يا رب؟ خذ حتى ترضى”.
إن التربية الاسلامية اعطت عناية خاصة للطفل، والفتاة بشكل خاص، لأن اصل بناء المجتمع يبدأ ببناء النفس وتهذيبها لتنعكس على الواقع بالافعال الاخلاقية والتي تتفق عليها جميع الديانات السماوية، ولا تختلف معها الكثير من القوانين التشريعية لدول علمانية، لأن الاخلاقيات في السلوك هي امر فطري بحت وإن خالفتها النفس الامارة بالسوء في كثير من الاحيان.
اذًا، المشكلة اليوم ليست في نشيد “سلام فرمانده (او امام زماني)”، انما في نجاح العمل في اعادة النفس الى فطرتها الاولى واعادة تقويم المسار الذي حاول الشيطان بأدواته المختلفة وأتباعه العمل على اعوجاجه منذ 1400 عام، لا بل منذ شهادة رسول الله صلى عليه وآله لإعادة الأمة الى الجاهلية.
رجال الله اليوم هم انصار الحسين. نساؤنا هن زينب. فتياننا هم القاسم. فتياتنا هن رقية. سلام من القلب إليهم جميعًا. سلام من قلوبنا الى المهديّ، امام زماننا، الذي ستشرق الارض بنوره، ولو كره الكارهون.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع