تتزايدت معدلات انتشار الإنفلونزا عالية العدوى في أوروبا وأمريكا بأرقام ضخمة بين الطيور الداجنة والبرية. لتضرب أكثر من 20 ولاية في الولايات المتحدة، وتعدم فرنسا وحدها نحو 10 ملايين طائر.
كثف مسئولو الزراعة ببنسلفانيا ووزارة الزراعة الأمريكية، وبرنامج مستقبل الحياة البرية في كلية الطب البيطري بجامعة بنسلفانيا. ونظام مختبر تشخيص الحيوانات في الولاية ذاتها مراقبة فيروس أنفلونزا الطيور عالية الضراوة في البرية بجانب مجموعات الطيور الداجنة في جميع انحاء البلاد.
يوجد فرق كبير بين الإصابة بإنفلونزا الطيور عالية الضراوة وإنفلونزا الطيور العادية. فالأخيرة تصيب الطيور المائية البرية لتصبح مستودعات طبيعية لها، ويتم افرازها في برازها ولعابها رغم من ظهورها بصحة جيدة.
سلالات عالية الضراوة
لكن أنفلونزا الطيور عالية الضراوة يمكن أن تؤدي إلى المرض أو الموت بالدواجن البرية (الديك الرومي، الطيهوج). الطيور الجارحة (الصقور، النسور)، بجانب (الغربان، النورس)، وأنواع أخرى (البط والإوز). ويتم تمييزها بضعفها العصبي مثل الدوران وصعوبة الطيران.
السلالة “عالية الضراوة” شديدة العدوى ومميتة بشكل خاص للدواجن المنزلية أكثر من البرية. وطالبت السلطات سكان بنسلفانيا بمراجعة خطط الأمن البيولوجي الخاصة بهم لحماية قطعانهم. بينما لم يتم اكتشاف أو الإبلاغ عن أي حالات بشرية مرتبطة بفيروس إنفلونزا الطيور حتى الآن.
أعلنت إدارة الموارد الطبيعية بميتشجان عن حالة إنفلونزا الطيور في مقاطعة مونرو. كما تم تحديده في مجموعات الطيور البرية في مقاطعتي سانت كلير وماكومب بالمسيسيبي. بينما أعلن مزارعو أوهايو حالة التأهب مع انتشار المرض في الولايات المجاورة.
يقول مركز السيطرة على الأمراض إن الخطر على الناس منخفض، إذ لم يتم اكتشاف أي إصابات بشرية في الولايات المتحدة. لكنه تلقى تأكيدًا من أحد معمل وزارة الزراعة الأمريكية حول أنفلونزا الطيور شديدة العدوى، والنوع الفرعي “إتش 5 إن 1” في الأوز الكندي والبجع والبوم الثلجي.
وطالب المركز مالكي الدواجن تقليل الأشخاص الذين يتعاملون مع الطيور، وعزل المستأنسة عن البرية، وتطهير الأيدي والملابس بعد ملامستها للدواجن. وطالب بالإبلاغ حال فقد اي ثلاثة طيور، أو حال ملاحظة نفوق متعدد في الدواجن المنزلية.
إعدام ملايين الطيور في أوروبا
تعرضت المملكة المتحدة وأوروبا لأكبر انتشار لأنفلونزا الطيور على الإطلاق هذا الشتاء. حيث تم إعدام ملايين الطيور في المزارع في جميع أنحاء القارة، بسبب الأنواع شديدة العدوى من التي تبدو الآن متوطنة في الطيور البرية. مما يؤدي إلى خطر الإصابة بالعدوى طوال العام.
في المملكة المتحدة، أصدرت السلطات تعليمات للمزارعين بإبقاء طيورهم في منازلهم واعتبارًا من هذا الأسبوع مُنعوا من بيع البيض المنتج في مزارعهم المصنفة تجاريًا كمراع حرة.
وأدى بلاغ عن تفشي إنفلونزا الطيور في مزرعة بمقاطعة سوفولك شرقي إنجلترا مؤخرًا إلى إعدام أكثر من 80 ألف بطة بعد ثبوت إصابتها بنوع شديد العدوى من إنفلونزا الطيور.
ماريون كوبمانز، عالمة الفيروسات ومستشارة منظمة الصحة العالمية، تقول إن الوضع خطبر بالنسبة لصناعة الدواجن ذات المراعي الحرة. فبيئة إنفلونزا الطيور تغيرت جذريا خلال السنوات الماضية، وأصبحت تنتشر محليا على مدار السنة في أوروبا، لتصبح تهديد دائم.
وأعلنت وزارة الزراعة الفرنسية، قتل عشرة ملايين من الدواجن للقضاء على إنفلونزا الطيور. وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة بسبب تفشي المرض بشكل غير مسبوق في منطقة باي دو لا لوار.
منذ اكتشاف الحالة الأولى بشمال فرنسا في نهاية نوفمبر/تشرين الأول، أصيب ما يقرب من ألف مزرعة بالفيروس، بينها ما لا يقل عن 450 مزرعة بمنطقة فانديه، إذ تفرغ السلطات مزارع الدواجن من خلال عمليات ذبح جماعي لدواجن مريضة وأخرى سليمة في تدبير احترازي.
هل طفرة الدجاج في بولندا وراء اندلاع إنفلونزا الطيور المدمر؟
هل طفرة الدجاج في بولندا وراء اندلاع إنفلونزا الطيور المدمر؟.. طرحت “الجارديان” ذلك التساؤل أخيرا، فبعد أكثر من عقد ونصف من النمو أصبحت بولندا أكبر منتج للدواجن في الاتحاد الأوروبي، ومصدرًا رئيسيًا لدول من بينها المملكة المتحدة.
يقول منتجو الدواجن في بولندا إن وباء إنفلونزا الطيور ناتج عن مجموعة من الظروف السيئة للغاية، مثل برودة الطقس. فشهر أبريل من العام الحالي كان الأبرد على الإطلاق منذ 24 عامًا.
تفشي الوباء في بولندا والتساؤل حول إمكانية تسببها في الوباء يثير لغطا خاصة في ظل مجاورتها لأوكرانيا والاتهامات الروسية باحتضان كييف برنامجا أمريكيا لنشر الأمراض وتحديدا عبر الطيور.
وزارة الدفاع الروسية قالت إن هدف المشروع الأمريكي بأوكرانيا كان دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل.
وأضافت أنه تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، والتي تمر طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية، بحسب روسيا اليوم.
ووفق وكالة سبوتنيك، فإن وزارة الدفاع الروسية أكدت القبض على الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا بمنطقتي إيفانوفو وفورونيج في روسيا، واعتبرت أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.
محمد سيد أحمد – مصر 360