الموقع: تقع مجدل شمس على السفح الجنوبي لجبل الشيخ (حرمون) في هضبة الجولان السورية، عند مثلث الحدود بين سوريا ولبنان وفلسطين.
السكان: أغلبية سكانها من الطائفة الدرزية، ويبلغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة.
الأهمية: تُعدّ كبرى قرى إقليم البلان في الجولان، وتتمتع بأهمية استراتيجية لكونها تطل على العاصمة السورية دمشق ومدن وسط وغرب “إسرائيل”، بالإضافة إلى مناطق في الأردن ولبنان.
تُعتبر قرية مجدل شمس رمزًا للصمود السوري في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث حافظ أهلها على هويتهم العربية السورية الأصيلة رغم مرور أكثر من نصف قرن على احتلالها. تقع القرية على سفح جبل الشيخ، وتتميز بمناظرها الخلابة، وأراضيها الخصبة، وتاريخها العريق، ولكن يبقى احتلالها جرحًا مفتوحًا في قلب كل سوري.
أهم محطاتها التاريخية منذ العام 1925:
• 1925: شهدت القرية دورًا بارزًا خلال الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي، حيث كانت معقلاً للثوار بقيادة الزعيم أسعد كنج أبو صالح، وقد تعرّضت للإحراق ثلاث مرات من قبل القوات الفرنسية.
• 1948: بعد نكبة فلسطين نزح إليها عدد من العائلات الفلسطينية.
• 1967: احتلتها “إسرائيل” إبان حرب حزيران/يونيو، وتم تهجير معظم سكانها إلى مناطق أخرى داخل سوريا.
• 1981: أصدر الكنيست الإسرائيلي قانونًا بضمّ الجولان، وشمل ذلك قرية مجدل شمس، ورفض السكان بشكل قاطع هذا القرار.
• 1982: اندلعت انتفاضة شعبية واسعة في مجدل شمس رفضًا لفرض الجنسية الإسرائيلية، وقام السكان بإضراب شامل دام أكثر من ستة أشهر.
• 2011: أيّدت مجدل شمس الدولة السورية عند بدء الفتنة الكبرى على سوريا. وكان لأبناء المجدل دور الكبير في فضح علاقات المسلحين الخارجين على الدولة السورية، واستمرت محافظة على تأييدها للدولة السورية حتى اليوم.
• 2019: تظاهر المئات في مجدل شمس رفضًا لإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الاعتراف بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان.
• 2024: لا زالت قرية مجدل شمس عصية على الاحتلال ترفض الهوية الإسرائيلية التي يبرر شبابها سبب رفضهم لها لأن الهوية الاسرائيلية ستكون طريقهم القسري والمرفوض للانخراط في الخدمة العسكرية الالزامية في جيش العدو.
نضالها ومقاومتها:
على الرغم من مرور أكثر من خمسة عقود على احتلالها، تُجسّد مجدل شمس، مثالاً مُلهماً على الصمود والمقاومة في وجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس هويتها وفرض التطبيع عليها وسلخها عن سوريا.
• رفض أهالي مجدل شمس الإقرار بالسيادة الإسرائيلية، و تمسكوا بهويتهم العربية السورية.
• في عام 1982، اندلعت انتفاضة شعبية عارمة في الجولان رفضاً لقرار إسرائيل بفرض قوانينها وجنسيتها على السكان، وكان لأهالي مجدل شمس دور ريادي في هذه الانتفاضة.
• واجه أهالي القرية قمعًا شديدًا من قبل قوات الاحتلال، تمثل في الاعتقالات، والمحاكمات، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، ومنع البناء، وتقييد الحركة، والتضييق على النشاط السياسي والاجتماعي.
• يُصر سكان مجدل شمس على تعليم أبنائهم اللغة العربية وتاريخهم السوري، كما يحرصون على إحياء المناسبات الوطنية السورية.
• تُشكل قرية مجدل شمس نموذجًا مشرفاً للتحدي والصمود، حيث أثبت أهلها تمسكهم بحقوقهم الوطنية، ورفضهم للاحتلال.
