كاثي سكوت كلارك مؤلفة كتاب «سجين إلى الأبد» تربط برنامج التعذيب لدى وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) بسجن أبو غريب سيء السمعة في العراق.
نشر موقع «ميدل إيست آي» تقريرًا لعمر فاروق، صحافي يعمل في واشنطن ويكتب عن القضايا السياسية والاجتماعية التي تواجه المسلمين كما يغطي الشؤون الخارجية، حول كتاب سيصدر خلال أيام حول برامج التسليم السري وبرامج التعذيب التي اتَّبعتها وكالة المخابرات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على المدن الأمريكية.
وفي مطلع التقرير، يلفت الكاتب إلى أنه في السنوات الأولى مما عُرِف بـ«حرب أمريكا على الإرهاب»، وأثناء اجتماع لكبار ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم يُكشَف عنه، اجتمع كبار مسؤولي المخابرات لمناقشة ما يجب فعله مع الأفراد الذين تعرضوا للتسليم السري و«أساليب الاستجواب المعزَّزة».
وبعد النظر في عددٍ من الخيارات، بما في ذلك تركهم رهن الاحتجاز، وإرسالهم إلى دولة أخرى، ومحاكمتهم، تساءل مسؤول كبير: «لماذا لا نقتلهم وننتهي؟». وكُشِف عن تفاصيل ذلك الاجتماع الاثنين الماضي، في ندوة عبر الإنترنت مع الكاتبة والصحافية كاثي سكوت كلارك، التي يقدم كتابها «سجين إلى الأبد» نظرة متعمقة إلى برنامج التعذيب المثير للجدل الذي استخدمته وكالة المخابرات المركزية.
وقالت خلال الفعالية التي استضافها مركز أبحاث «نيو أمريكا»: «قد تسمع مثل هذه الاكتشافات، وهو ما وجدته مقلقًا بعض الشيء». ويركِّز الكتاب، الذي سيصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على قضية معتقل جوانتانامو أبو زبيدة، الذي خضع للاستجواب باستخدام أساليب ترقى إلى التعذيب – بما في ذلك الإيهام بالغرق 83 مرة في شهر واحد، والتعليق عاريًا من السقف، والحرمان من النوم لمدة 11 يومًا متتالية.
كما يغطي الكتاب عددًا من الجوانب في برنامج التسليم السري التابع لوكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك المقابلات التي أجرتها كاثي مع عديد من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين. وأثناء العمل على الكتاب، أجرت كاثي مقابلة مع جيمس ميتشل، أحد مهندسي برنامج التعذيب. كما أجرت مقابلة مع شخص آخر، يُعرف باسم «جوس» في الكتاب، والذي دبر عملية التسليم بأكملها.
وقالت كاثي: «بعد أن التقيتُ وأجريتُ مقابلات مع عديد من الأشخاص في البرنامج، أصبح شعوري العام نوعًا ما مثل عقلية القطيع – حيث كان الجميع يشتركون في هذه العقلية معًا». وأضافت: «وإذا قال شخص ما مَنْ المسؤول في حالة مقاضاة شخص ما، فلا أعتقد أنه يمكنك الإشارة إلى أي شخص بعينه».
من تعذيب «سي آي إيه» إلى أبو غريب
ينوِّه التقرير إلى أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، شنَّت الولايات المتحدة حملة بعيدة المدى لاقتلاع جذور «الإرهابيين» الذين خططوا للهجمات والذين يمكنهم تنسيق مزيد من الهجمات على الأراضي الأمريكية. غير أن منظمات المجتمع المدني قالت إن عديدًا من ممارسات واشنطن، بما في ذلك التسليم السري و«أساليب الاستجواب المعززة» – التي خلُص مجلس الشيوخ في تقرير تاريخي إلى أنها ترقى إلى مرتبة التعذيب – غير قانونية وفقًا للقانون الدولي.
وفي الشهر الماضي، كشفت وثائق رُفِعت عنها السرية حديثًا عن كيفية استخدام عمار البلوشي، المحتجز في موقع سري تابع لوكالة المخابرات المركزية في أفغانستان، أداةَ دعمٍ حية للمحققين تحت التدريب للحصول على شهادة في الاستجواب. وأدَّى التعذيب الذي تعرض له البلوشي إلى تلفٍ في الدماغ.
وخلال الفعالية التي أقيمت الاثنين الماضي، كشفت كاثي أيضًا عن أنه على الرغم من إنكار المسؤولين الأمريكيين، فإن هناك صلة بين واضعي برنامج التعذيب التابع لوكالة المخابرات المركزية – مثل ميتشل – وبين الانتهاكات الجسيمة التي حدثت في سجن أبو غريب سيئ السمعة؛ حيث عانى المعتقلون من الانتهاكات الجسدية والنفسية والجنسية، بما في ذلك استخدام الصدمات الكهربائية وعمليات الإعدام الوهمية على يد القوات الأمريكية.
وقالت كاثي: «الشيء الآخر الذي جمعته بتفصيل كبير في الكتاب هو كيف أدَّى برنامج الاستجواب المعزَّز لوكالة المخابرات المركزية بالتأكيد إلى انتهاكاتٍ في الجيش الأمريكي أيضًا». وأضافت: «شارك الأشخاص أنفسهم في وضع برامج تدريبية لوكالة المخابرات المركزية وتدريب المحققين للذهاب إلى جوانتانامو وتدريب المحققين في قاعدة باجرام الأمريكية في أفغانستان، ثم المحققين الذين ذهبوا إلى أبو غريب».
وتابعت: «يمكن لجيم (ميتشل) أن يقول وهو مُحِق (لم أخطط الخطأ الذي حدث في أبو غريب)، لكن عليه أن يتحمل مسؤولية أنه ابتكر شيئًا خرج عن نطاق السيطرة»، بحسب ما يُختم التقرير.
ساسة بوست