يتحيّن نتنياهو الفرص للتحريض ضد بنيت، حيث صرّح عشية مسيرة الأعلام “: ارفعوا العلم، ومعًا سنعيد إسرائيل إلى اليمين” في إشارة الى ضعف الحكومة الحالية. وقد كان لافتًا توجه نتنياهو نحو تجييش اليمين لإبقاء المسيرة ضمن مسارها رغم حساسيته، على الرغم من أنه عندما كان في موقع القرار في مسيرة العام الماضي بعد معركة سيف القدس، ولم يخاطر بهذا المسار.
وساند نتنياهو في تحريضه على بينت الجماعات اليمينية المتطرّفة وأعضائها، وعلى رأسهم ايتمار بن غفير وهو عضو الكنيست في حزب “الصهيونية الدينية” الذي انضم اليه نزولاً عند رغبة نتنياهو لتعقيد الأمور على بنيت، وبتسلئيل سموتريتش زعيم هذا الحزب.
“اختبار شخصي” لبينيت
كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المسيرة “اختبار شخصي، واختبار لشخصية بينيت” بالمقارنة مع سلفه بنيامين نتنياهو الذي كان على رأس الحكومة السنة الماضية.
وأضافت “كان نتنياهو مترددا، اتخذ قرارا ليتراجع عنه تغيير المسار بسبب تهديدات حماس، ورغم ذلك أمطرت علينا الصواريخ. بينيت اختار استراتيجية معاكسة، مع سياسة هادئة ومحتسبة”.
وقد زار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضا مجموعة كبيرة من اليهود الذين كانوا يغنون ويهتفون لإسرائيل، وقال بن غفير لدى وجوده في الباحة : “جئت لأؤكد أننا نحن -دولة إسرائيل- أصحاب السيادة” في المدينة، و”لدعم القوى الأمنية”، متوقعا “أن تفرض النظام في جبل الهيكل”.
أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية في مقال نشر الجمعة للكاتبة سيما كدمون، أن “مسيرة الأعلام هي بمنزلة امتحان للحكومة والائتلاف ولرئيس الحكومة، فالحديث يدور عن أكبر التحديات التي يواجهها بينيت منذ تشكيل الحكومة، بسبب الأخطار السياسية المرتبطة بهذه المسيرة”. وقالت: “يبدو أن الحديث يدور عن امتحان شخصي يمكن مقارنته بين سلوك رئيس الحكومة الحالي وسلوك رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، ويمكن قياس النتائج بشكل فوري، فالفوارق واضحة؛ عندما تردد نتنياهو وتراجع بسبب تهديدات حماس، حصلنا على صواريخ على المستوطنات بالقدس وتل أبيب، لكن بينيت قرر تبني استراتيجية معاكسة؛ فبدلا من السياسة الضبابية والصاخبة والتراجع، قرر تبني سياسة مدروسة وهادئة، وأوضح أن المسيرة ستجرى في مسارها العادي، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء تقديرات على جميع المستويات، السياسية والمهنية، وتوصيات الجميع كانت أنه رغم تهديد حماس، وحزب الله، ستجري المسيرة حسب مسارها التقليدي”.
ونبهت الصحيفة إلى أن “الأمر بالنسبة لبينيت لا يدور عن موضوع سياسي، بل عن موضوع سيادي، فما فعلناه في الـ30 سنة لن نتوقف عن فعله في السنة الـ 31، ورغم ذلك، تسمع انتقادات حول المخاطرة المترتبة على هذا الأمر، ولا يسمع مديح أو تشجيع إلا من قبل النائب سموتريتش، وهذا لا يدعو إلى الغرابة، لقد شاهدنا في الأسابيع الأخيرة ائتلافا على شفا التفكك”.
