قد يجوز انتقاد الحزب وسلاحه من كل الأطراف اللبنانية إلا من قبَل شخص مثل “الحكيم” صاحب التاريخ العريق في كل ما هو ضد الدولة والنظام والقانون، والذي يذكّر منظره فقط، حتى دون أن يتحدث ويدلي بدلوه في أي شأن لبناني، بكل ما مر بتاريخ لبنان من إجرام وقتل وذبح على الهوية وتشريد وإخفاء وتسميم للبيئة اللبنانية وأيام سود.
أين ثرى بل أين وحل وحضيض “الحكيم” من ثريا حزب الله وتألّقه وإشعاعه على لبنان والمنطقة؟ وكيف توضع الرذائل في مقابل الفضائل؟ ومن هو “الحكيم” أمام تضحيات أصغر مقاتل من شبان الحزب، أقول “أصغر” على سبيل الاستعارة، لأن كل شبان الحزب كبار، يولدون كبارًا ويعيشون كبارًا ويرحلون، إن رحلوا، كبارًا.
كل فترة يحاول “الحكيم” أن ينطح جدار الحزب الصلب القوي المتين الشديد، الذي نطحه من هم أعظم من “الحكيم” قرونًا وأكبر وأقدر، فتحطمت قرونهم ورؤوسهم وارتدّوا صاغرين منكسرين.
يعلق “الحكيم” على شعار الحزب الانتخابي “باقون نحمي ونبني”، ويقول “ما من أحد يدرك إن كنتم باقون أم لا، باعتبار أنّ هذا الأمر يعود إلى الشعب اللبناني الذي سيترجمه من خلال الانتخابات النيابية”، وكأن “الحكيم”، الذي لا يقود جمهوره إلا إلى الخراب والقتل والدمار، لا يبصر ولا يعقل ولا يقرأ عن جمهور الحزب، الذي يبادل الحزبَ وقائدَه وشبانَه الحب بالحب، والإخلاص بالإخلاص، هذا الجمهور الذي قدّم أبناءه وأحبابه شهداء وجرحى ومجاهدين تحت راية هذا الحزب، ليقينه بصدقية الحزب وجهاده المخلص لأجل حماية لبنان ودعم حماة المنطقة من حركات مقاومة وجيوش تعمل ليلًا نهارًا لأجل حفظ المنطقة والدفاع عنها ضد كل محتلّ وإرهابيّ وعميل.
ويسأل “الحكيم”: “بالنسبة لنحمي، من طلب منكم هذه الحماية؟ وهذا ليس من شأنكم، إذ إنّ هذا الدور في لبنان كما في كلّ دول العالم يعود إلى مؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية، فضلاً عن العلاقات الدولية، لا بل أعتبر أنّ وجود الحزب يشكّل خطراً كبيراً في كلّ لحظة على الشعب اللبناني”.
الذي طلب هذه الحماية يا “حكيم” هو كل لبناني كان هو وأحبابه عرضةً للقتل والتشريد والاعتقال والتعذيب والاضطهاد على يد أصدقائك الصهاينة منذ إنشاء الكيان في فلسطين المحتلة، والذي لا يزال يطلب هذه الحماية حتى اليوم، وإلى ما بعد ما بعد الغد، لأن أصدقاءك الصهاينة يا “حكيم” يشبهونك، لا أمان لهم ولا عهد ولا ذمة.
الذي طلب هذه الحماية هم اللبنانيون، الذين يشاهدون تعاطي دول الغرب مع الدولة اللبنانية، ومع الجيش اللبناني، ويمنعون تسليحه بأي سلاح يشكل أذى للكيان المؤقت.
الذي طلب هذه الحماية يا “حكيم” هم الذين يعلمون أنه لولا مقاومة الحزب لكان لبنان ما زال محتلًّا من قبَل الصهيوني، أو لكان دولة داعشية ترفع راية الإرهاب على تلال القرى وبنايات المدن.
وعن سؤالك يا “حكيم” عن الحزب “كيف بدو يبني؟”، فقد بنى الحزب ويبني وسيبني، بنى ما أمكنه البناء، في المجتمع اللبناني وفي السياسة وفي محاربة الفساد، وفي مشاريع القوانين، وفي القرى والمناطق، بنى ما أمكنه البناء، في ظل نظام لبناني عتيق فاسد، وحكومات مهمِلة مقصرة، ونظام مالي اقتصادي موبوء بالفساد، وعلى أقل تقدير، لنقل حاول البناء ما أمكنه ذلك، فلم يسرق وزراؤه ولم يسمسروا على حساب الوطن والمواطن، كما فعل كثيرون تعرفهم يا “حكيم” ووزراؤك كانوا منهم.
نُشر في موقع العهد