الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية 2015 – 2022

المقدمة

تحظى الدبلوماسية الرقمية باهتمام واسع لدى جُل دول العالم في الوقت الحالي، وهذا نظرًا لمدى أهميتها كاداه من أدوات القوة الناعمة، وتُعتبر فرنسا في مقدمة الدول التي استطاعت التأثير في الشعوب المختلفة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي تخطت بقوتها القوة الصلبة، كما شهد القرن الواحد والعشرون تطورًا ملحوظًا في تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي أثرت بشكلٍ واضح في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، كما عملت الدبلوماسية الرقمية على نقل الصورة النمطية للدبلوماسية من دبلوماسية دول إلى دبلوماسية دول وشعوب ذات فاعلية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لذا فا الدبلوماسية الرقمية تمثل شكلًا جديدًا جاء نتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وهي ليست بمعزل عن الدبلوماسية التقليدية بل مكملة لها، كما يمكن تعريفها على أنها ” استخدام التكنولوجيا الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر ووسائل الإعلام الاجتماعية للتواصل مع الجمهور الأجنبي بطريقة “أقل تكلفة”، كما نتج عنها العديد من المفاهيم الجديدة مثل الدبلوماسية عبر تويتر والدبلوماسية باستخدام الفيس بوك، ناهيك عن إضافتها لأنماط جديدة من خلال تعامل الحكومة مع الأفراد والأفراد مع الحكومة، كما تهدف بشكل أساسي إلى بناء صورة ذهنية والتأثير من خلالها على الجماهير الخارجية.([1])

أما عن الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية فترى الدراسة أنها تمثل ساحة هامة للتأكد من صحة مقولات الجدال النظري حول دور وأهداف الدبلوماسية الرقمية، كما تم اختيار هذه الحالة على وجه الخصوص نظرًا لخصوصيتها واختلافها عن مثيلاتها في الدول الأخرى، وخاصة في عام 2015 الذي يمثل عام انطلاق دبلوماسيتها الرقمية نحو المنطقة العربية بشكل لافت للنظر، ناهيك عن تباهي إسرائيل المستمر بتقدمها العالمي كأقوى ارتباط رقمي مع العالم، وبهذا التقدم تتفوق على دول مثل سويسرا وألمانيا واليابان، ناهيك عن إنشائها إدارة متخصصة في الدبلوماسية الرقمية، وغيرها من الأدوات بهدف تشكيل صورة ذهنية مختلفة حول اسرائيل في العالم العربي، فيما عُرِف بالتطبيع الرقمي، كما وظفت اسرائيل فريقًا للدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية الاسرائيلية لتصور للرأي العام بشقية العالمي والعربي بأن إسرائيل تعمل على تعزيز التعاون مع العرب، وتحمل رسالة للتعايش والتنوع والسلام، ناهيك عن قيامها بتوظيف أكثر من (75)موظفًا و(8)مستشارين في قسم الدبلوماسية الرقمية، بالإضافة إلى ذلك قامت باستضافة أول مؤتمر دولي حول الدبلوماسية الرقمية في مارس 2016في جامعة تل أبيب بمشاركة 25دولة تحت عنوان” التكنولوجيا في خدمة الدبلوماسية” .([2])

ومن هنا رأت الدراسة أن هناك ضرورة لتحليل حالة الجدال النظري حول طبيعة ودور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية بشكلٍ عام، مع تحليل أهم أبعاد الدبلوماسية الرقمية الاسرائيلية تجاه المنطقة العربية بشكلٍ خاص.

المشكلة البحثية

يتمحور موضوع الدراسة بشكل أساسي حول الدبلوماسية الرقمية في مجال العلاقات الدولية وطبيعة دورها وتأثيرها، لذلك تطرح الدراسة تساؤلا رئيسيا: كيف يتم استخدام الدبلوماسية الرقمية في مجال العلاقات الدولية؟ ومع التطبيق على دراسة الحالة الإسرائيلية، إلى أي مدى تستخدم إسرائيل الدبلوماسية الرقمية في حشد الرأي العام لتحسين صورتها العامة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي الممتد ؟

التساؤلات الفرعية:

يتفرع من هذا التساؤل الرئيسي عدد من التساؤلات فرعية كالاتي:-

ما هي مبررات استخدام الدول للدبلوماسية الرقمية عن غيرها من الأدوات ؟
إلى أي مدى ساهم هذا الاستخدام في تغيير الأوضاع العامة للدول على الساحة العالمية؟

مدى مساهمة التكنولوجي في المساعدة على انتشار الدبلوماسية الرقمية؟

ما هي الأساليب التي تتبعها إسرائيل تجاه الوطن العربي؟
ما هي الادوات التي تستخدمها اسرائيل للتأثير علي الصراع العربي الاسرائيلي؟
ما هو دور منصات وسائل التواصل الإعلام الرقمية التابعة لمركز التواصل الدولي في تشكيل ممارسة الدبلوماسية العامة على مستوى الدولة ؟
هل تتعلق الاهداف الإسرائيلية بالرغبة في تحسين الصورة ام بفرض سيطرتها علي الاقليم العربي؟
ما هي التحديات والصعوبات التي تواجه الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية اتجاه الوطن العربي؟
ما هي السيناريوهات المستقبلية المتوقعة من الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه الوطن العربي؟ وما مدى تأثيرها على المنطقة العربية؟
التحديد الزماني

تتمثل الفترة محل الدراسة في المدة من عام2015إلى عام 2022، وتم اختيار تلك الفترة بالتحديد نظرًا لعدة اعتبارات، منها اختيار عام 2015فترة بداية وانطلاق الدراسة نظرًا لبداية إعلان استراتيجيات الجيش الاسرائيلي بشكل واضح وصريح، كما بدأت إسرائيل تعلن عن محصلة سياستها التوسعية في المنطقة.([3])

هذا فيما يخص فترة انطلاق الدراسة، أما عن عام 2022 الذي يمثل فترة انتهاء الدراسة فشهد صدور أحدث تقرير سنوي استراتيجي لإسرائيل يبرز أهم ملامح سياستها الخارجية تجاه المنطقة العربية، ومن هنا ترى الدراسة أن هذا التقرير الذي ناقش قضايا عدة يمثل محطة مناسبة لإنهاء فترة الدراسة.([4])

التحديد المكاني

تركز الدراسة علي الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه الوطن العربي لعدد من الأسباب: الأمر الأول : سعي الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية إلى التحدث بشكل مباشر للشعوب العربية عبر منصتهم الرسمية، والتي تتحدث فيها باللغة العربية من خلال سعيها لتقديم صورة عن طبيعة التنوع الثقافي، والديني للمجتمع الإسرائيلي، أيضا الترويج لمفهوم وحدة الأديان الإبراهيمية (اليهودية – المسيحية – الإسلامية)، هذا فضلا عن أن الدبلوماسية الإسرائيلية لا تستخدم فقط كأداة من أدوات تعزيز التواصل الدولي, أو الانفتاح على العالم الخارجي إنما تستخدم كأداة للصراع العربي الإسرائيلي الممتد ومحاولة منها إلى خلق نوع من أنواع التواصل بين الشعب الإسرائيلي والشعوب العربية

التحديد المجالي

تقع هذه الدراسة ضمن حقل الدراسات البيبنة بين العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، كما تقع بين عدة حقول مشتركة مثل الاعلام السياسي الدولي من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يمثل مجال بحثي حديث نسبيًا مقارنة بغيرة من المجالات ويحظى باهتمام اكاديمي متزايد لدى جُل الباحثين، ناهيك عن صدور العديد من التقارير السنوية التي تصدر عن المؤسسات الدولية التي تناقش الدبلوماسية التي تستخدم التكنولوجيا في إدارة المشكلات السياسية.

الأهمية العلمية(النظرية)

تكمن أهمية الدراسة في كونها أحد الجهود العلمية التي ترصد وتسلط الضوء على الدور الذى تلعبه الدبلوماسية الرقمية الاسرائيلية تجاه المنطقة العربية.
تهدف الدراسة إلى أن تكون نتائجها مرجعاً أو مساهمه في فهم ابعاد الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية، وإثراء المكتبات العربية بكتابات أكاديمية حول موضوعات جديدة.
كما أن الموضوع حديث وبالتالي فالكتابة فيه تثرى الجانب التحليلي لأبعاده، لأن الدراسة لم تتوقف عند الرصد والوصف بل تتعداهم إلى مرحلتي التفسير والتحليل، وذلك الأمر يثرى من الأهمية العلمية للدراسة، وعلاوة على ذلك فإن الموضوع بطبيعة الحال يُعتبر جديد مما يضيف كثيرًا للعلم.
الأهمية العملية(التطبيقية)

ترصد الدراسة الأهمية العملية (التطبيقية) للدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه الوطن العربي، وخطورة ذلك على المجتمعات العربية في محاولة اجتذابهم إلى إسرائيل فكريا.
المتابعة لما يتم بثه من: أفكار- ومعتقدات، والذي بدوره حظى بردود فعل، وانسجام مع ما يتم الترويج له إلكترونيا فيما عرف (بالتطبيع الرقمي). وهذه الأمور لا يجب إهمالها بل لابد علينا التصدي لها، وخاصة في ظل الانتشار السريع للدبلوماسية الرقمية، والذي يساعدها على ذلك التطورات التكنولوجية السريعة في عصر العولمة الذي نحياه، والذي ساهم في جعل الدبلوماسية الرقمية أحد الأدوات الحديثة في السياسة الخارجية، و جعل لها تأثير عميق، وفعال على مختلف شعوب العالم .
عرض الأدبيات السابقة

بالاطلاع على عدد من الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع محل الدراسة، وذلك من خلال اتجاهين أساسيين وهما اتجاه نظري يتعلق بالجانب النظري وحالة الجدل حول الدبلوماسية الرقمية بشكلٍ عام، واتجاه تطبيقي حول الدبلوماسية الرقمية الاسرائيلية بشكلٍ خاص وغيرها من دول العالم، وذلك من خلال نقد وتحليل أهم ما توصلت له هذه الدراسات كما يلي:-

1-الاتجاه النظري المتعلق بحالة الجدل حول الدبلوماسية الرقمية

داخل الاطار النظري يتم التركيز علي الدراسات التي تناولت الدبلوماسية الرقمية من منظور نظري فتم تقسيم الإطار النظري إلى ثلاثة محاور :

المحور الأول: يقدم الدراسات التي تري أن المجال الرقمي يؤثر بشكل إيجابي علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية :

تقوم مجموعه من الدراسة علي استعراض وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مدي تأثيرها علي انتشار الآراء و المعلومات بين الافراد بعضهم البعض، وكيف ساهم ذلك في تقصير المسافات بين الشعوب بعضها البعض، وايضاح أن اليوم لا يمكننا أن نشير إلى أن هناك دولة بعيدة في معزل عن غيرها، ولا يمكننا الوصول إليها إلا من خلال عدد من الإجراءات التي تمثل عائق. حيث عملت وسائل التواصل المختلفة علي جعل العالم قرية صغيرة كل ما يحث في أقصي طرف يعلم به الآخر في أقصي الطرف . كنا أشارت الدراسة إلى الطبيعة المتغيرة في مجال الرقمية لكي تواكب عصر العولمة الذي نحيا فيه، وكاستجابة إلى متطلبات هذا العصر. كما توصلت الدراسات في نهايتها الي نتائج تؤكد علي الدور الإيجابي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات، وإبقاء الأفراد علي تواصل، كيف يساعد ذلك علي تنامي الديمقراطيات، وإعادة تشكيل النخب داخل النظام .[5]

تتسم هذه الدراسات بلفت النظر إلى أن المجال الرقمي أصبح اليوم في عصر العولمة من المتطلبات الأساسية، و الضرورية في ظل هذه التغيرات السريعة التي نحياها .كما تشير هذه الدراسات علي أهمية المجال الرقمي، وسرعة انتشاره حتي أصبح اليوم 90% من أعضاء الأمم المتحدة لهم وجود فعلي علي شبكات التواصل الاجتماعي إلى جانب ظهور التقنيات الجديدة التي تجعل من مجال الاتصالات الرقمية عامليه، و حقيقيا وذات تأثير قوي في رسم السياسات المختلفة سوء كانت علي المستوي الداخلي، أو الخارجي إلى الدول. كما تؤكد الدراسات علي العلاقات الوثيقة بين الدبلوماسية العامة، ووسائل الإعلام، وكيف أن وسائل التواصل تلعب أدوار رئيسية في نشر الدبلوماسية العامة، و التأثير علي الجماهير, و اخيرا تؤكد علي أن هناك العديد من الفرص التي يتم خلقها من قَبل وسائل التواصل الاجتماعي علي الدول معرفة كيفيه استخدامها، و توظيفها من أجل التأثير علي الجماهير، و تحقيق مصالحها الخاصة .[6]

المحور الثاني : يقدم الدراسات التي تري أن إلى الدبلوماسية الرقمية تأثير سلبي علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية :

توجه هذه الدراسات النظر إلى تأثير ثورات الإنترنت على كافة نواحي الحياة بما في ذلك العلاقات بين الدول، وانعكاسات هذه العلاقات على تصرفات الدول في المجتمع الدولي، و اعتبار هذه الثورة هي أداة للدبلوماسية الرقمية، وكيف أن هذه الدبلوماسية تستخدمها الدول بعضها البعض في التعرف على السياسات المختلفة للدول الأخرى سواء كانت على المستوى المحلي، أو الدولي أو العالمي، ومن ثم بإمكانها اتخاذ سياسات مضادة، أو مغايرة، أو تتماشى مع السياسات التي تدعيها الدول الأخرى مما يوفر للدول التعرف علي الفرص، والتحديات التي من خلالها تستطيع أن تمارس سلطانها وقوتها على الساحة العالمية، والدولية كما أن الدول لا يمكنها تجاهل لا التغيرات، ولا التطورات في مجال الدبلوماسية الرقمية الذي نحياه الآن. كما تشير الدراسات إلى أن الدبلوماسية الرقمية هي عبارة عن سباق من الثورة المعلوماتية التي، وإن تخلفت دولة عن اللحاق، والمواكبة بهذه التغيرات سوف يكون لها التأثير السلبي على سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية مع الدول الأخرى لأن ثورة الإنترنت تؤثر على كافة النواحي الحياتية بما في ذلك مجال العلاقات الدولية، ويكون له آثار بارزة على المجتمعات الدولية.[7]

المحور الثالث: يقدم الدراسات التي تري أن الدبلوماسية الرقمية سلاح ذو حدين في التأثير علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية:

تناقش هذه الدراسات التطورات التكنولوجية الهائلة في ظل التأثيرات على العلاقات بين الدول، ومساهمة هذه التطورات في شكل العلاقات بين الدول، والتي أصبحت تأخذ أشكال عديدة للمواكبة مع هذه التطورات التكنولوجية، ومع ثورة المعلومات، وتشير الدراسة إلى أن ثورة المعلومات، والتطورات التكنولوجية سلاح ذو حدين فيتم استخدامه تأثيرات على مجال القوى الناعمة، وتأثير كبير على ظهور علاقات القوة الناعمة بين الدول، وبعضها البعض و يتيح الفرص لظهور الدول على الساحة الدولية، والعالمية بشكل فعال، ولكن في الوقت ذاته يكون إلى هذه التطورات، وثورات الاتصال العديد من الجوانب السلبية، والانعكاسات القوية على الثقافات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، و وسائل الإعلام المختلفة، والتي أصبحت تلعب أدوار فعالة في ظل هذه التطورات السريعة، وأيضا مع انتشار العولمة فتقدم الدراسة تصورات عامة للتطورات التكنولوجية في فضاء هذه العلاقات بين الدول، والتي ينعكس دورها على الدول سواء كان هذه الأدوار سلبية، أم إيجابية[8].

تشير هذه الدراسة إلى التأثيرات المختلفة للعولمة على التكنولوجي، وخاصة في البلدان النامية التي تتأثر بشكل كبير، وملحوظ بالتطورات التكنولوجية، وثورات المعلومات حيث تنتقل إليها هذه التأثيرات من قبل: الإعلام- الإنترنت- ورش العمل العلمية- التقنيات- السفر. تساهم أيضا في نقل المعرفة بكميات كبيرة لدى الدول النامية، والتي بتبرز بشكل ملحوظ، ولكن هذه المعرفة التي يتم نقلها يكون بها نوع من المعرفة التي تؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات النامية، وهناك ما يؤثر عليها بشكل سلبي، وهذا يعتمد على طبيعة التكنولوجي، والسياسات المطبقة في كل من الدول المتقدمة، والدول النامية، وأيضا قدرات الاستجابة لذلك.[9]

2-الاتجاه التطبيقي المتعلق بالدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية وغيرها من دول العالم

يمكن تقسيم دراسات هذا الاتجاه من خلال محورين أساسيين وهما محور متعلق بالدبلوماسية الرقمية في الدول الأخرى بشكلٍ عام، ومحور أخر متعلق بالدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بشكلٍ خاص، وذلك من خلال ما يلي:-

المحور الأول المتعلق بالدبلوماسية الرقمية في الدول الأخرى:-

هناك مجموعة من الدراسات ركزت على الدبلوماسية الرقمية ودورها في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني، من خلال سياسات باراك أوباما ودونالد ترامب، والمعالجة الدبلوماسية للقضايا التي تواجههم، وتقديم بعض التوصيات بشأن هذا الموضوع، وبحث الموضوع من خلال منظور مقارن وليس وصفي، بالإضافة إلى ذلك التركيز على أهداف دبلوماسية ترامب الرقمية، وتحليل تغريداته على شبكة تويتر وتوضيح دبلوماسية وسائل التواصل الاجتماعي، وعلاوة على ذلك ركزوا على مدى اعتماد وزارة الخارجية السعودية على تويتر في ممارسة الدبلوماسية الرقمية، ناهيك عن الكشف عن الأنماط الاتصالية والأدوات الخاصة بالدبلوماسية الرقمية لوزارة الخارجية السعودية في التواصل مع الجمهور الخارجي، ومدى تمثيل الموقف الرسمي السعودي في مختلف القضايا، وتوصلت إلى مدى انفتاح المملكة على دول العالم، وذلك بالاعتماد على موقع تويتر والمركز اللوجستي العالمي، وهذه الدراسات تمثل أطر وأبعاد مختلفة من الدبلوماسية الرقمية.([10])

وأيضًا هناك مجموعة أخرى من الدراسات ركزت على دور الدبلوماسية الرقمية في تحرير الشعوب من خلال التركيز على فلسطين والصحراء الغربية كدراسات حالة، من خلال توضيح دور الدبلوماسية الرقمية في التعريف بقضايا الشعوب وتحريرها، وتوضيح علاقتها بالوسائط الاجتماعية، بالإضافة إلى التركيز على الفضاء الإلكتروني وأهميته في العمل الدبلوماسي خاصة في القضية الفلسطينية، وأيضًا توضيح كيفية توظيف الفضاء الإلكتروني في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من قبل طرفي الصراع، وكيفية تعامل المؤسسات الدبلوماسية الفلسطينية مع الفضاء الإلكتروني، وتقديم رؤية لتطوير الفضاء الإلكتروني في السلك الدبلوماسي الفلسطيني عن طريق النموذج المقترح للتحول الرقمي للمؤسسة الدبلوماسية الفلسطينية، لذا ترى الدراسة أن هذه الدراسات ركزت على الشعوب وقضايا التحرر بشكل أساسي.([11])

وأخيرًا هناك مجموعة من الدراسات ركزت على الدبلوماسية الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال المقارنة بينها وبين الدبلوماسية التقليدية، وتوضيح الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الرقمية والإعلامية في خدمة مصالح السياسات الخارجية للدول في ظل الثورة التكنولوجية وفي ظل الترابط الشديد بين الأفراد والدول، والتركيز على مفهوم وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وبحث العلاقة بين الإعلام والدبلوماسية، وتوضيح التجربة الدنماركية في مجال الدبلوماسية الرقمية، والتجربة الفرنسية التي تُعتبر أحد التجارب الرائدة في هذا المجال، والدبلوماسية الرقمية البريطانية التي كانت سباقة في إنشاء مكتب الدبلوماسية الرقمية الذي يقوم بشكل أساسي على الانترنت، وعلاوة على ذلك التركيز على الدبلوماسية الرقمية ودورها في السياسة الخارجية المغربية، من خلال التركيز على دور المنصات الرقمية التي أصبحت الجهاز العصبي للعالم، والتي هذه توصلت إلى ضرورة دمج الدبلوماسية العامة والرقمية في عملية صنع قرار السياسة الخارجية وتنفيذه، وترى الدراسة هذه الدراسات ركزت على الدبلوماسية الرقمية في دراسات حالة مختلفة ولكن دون رصد طبيعتها تجاه المنطقة العربية.([12])

المحور الثاني المتعلق بالدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية:-

هناك عدد من الدراسات التي ركزت على تأثير تطور تكنولوجيا الحرب السيبرانية على بناء القوة الإسرائيلية وموازنة هيئة الأركان السيبرانية القومية، ومتغيرات بناء القوة العسكرية، بالإضافة إلى الاستراتيجية الاتصالية للدبلوماسية العامة الإسرائيلية عبر الانترنت وبحث قضايا الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، وقضايا الصراع الإيراني/الإسرائيلي، وقضايا المقاطعة الاقتصادية للمستوطنات الإسرائيلية، والقضايا التي تطرحها الدبلوماسية العامة الإسرائيلية على الجمهور العربي، والاستراتيجيات التكتيكية الاتصالية للعلاقات العامة على الصفحات الإسرائيلية، وعلاوة على ذلك ركزوا أيضًا على التأطير الإعلامي للدعاية الإسرائيلية على الفيس بوك وبشكلٍ خاص صفحة المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي”أفخياي أدرعي”، وذلك من خلال منهج المسح وأسلوب تحليل المضمون، ولكن هذه الدراسات افتقرت إلى توضيح أبعاد الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية.([13])

وهناك مجموعة أخرى من الدراسات ركزت على مصطلح الدبلوماسية الرقمية، والانترنت والتكنولوجيا لتحقيق وتنفيذ أهداف السياسية الخارجية للدولة، وبحث محتوى صفحات اسرائيلية مثل قف معنا بالعربية، واسرائيل تتكلم بالعربية، واستناد الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية على قواعد استراتيجية، وموقفها تجاه الفلسطينيين، بالإضافة إلى التركيز على الجانب المظلم للدبلوماسية الرقمية كأدوات لمواجهة المعلومات المضللة والدعاية من قبل الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية، والاستخدام المزدوج لوسائل التواصل الاجتماعي، وعلاوة على ذلك تقييم مدى نجاح الدول في استغلال مزايا الدبلوماسية الرقمية وتعبئة أدواتها للسيطرة على العقول والتأثير في صنع الرأي والتغلغل الثقافي في الشعوب، ناهيك عن تقييم كيفية استثمار إسرائيل في فوائد الدبلوماسية الرقمية، ولكن ترى الدراسة أن هذه الدراسات افتقرت إل رصد أوجه العلاقة بين الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية والمنطقة العربية، ولكن قدمت صورة شاملة عن الدبلوماسية الرقمية.([14])