محاور رئيسية في صمود مجدل شمس
فيما يلي أهم الجوانب الرئيسية التي تبرز صمود أهالي مجدل شمس في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وكيف حافظوا على هويتهم السورية. ونفصلها كالتالي:
التمسك بالهوية: يُعدّ التمسك بالهوية الوطنية السورية من أهم مرتكزات صمود أهالي مجدل شمس، حيث يرون في هويتهم خطاً أحمر لا يمكن التفريط به.
• المظاهر:
o رفض الجنسية الإسرائيلية: يرفض أغلبية أهالي مجدل شمس حمل الجنسية الإسرائيلية، رغم الضغوطات والمغريات التي تقدمها إسرائيل.
o التمسك بالجنسية السورية: يُصرّ أهالي مجدل شمس على الاحتفاظ بجنسيتهم السورية، ويُعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين تحت الاحتلال.
o التشبث بالثقافة والتقاليد السورية: يحافظ أهالي مجدل شمس على عاداتهم وتقاليدهم السورية، ويرفضون محاولات إسرائيل في طمس هويتهم.
التعليم والثقافة: يُدرك أهالي مجدل شمس أهمية التعليم والثقافة في حماية هويتهم ونقلها إلى الأجيال القادمة، لذلك يُولون هذا المجال اهتماماً كبيراً.
• المظاهر:
o التعليم باللغة العربية: يُصرّ أهالي مجدل شمس على تعليم أبنائهم اللغة العربية في المدارس، رغم محاولات إسرائيل فرض اللغة العبرية.
o تدريس التاريخ السوري: يحرص أهالي مجدل شمس على تدريس أبنائهم التاريخ السوري في المدارس والمنازل، ليظلّوا على اطّلاع بتراثهم ونضال شعبهم.
o إقامة المراكز الثقافية والمكتبات: ينشط أهالي مجدل شمس في إنشاء المراكز الثقافية والمكتبات التي تُعنى بالثقافة السورية وتاريخ الجولان.
التواصل مع الوطن الأم: رغم الحصار والقيود، يُصرّ أهالي مجدل شمس على الحفاظ على تواصلهم مع الوطن الأم، سوريا.
• المظاهر:
o السفر إلى سوريا: يسافر الكثير من أهالي مجدل شمس إلى سوريا لأسباب مختلفة، مثل زيارة الأقارب، والدراسة، والحصول على الوثائق الرسمية.
o المشاركة في الفعاليات الوطنية السورية: يحرص أهالي مجدل شمس على المشاركة في الاحتفالات والمظاهرات التي تُقام في سوريا، للتعبير عن تضامنهم مع شعبهم وقضيتهم الوطنية.
o متابعة الأخبار السورية: يحرص أهالي مجدل شمس على متابعة أخبار سوريا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ليظلّوا على اطّلاع بما يجري في بلدهم.
رفض التطبيع: يرفض أهالي مجدل شمس كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، ويُعتبرونها دولة معادية احتلت أرضهم.
• المظاهر:
o مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية: يقاطع أهالي مجدل شمس كافة المؤسسات الإسرائيلية، ولا يتعاملون معها إلا للضرورة القصوى.
o رفض التعامل مع الإسرائيليين: يتجنّب أهالي مجدل شمس التعامل مع الإسرائيليين، ولا يقيمون معهم علاقات اجتماعية أو اقتصادية.
o إدانة التطبيع: يُدين أهالي مجدل شمس كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، سواء كانت على المستوى الرسمي أو الشعبي.
مستقبل مجدل شمس:
يؤمن أهالي مجدل شمس بأن مستقبلهم هو جزء لا يتجزأ من مستقبل سوريا، وأن الجولان سوف يعود إلى حضن الوطن الأم عاجلاً أم آجلاً. ويُصرّون على مواصلة نضالهم السلمي حتى تحقيق هذا الهدف.
تُعد قرية مجدل شمس مثالاً حيّاً على إرادة الشعوب في المقاومة والصمود، حيث أثبت أهلها أن الاحتلال مهما طالت مدته فلا بد أن يزول، وأن حق الشعوب في الحرية والاستقلال لا يسقط بالتقادم.
مركز الاتحاد للابحاث والتطوير