وأوضحت أن “بينيت في هذا الأسبوع امتص الكثير من الضربات؛ استقالة صديقه وأمين أسراره، طل غان تسفي، ويمكن لنا أن نتخيل ما شعر به في الأيام التي سبقت استقالته واستقالة مستشارته السياسية شمريت مئير، ولكن المقربين منه يقولون بأنه قد قام بإزاحة صخرة كبيرة عن صدره، علما بأن الأجواء المسممة داخل مكتب رئيس الحكومة تصاعدت بدرجة غير محتملة، وهذا ما يعرفه لابيد أيضا، كما أن الحديث عن نهاية الائتلاف تجعلها كذلك”. وبينت الصحيفة، أنه “في حال اعتقد الجميع بأن الحكومة تتفكك، سيحاول الكثير الظهور بمظهر أبطال اليمين أو اليسار الذين قاموا بتفكيكها، عضو الكنيست نير أورباخ (رئيس لجنة مجلس النواب من حزب “يمينا”) هو المشتبه به الفوري، لكنه ليس الوحيد، وهذه النظرية تغضب لابيد، وإذا كانت هذه هي الحقائق، فكل ما يوجد هنا هو عبارة عن حملة اخترعتها المعارضة، ويجب التعامل معها على هذا الشكل”.
كانت المسيرة في الثمانينات كـ”ضريبة” تدفعها إسرائيل العلمانية آنذاك لجماعات التيار الديني الصهيوني، الذي كان لا يزال محدوداً وغير واسع، وكتعبير عن ليبرالية إسرائيل العلمانية مع المتدينين اليهود.
حظيت المسيرة مع الوقت بدعم حكومي رسمي، سواء من وزارة التربية والتعليم سابقاً، ووزارة شؤون القدس والتراث اليهودي اليوم، إلى جانب رعاية بلدية الاحتلال في القدس لهذه المسيرة.
في مارس/ آذار عام 1998، أقرت الحكومة والكنيست في إسرائيل، تحت قيادة رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، قانوناً رسمياً حمل اسم قانون “يوم القدس” وحدد 28 من مايو/ أيار (بحسب التقويم الديني اليهودي) عيداً قومياً، يسمح فيه لمستخدمي الدولة والموظفين أن يأخذوه إجازة رسمية.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن المسيرة “ستتم وفقا للمسار المخطط لها ، كما هو الحال منذ عقود”.
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية الإسرائيلية المسيرة بأنها “اختبار شخصي” لبينيت ، مما يمثل خروجًا في الإستراتيجية مقارنة بسلفه بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة إنه بينما اختار نتنياهو “سياسة الاستسلام الصاخبة” التي انتهت بإطلاق حماس الصواريخ على إسرائيل ، كان بينيت يتبنى “سياسة الهدوء والمحسوبة”.
وبحسب المحلل الأمني شلومو موفاز، كان بينيت يراهن على احتمال أن “حماس ليس لديها أي مصلحة في حرب أخرى”. وأضاف ضابط المخابرات السابق أن “السياسة الرئيسية لحماس اليوم هي تشجيع الناس داخل إسرائيل (على الهجوم) بينما يواصلون إعادة إعمار قطاع غزة”.
نتنياهو يهاجم الوزراء الإسرائيليين المناهضين للعلم، العربي الجديد، 29 مايو 2022.
تأتي تصريحات رئيس الوزراء السابق الملتهبة بعد أسابيع فقط من محاولة الشرطة الإسرائيلية إنزال نعش الصحفية المقتولة شيرين أبو عقله، بزعم أنه كان يحمل العلم الفلسطيني. أدلى نتنياهو بهذه التصريحات في قاعة بلدية القدس في وقت سابق من هذا الأسبوع.
رد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بغضب على وزراء الحكومة الحاليين الذين يزعمون أن “مسيرة العلم” القومية المقرر عقدها يوم الأحد “تهدد الشرق الأوسط بأسره”.
وقال نتنياهو في مقر بلدية القدس أثناء إعلانه عن إطلاق “لوبي القدس” في الكنيست هذا الأسبوع: “داخل الحكومة الحالية، هناك من يعتقد أنه لا ينبغي رفع أعلام إسرائيل هنا ، في قلب القدس”. وتابع “وزير في الحكومة يقول إن عرض الأعلام الإسرائيلية في القدس هو استفزاز”. وجاءت تصريحاته بعد أن قالت وزيرة حماية البيئة تمار زاندبرغ لوسائل الإعلام الإسرائيلية لراديو الجيش إن المسيرة “عمل تحد” يوم الأربعاء، حيث قال زاندبرغ من حزب ميرتس اليساري إن ذلك “يهدد الشرق الأوسط كله، القدس بأسرها وعلينا جميعًا”. وأضاف “هناك طريقة للقيام بذلك بأقل احتكاك وخطر أقل بحدوث انفجار”. “التلويح بأعلام منظمة التحرير الفلسطينية في القدس، اللد، تل أبيب، بئر السبع – ليس استفزازاً. حرق العلم الاسرائيلي في الحرم القدسي ليس استفزازا. ورد نتنياهو بمرارة “لكن التلويح بالأعلام الزرقاء والبيضاء في قلب القدس هو استفزاز”.