أيضًا تُوجد مجموعة أخرى من الدراسات ركزت على استخدامات الدبلوماسية الرقمية في الخطاب الإسرائيلي للتأثير على الرأي العام العربي أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة2021، وفحص محتوى منشورات صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية على فيس بوك، والكشف عن الأطر المرجعية للخطاب الدبلوماسي الرقمي الإسرائيلي والقوى الفاعلة ضمن المحتوى المنشور، وعلاوة على ذلك ركزوا على مؤتمر إسرائيل الأول للدبلوماسية الرقمية، وأهم الموضوعات التي تمت مناقشتها، ناهيك عن تقديم بعض التوصيات بشأن هذا المجال، وكيفية قياس فعالية أنشط الدبلوماسية الرقمية على أفضل وجه، ولكن ترى الدراسة أن هذه الدراسات ركزت على أبعاد محدودة من الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية لأنها لا تشمل فيسبوك فقط بل تشمل العديد من الوسائل الأخرى.([15])

في حقيقة الأمر تتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في عدة أمور نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر تحليلها للدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بشكل مبسط يبرز أهميتها وأبعادها، بالإضافة إلى تحليل موقفها تجاه المنطقة العربية وهذا الأمر لم يكن واضح بشكل الكافي في الدراسات السابقة، ناهيك عن رصدها لأحدث تطورات هذا الموضوع لذا فا المجال الزمني لهذة الدراسة يتخطى الدراسات السابقة، وتقييم تجربة الدبلوماسية الرقمية الاسرائيلية بشكل موضوعي ومن منظورات متباينة، وفحص أدواتها ووسائلها المختلفة.

الاطار المفاهيمي للدراسة :

اولا الدبلوماسية الرقمية :

تتعددت التعريفات حول مفهوم الدبلوماسية الرقمية، ولكن يمكننا الإشارة إلى أن المفهوم لقي العديد من الاهتمامات من قبل مفكرين، و علماء السياسة علي مختلف العصور، و طرق استخدام المصطلح و لكن المصلح يلعب دور في السياسة الخارجية كبير بل أصبح أحد أساليب القوة الناعمة الأكثر انتشارا بين دول العالم. الدبلوماسية الرقمية أحد أنواع الدبلوماسية الشعبية (العامة). التي ظهرت مع تطور الوسائل الالكترونية، و التكنولوجية ووسائل الانترنت تناول كتاب “الدبلوماسية الرقمية: النظرية والممارسـة ” (جـولاوهولمس) العديد من التعريفات بشان الدبلوماسية الرقمية[16] . التعريف الاصطلاحي :

مانور وسـيجيف أشار إلى أن الدبلوماسية الرقمية : “الاستخدام المتزايد لمنصات الإعلام الاجتماعي من قبل بلد ما من أجل تحقيق أهداف سياسته الخارجية وإدارة صورته وسمعته”. بينما عرف لويس الدبلوماسية الرقمية علي أنها : “استخدام أدوات الاتصـال الرقمية و( سائل التواصل الاجتماعي) بواسطة الدبلوماسيين للتواصل مع بعضهم البعض ومـع عامة الناس ” . وأشار اتجاه اخر اليها علي أنها : “شكل من أشكال الدبلوماسية العامة، وتنطوي على استخدام التكنولوجيا الرقمية، ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية” .وعلي نفس السياق عرفها هانسون : “تبنّي البيئة الجديدة من التكنولوجيا ودمجها في الدبلوماسية لتنفيذ أهـدافها، وهـي مـن أكبـر التحديات التي واجهتها وزارات الخارجية لسنوات عديدة.” بالنسبة إلى بوتر :يقول أن مفهوم الدبلوماسية الرقمية يتضح في : “الممارسات الدبلوماسية من خلال التقنيات الرقمية والشـبكات، بما في ذلك الإنترنت والأجهزة المحمولة وقنوات الوسائط الاجتماعية” يري ايلان أن مصطلح الدبلوماسية الرقمية هناك من يري أنه أداة جديده في الدبلوماسية الشعبية ( العامة) و هناك يري أن المصطلح أداه فعاله في التواصل مع الشعوب الغربية ولكن أفضل التعريفات هو من يجمع بين وجهتان النظر معا. ” الاسـتخدام المتطـور لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل الاتصال الاجتماعي من قبل دولة مـا، مـن أجـل تحقيق أهداف سياساتها الخارجية.”. ومن التعريفات الحديثة إلى المصطلح تعريف تويبلوماسي : “مشيراً إلى استخدام Twitter ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى من قبل الوكالات الحكومية والمسؤولين للتواصل مع العامة ، ونشر المعلومات بل وحتى التأثير العالمي”. [17]

التعريف الاجرائي :

يمكنا الإشارة إلى أن الدبلوماسية الرقمية أشير إليها إجرائيا علي إنها : ” تتمحور خلال تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية وترويج استقرار الفضاء الإلكتروني في المحافل الدولية، وكذلك من خلال إخضاع المحتويات المنشورة على الإنترنت والمنصات للأنظمة المرعية” . كما أشير إليها أيضا علي أنها : ” لإسهام في حوكمة الإنترنت من خلال تعزيز طابعه المفتوح والمتنوّع وتعزيز ثقة المستخدمين, ترويج حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في العالم الرقمي” [18]

ثانيا : ومفهوم الحروب السيبرانية :

مفهوم الحروب السيبرانية من المفاهيم التي لقت زيع، و صيت مع التطورات التكنولوجيا و الانترنت بشكل كبير وما تضمنه من مفاهيم حقوق الأفراد المستخدمين إلى التكنولوجيا و حمايه بياناتهم الشخصية من الانتهاك من قبل الأخرين، و التعدي عليه وما أكد عليه قواعد القانون الدولي الإنساني في حق الأفراد من عدم انتهاك حقوقهم، وضمان الحرية، و التعبير و الخصوصية أيضا .[19]

التعريف الاصطلاحي :

مفهوم الحروب السيبرانية تتعدد التعريفات فيه، واختلفت شأنه شأن باقي التعريفات الأخرى التي تتعلق بالعلوم الاجتماعية فقد أشار( Schmitt. N M) إلى الحروب السيبرانية علي أنها:”تلك الاجراءات التي تتخذها الدولة من أجل الهجوم على نظم المعلومات للعدو وبهدف التأثير والأضرار فيها، والدفاع عن نظم المعلومات الخاصة بالدولة المهاجمة”. كما أشارت وزاره الدفاع الأمريكي إلى أن ان الحروب السيبرانية : توظيف القدرات السيبرانية حيث يكون الهدف الأساسي هو تحقيق الأهــداف والأثــار العسكرية في الفضاء السيبراني أو من خلاله، وهي أيضاً نشاط مماثل أو غير متماثل دفاعي كان أم هجومي على الشبكة الرقمية من قبل فواعل دولية أو غير دولية الغرض منها هو إلحاق الضرر بالبنى التحتية الحيوية و الأنظمة العسكرية ” . أشار ريتشارد كالرك و روبرت كناكي إلى أن الحروب السيبرانية هي عباره عن : “: أعمال تقوم بها دولة تحاول بأن من خلالها اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لدولة أخرى بهدف تحقيق أضرار بالغة أو تدميرها” .بول شاكريان قال أن الحروب السيبرانية : “استمرار أو امتداد للسياسة عن طريق الإجراءات المتخذة في الفضاء السيبراني من دول أو فاعلين غير دوليين، إذ تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي”.[20]

التعريف الاجرائي :

يمكن القول إن الأمن السيبراني هو: ” مجموعة الآليات والإجراءات والوسائل والأطر التي تهدف إلى حماية البرمجيات وأجهزة الكمبيوتر الفضاء السيبراني بصفة عامة من مختلف الهجمات والاختراقات التهديدات السيبرانية) التي قد تهدد الأمن القومي للدول.”[21]

ثالثا : القوه الناعمة :

