نقلت صحيفة فرنسية عن خبيرين قولهما إن شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت بالارتفاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مع حشد روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا، لكنها حققت قفزات مذهلة منذ بداية الحرب، ووصلت نسبة مؤيديه في روسيا إلى 80% وفقا لاستطلاع رأي أجراه مؤخرا معهد “ليفادا” المستقل، والذي يستخدم أساليب العمل الأميركية.
وأوضح الخبيران -وأحدهما يعمل في موسكو لصالح مركز أبحاث أميركي والآخر يعمل في معهد اقتراع روسي مستقل- أن المحللين كانوا يتوقعون أن الروس سيقفون ضد الحرب، “لكن منذ أن بدأت، رأينا تسونامي من الدعم لفلاديمير بوتين”، وفقا للخبيرين اللذين اشترطا عدم كشف هويتهما.
وجاء ذلك هذا ضمن تقرير في صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) للكاتبة إيزاببيل لاسير قالت فيه إن الغربيين كان لديهم حلم بأن ينتفض الشعب الروسي ضد بوتين، الذي يشعل المنطقة، ويهدد أوروبا ويفرض على مواطنيه حياة العزلة والقيود.
لكن الإشارات الآتية من روسيا تبدد -وفق الكاتبة- يوما بعد يوم تلك الآمال التي بنيت على نظرة الغربيين لروسيا بعدساتهم الخاصة.
ووفق تقرير لوفيغارو يرجع أحد الخبيرين سبب هذا التأييد الجارف إلى ما يرى أنه تقوقع لروسيا على نفسها ولّد لدى المواطنين نوعا من “متلازمة ستوكهولم”، فأصبحوا يشعرون بأنهم ملزمون بدعم رئيسهم الذي يقود الآن حربا، ويرفضون إلقاء اللوم عليه في تأثير العقوبات الأوروبية والأميركية السلبي عليهم، بل هم، بدلا من ذلك، ينحون باللائمة على الرئيس الأميركي جو بايدن.
ووفق أحد الخبيرين -وهو مختص بمعهد لاستطلاعات الرأي- فإن هذا الاندفاع خلف فلاديمير بوتين اكتسح كل الطيف السياسي الروسي حتى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم في المعارضة، بل حتى أولئك الذين حافظوا على علاقات خاصة مع الغرب.
وينفي الكاتب الأوكراني ورئيس مركز النزاهة الديمقراطية أنطون شيخوفتسوف أن يكون موقف المواطنين الروس نابع من عدم الاطلاع على الأخبار والمعلومات من مصادر أخرى، قائلا “من الخطأ القول إن الروس لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات، إنهم، بكل بساطة، لا يصدقونها، بل يعتبرونها مجرد دعاية وأخبار كاذبة، وغالبية السكان في حالة إنكار تام لما يحدث”.
ويرى خبير مركز الأبحاث الأميركي أن تأثير الحرب على الروس نفسي كذلك، إذ لا يقبلون أن يوصموا بأنهم إلى جانب الشيطان، ويرفضون تصديق أن روسيا يمكن أن تكون مسؤولة عن جرائم حرب ومذابح كالتي شهدتها بوتشا، وبعضهم وصل إلى حد اعتبار مفاوضات السلام خيانة، وفقا للخبير.
وتنسب الكاتبة لخبير معهد الاستطلاعات قوله إن الروس لم يعودوا يثقون إلا في إعلامهم ويستقون معلوماتهم من التلفزيون الروسي، ويعتبرون ما ينشر في وسائل الإعلام الأخرى مجرد دعاية وأخبار زائفة.
وتختتم الكاتبة التقرير بأن ضم شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014 أدى أيضا إلى زيادة شعبية بوتين، وقد غيّر العديد من الروس رأيهم مع بداية الحرب، فتحولوا إلى الوقوف إلى جانب بوتين لأنهم يعتقدون أنهم محاصرون من قبل العدو الغربي، و”من المستحيل إقناع هؤلاء الناس بأنهم لا يفهمون حقيقة ما يحدث”، وفق خبير الاستطلاعات آنف الذكر.
الجزيرة