في الوقت الذي تجري فيه محاولات مصرية للحفاظ على التهدئة، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل مساء الاثنين، والرد الإسرائيلي بقصف في منطقة خان يونس، تبادل رئيسا الوزراء في إسرائيل، الحالي نفتالي بنيت، والسابق بنيامين نتنياهو، التراشق بالاتهامات ليثبت كل منهما أن الآخر كان ضعيفاً في مواقفه حيال الفصائل في غزة. وقد أعرب عدد من السياسيين من الطرفين عن القلق من أن تؤدي هذه الاتهامات إلى تصعيد جديد للتوتر الأمني في المنطقة.
وكانت إسرائيل قد دمرت صاروخاً أطلق من قطاع غزة باتجاه بلداتها الجنوبية، مساء الاثنين. وردت إسرائيل بقصف محسوب على خان يونس لم يسفر عن أي إصابات في الأرواح. ثم أعلنت كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة حماس، عن تصديها لسلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، بالمضادات الأرض – جو بصاروخ محمول على الكتف من طراز ستريلا2 روسي الصنع. ونشر خبراء عسكريون إسرائيليون معلومات عن هذا الصاروخ، مؤكدين أنه مرحلة أعلى في قدرات الفصائل الفلسطينية. وأشاروا إلى أن هذه الصواريخ أدت دوراً مركزياً في الحرب الباردة، وأنها سلاح بأيدي جيوش دول ولا يزال في الخدمة في العديد من البلدان التي تشهد نزاعات إقليمية أو داخلية منذ عام 1972. وأوضحوا أن وزنه لا يصل إلى 10 كيلوغرامات، وقد يصل مداه إلى 4.2 كيلومتر، ويعمل من خلال نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، ويحمل رؤوساً شديدة الانفجار.
وقد استغل نتنياهو إعلان “حماس”؛ ليكتب في منشور على حساباته في الشبكات الاجتماعية، أن بنيت أخفق في مواجهة “حماس”. وكتب حزبه على موقع “الليكود” أن “حكومة بنيت الهزيلة باتت مكشوفة؛ ليس فقط حزبياً وبرلمانياً، بل أيضاً من حيث أدائها الفاشل في مواجهة التحديات، فأعداء إسرائيل يرفعون رؤوسهم منذ أن أدركوا كم هي الحكومة ضعيفة، ويزدادون قناعة بأنها ضعيفة من ردها السخيف والهزيل على صاروخ (حماس)”.
ورد بنيت بمنشور غاضب حاد على نتنياهو و«الليكود» جاء فيه: «في عهدك يا بيبي، أطلقت تنظيمات الإرهاب في قطاع غزة، 13 ألف صاروخ باتجاه سكان الجنوب الإسرائيليين، ونفذت 1500 عملية مسلحة، وأحرقت 45 ألف دونم من الحقول والكروم بواسطة البالونات الحارقة وغيرها. وقتل في عهدك 238 إسرائيلياً، وأصيب 1700 بجراح متفاوتة. وفوق كل هذا، أتحت أنت تمرير حقائب سفر كثيرة مملوءة بالدولارات إلى (حماس) وموظفيها”. وأضاف بنيت: “إرث نتنياهو يتمثل في إطلاق صواريخ (حماس) باتجاه القدس، وتنفيذ اعتداءات إجرامية على مواطنين يهود في اللد وعكا، وإشعال لهيب الحرب داخل إسرائيل نفسها. أنت الذي فشل يا بيبي… أحرزت الإخفاقات مقابل (حماس)، ونحن نسعى للتصحيح”.
مركز الاتحاد للابحاث والتطوير