أنتشر استخدام مفهوم القوة الناعمة بشكل كبير، وملحوظ على كافة المستويات سوء كانت الرسمية، وغير الرسمية، أو الأكاديمية. إلا أنه حتى الآن لا يوجد تعريف جامع مانع لها فهناك عدد من الباحثين يقوم بتضيق نطاقها تارة، ويقتصر بحثه فيها على الأدوات الثقافية من: صحافة، إعلام، أو الطابع الترفيهي. هناك من يقوم بتوسيع نطاقها تارة أخرى لتشمل كافة أشكال التعاون من مؤسسات الدولة المختلفة: الاقتصادية، العسكرية، الثقافية، إلخ. فهذا الغموض في تعريفات القوة الناعمة يخلق لدينا اشكاليات في تعريف المفهوم، ونشاءته، وانتشاره، وأيضا تفسيره.[22]

التعريف الاصطلاحي :

جوزيف ناي بأنها : “القدرة على التأثير في الأهداف المطلوبة، وتغيير سلوك الأخرين عند الضرورة، أما اقتران القوة بصفة )الناعمة(، فإنها تؤثر القدرة على الحصول على ما تريد من خلال الإقناع والجذب وليس الاكراه”. وعرفها بأنها : ” تلك القوة التي تؤكد استخدام الوسائل الحضارية والاقتصادية والدعائية ” . [23]

التعريف الاجرائي :

قال عنها Joan, Olivier أنها : ” القدرة على التأثير وجذب الأخرين بالإقناع وليس بالإكراه إلى المسار الذي يخدم مصالح الدولة وكيانها باستخدام وسائل الاتصال إلى التوظيف أدوات القوة الصلبة غير وسائل الجبار المادي” .[24]

العلاقة بين المفاهيم :

أن المفاهيم المشار إليها في الدراسة لا تقوم بمفردها مستقله عن بعضها البعض, إنما المفاهيم مترابطة فيما بينها بحيث يكمل كلا منها الآخر فإن مفهوم الدبلوماسية لا يقتصر فقط علي الدبلوماسية, ولكن هناك انماط مختلفة من الدبلوماسيات, و الدبلوماسية الرقمية أحد هذه الدبلوماسيات التي تندرج تحت ما عرف باسم الدبلوماسية العامة( الشعبية). هذه الدبلوماسية بحاجه إلى عدد من القواعد التي تقننها يتم العمل وفق إلى ضوابطها، و قوانينها لكي تضمن عدم التلاعب, كما إلى الحرب العديد من الأشكال منها ما هو مسلح, ومباشر مثل: التدخلات المباشرة في شئون الدول وشن الحروب عليه, و هناك ما هو غير مباشر مثل: مفهوم الحروب السيبرانية والتي لقت ازدهارها مع التطورات التكنولوجية و تطور المجال الرقمي . كل هذا يندرج تحت ما عرف باسم القوه الناعمة فالدبلوماسية الرقمية أحد أشكال القوه الناعمة, و التي تمكن الدول من خلالها السيطرة علي الشعوب الأخرى من خلال نشر ثقافات معينه, إحلال قيم محل أخرى . فتهدف إلى التأثير علي الشعوب بطرق غير مباشره .

الإطار النظري

    تعتمد الدراسة بشكل أساسي على نظريات السياسة الخارجية باعتبار الدبلوماسية الرقمية أداة غير تقليدية من أدوات السياسة الخارجية، ستبدأ الدراسة بالتحليل من خلال فهم مفهوم السياسة الخارجية المعني بذلك الفعل الموجه نحو تحقيق أهداف معينة، وذلك من خلال السلطات الحكومية تجاه كيانات خارج الدولة سواء كان الفاعل من الدول أو من غير الدول، ناهيك عن كونها عملية يتعامل فيها مع بيئة متحركة مليئة بالتفاعلات، التي تنتج عن تداخل مجموعة من المتغيرات، كما سيتم الاعتماد على نظريات السياسة الخارجية من خلال استخدام الدبلوماسية الرقمية كاداه حديثه وغير تقليدية قائمة على التكنولوجيا ضمن أدوات السياسة الخارجية بشكل عام والدبلوماسية العامة بشكل خاص، لذا فأدوات السياسة الخارجية تتنوع وفق تصنيفات عدة إلى أدوات اقتصادية وأدوات دبلوماسية وأدوات عسكرية، وهذا وفقًا لتصنيف هيرمان، وأدوات أخرى داخلية مثل الأدوات الاستخباراتية والرمزية والأدوات العلمية والتكنولوجية، والموارد الطبيعية، كما أن الدول تتفاوت في غلبة أداه معينة على سياستها الخارجية وفقًا لمراحل وظروف معينة، لذا ترى الدراسة أن إسرائيل تستخدم الدبلوماسية الرقمية كاداه لسياستها الخارجية تجاه الدول العربية بكثرة وتركز شديد وذلك من خلال وسائل تكنولوجيه معينة ولتحقيق أهداف محددة.([25])

تظهر أهداف السياسة الرقمية الإسرائيلية من خلال تصريحاتهم، ومن أهم هذه الأهداف محاولة كسر الصورة النمطية عن إسرائيل، وذلك من خلال نجاح إسرائيل في مشاركة قصتها مع الملايين من العالم العربي بأكثر من 1.5مليون ناطق بالعربية من 22دولة عربية في كافة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الهدف الأساسي والمحوري لها يتمثل في خلق تفاعل وحوار مع الجماهير العربية، ناهيك عن مشاركتها المعلومات المتعلقة بالتطورات السياسية والأمنية الحالية باللغة العربية، وهذا من خلال تزويد المتابعين باللغة العربي بثروة من المعلومات، وعلاوة على ذلك فإن فريق إسرائيل بالعربية يهدف إلى إبراز الوجه الإنساني للمجتمع الإسرائيلي، ناهيك عن سد الفجوات بين إسرائيل والعالم العربي من خلال التأكيد على الجذور الدينية واللغوية التي تربط اليهود والعرب لقرون عدة، وخلق حوار مفتوح ومباشر مع ملايين العرب حول العالم وإيصال رغبة إسرائيل في العيش بسلام، وهذه الأهداف بطبيعة الحال جزء أساسي من أهداف السياسة الخارجية الإسرائيلية بشكلٍ عام، ومن الواضح أنها تستهدف الشباب أقل من 30عامًا لأنهم بطبيعة الحال الأكثر تفاعلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمتلكوا رغبة واسعة في التعرف على إسرائيل وبطبيعة الحال يستقوا معلوماتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.([26])

المنهج المستخدم

سنعتمد في هذه الدراسة على منهج تحليل السياسة الخارجية، لأنه مناسب لتحليل الدراسة في إطار الإجابة على التساؤلات البحثية السابقة، حيث بادئ ذي بدئ ستنطلق الدراسة بتحليل منهج تحليل السياسة الخارجية وكيفية استخدامه، بالإضافة إلى دراسة الحالة كاداه منهجية من أدوات تحليل الدراسة كما يلى:-

منهج تحليل السياسة الخارجية يقوم على فهم وشرح كيفية صنع السياسة الخارجية ومن يشكلها، ناهيك عن الاهتمام بالنتائج وتأثيرها على تقييم الأداء، كما يوجد تفاعل بين العوامل والجهات الفاعلة في السياسة الخارجية، كما أن المنهج التحليلي يتناول تحليلًا شاملًا لطبيعة تأثير الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية على المنطقة العربية، وتحليل أهم أهدافها وتداعيتها والسناريوهات المستقبلية بشأنها، لذا ومن هنا ترى الدراسة أن منهج تحليل السياسة الخارجية يسهم في الإجابة على التساؤلات البحثية المطروحة.([27])

أسلوب دراسة الحالة يُعد أحد أساليب البحث الوصفي، لأن هذا الأسلوب يركز على العوامل التي تؤدى إلى التغير والنمو والتطور على مدى فترة من الزمن، كما أنه يمكن الباحث من تكوين نظرة كلية شاملة عن الحالة المدروسة والحالات المشابهة لها، كما أن هذا الأسلوب يعتمد على خطوتين رئيسيتين يتمثلا في الحصول على البيانات وثيقة الصلة بالدراسة، ثم تحديد القيمة العلمية من حيث إعطاء السند الأول للاستمرار في الدراسة، كما أن كافة بيانات دراسة الحالة تقوم باستخدام كافة المعلومات المرتبطة بالماضي والحاضر والتي تساعد على تفسير الظروف كماهي علية في وقت إجراء الدراسة، بالإضافة إلى ما سبق تنبع أهمية هذا الأسلوب من استيعاب الموضوع بوضوح من خلال تناوله بشكل متكامل تتضح فيه الأسباب والعلل، كما يهتم بدراسة السلوك والعمل على تقويم انحرافاته، وتزيل مخاوف المبحوث من خلال تقبله لحالته.([28])

كما أن أسلوب دراسة الحالة يتجه إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأي وحدة سواء كانت فرد، أو مؤسسة، أو دولة، لذا ترى الدراسة أنه مناسب لدراسة دولة إسرائيل كوحدة للدراسة بهدف الوصول إلى تعميمات متعلقة بدبلوماسيتها الرقمية، كما أن هذا الأسلوب يعتمد على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة بهدف الوصول إلى فهم أعمق للظاهرة المدروسة الا وهى الدبلوماسية الرقمية، لذا فإن هذا الأسلوب يتم اختياره عند دراسة المواقف المختلفة للوحدة دراسة تفصيلية في مجالها، كما يتم استخدام هذا النهج ألا وهو أسلوب دراسة الحالة لأنه يهتم بجمع البيانات لفهم شخصية الفرد، وبغية معرفة الظروف التي ظهرت فيها المشكلة قيد البحث.)[29])

كما أن هذا الأسلوب يتمتع بالعديد من المزايا تتمثل في توفير معلومات تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل لا توفره الأساليب الأخرى، كما يساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة، وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى مستقبلية، كما أنه يساعد الدراسة على التركيز في حالة واحدة ولايشتت الجهد في دراسة موضوعات متعددة، وبالإضافة إلى هذه المزايا يمكن حصر عيوب هذا الأسلوب في صعوبة تعميم نتائجه على حالات أخرى مشابهه للظاهرة المدروسة، كما أن تحيز الباحث في بعض الأحيان عند تحليل وتفسير نتائج الظاهرة المدروسة يجعل الباحث عنصراً غير محايد وبالتالي يبتعد عن النتائج الموضوعية، لذا ستحاول الدراسة أثناء استخدامها لهذا الأسلوب الإفادة من مزاياه وتجنب عيوبه.)[30](

تقسيم الدراسة:

ستنقسم الدراسة إلى فصلين الأول نظري، والآخر تطبيقي، حيث تتناول الدراسة في البداية الجزء النظري تحت عنوان: نشأة الدبلوماسية الرقمية، ومستويات تحليلها، والآثار المترتبة عليها، كما ينقسم هذا الفصل إلى عدد من المباحث. المبحث الأول :يتناول فيه تعريف الدبلوماسية الرقمية من حيث نشأتها، تكوينها، أهم الأدوات المستخدمة، وأيضًا أهداف الدبلوماسية الرقمية، المبحث الثاني: يتم التركيز في هذا المبحث على أسباب انتشار الدبلوماسية الرقمية، والعوامل التي ساعدت على هذا الانتشار، وأيضا التركيز على أهم مردودات الأفعال على مستوى السياسة الخارجية للدول أما المبحث الثالث: يقوم هذا المبحث على إيضاح كيف يتم إدارة العلاقات بين الدول التي تمتلك أدوات تكنولوجية متقدمة، وبين الدول التي تمتلك قدر منها، أو حتى عديمة الامتلاك، والاستخدام للتكنولوجيا الرقمية، كما سوف تستعرض الباحثتان أهم الجدليات، والاتجاهات حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، والتأثير على الساحة العالمية.

بينما الفصل الثاني الحالة التطبيقية على الدبلوماسية الرقمية المتعلقة بالدراسة؛ آلا وهو: الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ 2015 وحتى عام 2022 فيقوم المبحث الأول: بالتركيز على أهم العوامل التي تؤثر على السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه الدول العربية. بينما يركز المبحث الثاني: يدور المبحث الثاني حول أهداف الدبلوماسية الرقمية لإسرائيلية، و دور عامل الدين، و الثقافة في المساهمة في نشر الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية. وأخيرا المبحث الثالث: يناول أهم القضايا التي وظفت فيها اسرائيل مجال الدبلوماسية الرقمية، عدد من السيناريوهات المتوقعة حول تأثير السياسة الخارجية الإسرائيلية على المنطقة العربية.

الفصل الأول(“نظريًا”)

المبحث الأول(تعريف الدبلوماسية الرقمية)

ستبدأ الدراسة بتحليل نشأة الدبلوماسية الرقمية بشكلٍ عام، ورصد تكوين الدبلوماسية الرقمية وأهم الأدوات المستخدمة، ناهيك عن مناقشة أهداف الدبلوماسية الرقمية، في إطار تقديم رؤية نظرية وتحليلية لمفهوم الدبلوماسية الرقمية كاداه جديدة غير تقليديه من أدوات تحليل السياسة الخارجية لأى دوله.

أولًا: نشأة الدبلوماسية الرقمية

ترى الدراسة أن مع تبلور ثورة الإعلام الرقمي وبروز مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية باتت هذه الوسائل أحد أهم وسائل الدبلوماسية العامة، لأنها تمثل منصات لتخاطب الجماهير مباشرًا عبر ذلك الفضاء اللامحدود الذي يجمع مليارات الأفراد حول العالم باختلاف أعمارهم وانتماءاتهم الثقافية والعرقية، وهذا يقع تحت مسمى الدبلوماسية الرقمية، وأضحت الدول تؤسس اقسامًا مختصة بها في وزارات الخارجية ومكاتب الرؤساء وغيرها من الدوائر المختصة، وبطبيعة الحال أبرز مثال على ذك الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية محل الدراسة، ويُعتبر عام 2007 بداية ظهور الدبلوماسية الرقمية مع إطلاق وزارة الخارجية البريطانية أول مدونة رسمية في العالم في سبتمبر 2007، بالإضافة إلى ذلك تأسست في العام نفسه سفارة السويد الافتراضية.([31])

كما في أثناء العقد الماضي أصبح هناك تنوع واهتمام متزايد باستخدامات الدبلوماسية الرقمية، مثل الإسرائيليون الذين يوظفون الفيس بوك كوسيط للتواصل مع الشعوب العربية، كما يقوم سفراء الأمم المتحدة باستخدام الواتساب لتنسيق تصويتهم على قرارات مختلفة، ناهيك عن تأكيد التقارير المتتابعة على الزيادة المتتالية في الاهتمام بالمنصات الرقمية من قبل قادة العالم والحكومات في كافة دول العالم، كما مع زيادة عدد المتابعين وحجم التفاعل أصبحت هذه المواقع مصدرًا حيويًا في الحصول على أحدث الأخبار والبيانات، والتأثير على الرأي العام العالمي، وهذا بطبيعة الحال يخدم مصلحة السياسة الخارجية للدول، وعلاوة على ذلك كشف تقرير حالة الدبلوماسية العامة عام 2016 عن تنافس القوى الكبرى في مجالي التكنولوجيا والاقتصاد في المراتب الأولى، واحتلت بريطانيا المركز الأول وتلتها فرنسا.([32])

ولكن ما يهم في هذا الإطار هو احتلال اسرائيل مكانة متقدمة جدًا في التقرير، حيث المركز الثامن عالميًا في مجال الدبلوماسية الرقمية متقدمة بهذا الشكل على دول كبرى مثل ألمانيا وكندا، ووفقًا لبعض التقارير من الواضح أنها تمتلك 800موقعًا وقناه رقمية واجتماعية على شبكة الانترنت، وحوالي 50موقع إلكتروني بمختلف اللغات، لذا فهذه تُعتبر نبذه مبسطة عن نشأة الدبلوماسية الرقمية بشكٍل عام ولاسيما الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية.([33])

ثانيًا: تكوين الدبلوماسية الرقمية وأهم الأدوات المستخدمة.

لا يختلف تكوين الدبلوماسية الرقمية كثيرًا عن أدواتها حيث أن جميعها تقوم على استخدام الأدوات والوسائل التكنولوجية في التأثير على المجتمعات الأخرى من خلال نشر ثقافتها وأفكارها عبر هذه الوسائل، حيث يُعد الفيس بوك وتويتر في الوقت الحالي أكثر وسائل التواصل الاجتماعي شعبية، تستخدمها وزارات الخارجية بطبيعة الحال في جميع أنحاء العالم، كما تمثل الشبكتان مثالين واضحين على المنصات المتكاملة، حيث توجد علاقة ارتباطية بينهم، وإذا أردنا التحدث بشيء من تفصيل عن كل منهم بالإضافة إلى أدوات أخرى نجد أن تويتر يسمح لمستخدميه بإبداء أراءهم حول مختلف القضايا، ناهيك عن الانخراط في مناقشات مع الأخرين من خلال عرض وشرح المواقف الخاصة بكل طرف منهم، وتحديد المقالات والقراءات حول موضوعات بعينها من خلال متابعة ” الهاشتاج”، لذا يُعتبر تويتر أداه مناسبة للدبلوماسية الرقمية لأنه قناه ذات سمات إعلامية وموضوعية ومباشرة لتقديم الذات، ناهيك عن اعتباره اداه هامة توظف في الصراع عندما تختلف مصادر الاعلام الأخرى، وعلاوة على ذلك يشهد أبرز مظاهر الدبلوماسية الرقمية ذات الطابع التفاعلي، مما أدى بطبيعة الحال إلى ظهور مايُسمى” دبلوماسية تويترtwiplomacy”، كما ظهرت مؤسسة تحمل العنوان ذاته تصدر تقارير سنوية حول حالة دبلوماسية تويتر ورصد مدى تواجد قادة العالم في هذا المنصات وشكل تفاعلهم خلالها.([34])

أما عن الفيس بوك فهو الوسيلة الأبرز في هذا المجال، حيث يُستخدم بشكل متزايد للتوعية المهنية، وذلك من خلال إنشاء الملفات الشخصية أو العامة أو الأحداث المؤسسية، كما شهد فيسبوك في الآونة الأخيرة ماسُمي “دبلوماسية الفيس بوك”، وهذا بطبيعة الحال مع ظهور صفحات الرؤساء والمسئولين والدوائر الرسمية والانخراط بكفاءة مع المجتمع والجمهور، وهناك مواقع أخرى مثل youtube,flickr, LinkedIn, pinterest, instegram، وهناك أيضًا مدونات إلكترونية هامة للدبلوماسية العامة والرقمية وبطبيعة الحال تحظى بشعبية كبيرة، كما ظهرت كمصدر للأخبار والرأي كوسيلة مؤثرة للضغط السياسي، وكانت إسرائيل من أولى الدول التي استخدمت المدونات نتيجة لإدراك قادتها لأهمية أدوات الإعلام الرقمي في تحييد حركة المقاومة الإسلامية حماس، لذا يمكن القول أن مواقع الانترنت بشكٍل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكٍل خاص تمثل أهم أدوات الدبلوماسية الرقمية.([35])

وهناك مظاهر عديدة لاستخدام وزارات الخارجية والدوائر الدبلوماسية لهذه الأدوات مثل إطلاق جلسات دردشة جماعية على الانترنت لمناقشة المواطنين المحليين للقضايا المحورية التي تهمهم، وعمل مدونات يشرف عليها الدبلوماسيون، ومراقبة وسائل الإعلام الاجتماعي من خلال فريق متخصص للتعرف على الاتجاه العام السائد وآراء الجمهور حول قضية بعينها، وإطلاق مواقع ويب خاصة بجمهور معين، ناهيك عن إطلاق مؤتمرات رقمية لتطوير المواقع الخاصة للوزارات وتقييمها، وإطلاق الحملات ذات التأثير الفعال على الرأي العام وتشكيله، وتهدف إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لتغيير العقول.([36])

ثالثًا: أهداف الدبلوماسية الرقمية.

في حقيقة الأمر تنطوي الدبلوماسية الرقمية على مجموعة من الأهداف تختلف من سياسة خارجية إلى أخرى، ولكن يمكن إجمالًا رصد هذه الأهداف على سبيل المثال وليس الحصر مثل إدارة المعرفة واستخدامها بشكل أمثل في تحقيق المصالح الوطنية بالخارج، والتواصل مع الجماهير عبر الانترنت وتسخير أدوات الاتصال الجديدة للاستماع إلى النخب الجماهيرية المؤثرة والتأثير عليها، ناهيك عن إدارة المعلومات الهائلة المتوافرة عبر الانترنت واستخدامها في صنع السياسات بشكل أفضل والاستجابة القنصلية عبر إنشاء قنوات اتصال شخصية مباشرة مع المواطنين، بالإضافة إلى الاستجابة للكوارث من خلال تسخير قوة التكنولوجيا في حالة الكوارث، وحرية الانترنت وتعزيز حرية الكلام والديموقراطية وكذلك تقويض الأنظمة الاستبدادية، وإنشاء آليات رقمية للاستفادة من الخبرات الخارجية وتسخيرها من أجل النهوض بالأهداف الوطنية.([37])

بناء علاقات ثنائية قوية وتحسين صورة الدولة وتغيير الأنماط الذهنية للجمهور المستهدف المستقبِل لصالح الدولة المرسلة، بالإضافة إلى تشويه الأعداء الأيديولوجيين عبر إطلاق حملات ممنهجة عبر الانترنت، ومكافحة الحملات الإعلامية للدول الأعداء على الإنترنت، ناهيك عن اختراق مناطق النفوذ من خلال التغلغل عبر الانترنت للتأثير على جماهير الدولة المنافسة، ومواجهة السياسة الثقافية الخارجية للدول الأعداء عبر الشبكات الاجتماعية، وعلاوة على ذلك دعم الحركات الشبابية.([38])

كما أنها أضافت أبعادًا وأهدافًا مختلفة للدبلوماسية التقليدية، وهناك تقاطع بين أهداف الدبلوماسية الرقمية وأهداف الدبلوماسية العامة حيث أن كليهما يشتركان في هدف التأثير على الشعوب كلٍ منهم وفق أدواته ووسائله، واتساع أهداف كلٍ منهم لتشمل أهدافًا أمنية وسياسية، بالإضافة إلى أهدافًا اقتصادية وثقافية، لذا فمن الواضح أن هناك استدعاء للأبعاد الثقافية والحضارية، وعلاوة على ذلك فإن مع عصر العولمة والاعتماد المتبادل ونتيجة للثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات أمتد مفهوم الأمن ليشمل عناصر غير عسكرية مثل العناصر الاجتماعية والثقافية والاتصالية، لذا أضحت الدبلوماسية قائمة على الثقافة، المعلومات والاتصال الجماهيري الذي يعد من أهم خطوط الدفاع الأولية التي يمكن أن ترتكز عليها سياسات الدول القومية لاتسامها بالسهولة والتكلفة القليلة، ناهيك عن وجود جانب أخر من الاختلاف يتعلق بالأدوات، ففي حين تستخدم الدبلوماسية الرقمية الأدوات الرقمية من قبل الجهات الرسمية المنوط بها الشؤون الخارجية من خلال مواقع التواصل الاجتماعية وغيرها من الأدوات كما ذكرنا سابقًا، في الجانب المقابل تدعم الدبلوماسية العامة الجهات غير الحكومية الفاعلة مثل منظمات المجتمع المدني والجامعات والمدارس وقادة الرأي ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء وذلك بهدف التعبير عن ثقافة الدولة وقيمها السياسية، والسياسات الداخلية والخارجية ونقلها للرأي العام الأجنبي، مثل الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية.([39])

خلاصة المبحث

يتضح مما سبق أن هناك اهتمام كبير بالدبلوماسية الرقمية لدى جُل دول العالم، ناهيك عن تطور وتنوع أدواتها مع تنوع وتطور وسائل ومصادر التكنولوجية والعولمة والانفتاح بين الدول، بالإضافة إلى تنوع أهدافها وتماشيها مع أهداف السياسة الخارجية للدولة في إطار تدعيمها، ووجود تقاطع بين أهداف الدبلوماسية الرقمية وأهداف الدبلوماسية العامة.

المبحث الثاني: الدوافع والعوامل المؤثرة على انتشار الدبلوماسية الرقمية

أسباب انتشار الدبلوماسية الرقمية، و العوامل التي ساعت علي ذلك :

سنتناول داخل هذا المبحث الحديث عن الاسباب التي ادت الي ارتباط المجال الرقمي بالدبلوماسية الرقمية وهو الامر الذي اصبح من الطبيعي, و المتعارف عليه اليوم في مجال الدبلوماسية بالإضافة للحديث عن الدبلوماسية الرقمية كأحد اشكال القوي الناعمة للسياسات الخارجية للدول, كيف يساهم ذلك في خدمه المصالح الدولية للدولة, بالإضافة ايضا للحديث عن دور عامل السرعة في نشر الدبلوماسية الرقمية من خلال عدد من العوامل .

اولا: دوافع استخدام الدبلوماسية الرقمية:

أسباب ارتباط المجال الرقمي بالدبلوماسية :
عُرفت الدبلوماسية بشكلها العام منذ القدم على إنها تبادل المعلومات، والبيانات المجتمعية بل وإقامة علاقات ودية بين الدول، ومع الحاجة الماسة اليوم إلى ضرورة الاستخدام التكنولوجي في مختلف جوانب الحياة أصبح اقتران المجال الرقمي بالدبلوماسية أمر لا بد منه. حيث بدلا من تبادل المعلومات عن طريق السفر، أو إرسال الرسائل المكتوبة أصبح اليوم هناك سرية، وسرعة في إرسال هذه البيانات بإدخال المجال الرقمي في الدبلوماسية بالإضافة إلى بروز دور مواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية ومع ثورات الإعلام الرقمي أصبحت تلك الشبكات من أهم الدوافع التي ساهمت في ربط الدبلوماسية بالمجال الرقمي. [40]

فبيمكن الإشارة إلى أن استخدام المجال الرقمي في الدبلوماسية الآن أمر لا بد منه أي أصبح ظاهرة عالمية حيث لقى الاهتمام من كثير من الأكاديميين، والساسة ف علي سبيل المثال: تعتبر بريطانيا من أوائل الدول التي ساهمت في ربط المجال الرقمي بالدبلوماسية حيث في عام 2007 أطلقت أول مدونة رسمية، وتعتبر هذه المدونة هي أولى المدونات الرسمية في العالم، ودليل على ربط المجال الرقمي بالدبلوماسية بالإضافة إلى إنشاء دولة السويد للسفارة افتراضية لها تتعامل من خلالها مع الدول الأخرى، وتتلقى الشكاوى وتتابع الأمور الدبلوماسية الخاصة بها من خلال هذه السفارة الافتراضية علاوة على استخدام العديد من وسائل التواصل الاجتماعي في توظيف مجموعة من الأعمال هدفها خدمة مصالح الدول المستخدمة لها في مجال الدبلوماسية الرقمية فقد استخدمت العديد من الدول وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، وتوتير وذلك كل من أجل مخاطبة الشعوب، والجماهير الأخرى، وتحسين الصورة الذهنية ومن ثم إضعاف الصراعات الموجودة على الساحة الدولية، والعالمية بل والتأثير في النظام العالمي لصالح هذه الدول.[41]

ومع تزايد المستمر المتطور في المجال الرقمي دفع الحكومات، بل والأفراد إلى التطلع لمزيد من الاستخدام الرقمي، والمشاركة في نشر العديد من الأفكار والتوجهات مما لقى زيادة في أعداد المتابعين، وحجم التفاعلات مما ساهم في جعل المجال الرقمي مجال ذات تأثير فعال على نشر المعلومات، والتأثير في الرأي العام العالمي بل وتشكيله في كثير من الأحيان مما يخدم مصالح السياسات الخارجية للعديد من الدول المعنية، وقد كشف ذلك تقرير الدبلوماسية العامة في عام 2016 أن الدول ذات التقدم في المجال الاقتصادي، والتكنولوجي هما الأكثر تنافسا على ربط استخدام المجال الرقمي بالدبلوماسية لتخليق ما يعرف باسم الدبلوماسية الرقمية، وقد لوحظ في هذا التقرير أن بريطانيا في المرتبة الأولى لهذا الاستخدام تليها فرنسا.[42]

ثانيا: الدبلوماسية الرقمية كأحد أبعاد السياسية الخارجية:

الدبلوماسية الرقمية كأحد أشكال القوة الناعمة:
في هذا الجزء سوف يتم تقديم لمحة عامة عن العلاقة بين السياسة الخارجية، والدبلوماسية الرقمية ومدى تأثير الدبلوماسية الرقمية على السياسات الخارجية من خلال التركيز على إيضاح مدى العلاقة بينهما، وتأثير كل منها على الآخر.[43]

أثير الجدل بين الباحثين حول طبيعة العلاقة بين كل من الدبلوماسية، والسياسة الخارجية فبعضهم يرى أن الدبلوماسية بتقوم بصياغة السياسات الخارجية، والبعض يرى أن الدبلوماسية والسياسة الخارجية مختلفين عن بعضهم تماما، وهناك من يرى أنهما شيئا واحد كل هذه الجدليات تقودنا إلى ضرورة معرفة السياسة الخارجية من حيث كيفية وضعها، واتخاذ القرارات فيها.[44]

قد أشير إلى السياسات الخارجية على أنها برنامج العمل العلني الذي يتم وضعه من قبل الجهات المعنية في الدولة فالسياسة الخارجية تتعلق بشكل محوري بنشاط الدول، وعلاقاتها مع الدول الأخرى، وعلاقات التأثير والتأثر وعليه هناك علاقات ارتباطية بين الدبلوماسية، والسياسة الخارجية ويمكن التميز بين كلاهما بشكل واضح فإذا كانت السياسة الخارجية ترتبط بعملية اتخاذ القرارات من قبل هيئات، و أشخاص معينين في الدولة فإن الدبلوماسية يزود هذه الجهاد بالبيانات، والمعلومات اللازمة لاتخاذ هذه القرارات فمعي استحداث الدبلوماسية الرقمية، وانتشارها بسبب الأدوات التكنولوجية الحديثة أصبحت الدبلوماسية الرقمية أحد أدوات القوة الناعمة إلى السياسات الخارجية، والتي توجه العديد من الدول لخدمة صالحها العام، وتحقيق الأهداف المرجوة على الساحة الدولية والعالمية.[45]

دور الإعلام الإقليمي، و العالمي في نشر المعلومات الرقمية و تأثيرها علي السياسات العامة للدولة :
لم يعد الآن مفهوم القوة يقاس بمدى قدرة الدولة على امتلاك، واستخدام الأسلحة بكافة أنواعها وحسب، ولكن مفهوم القوة الآن تطور وأصبح يقاس بمدى قدرة الدولة على التحكم، والسيطرة على التدفق المعلوماتي التي يخترق حدودها بكل سهولة، ويسر والتي باتت من أهم الموضوعات التي بتشكل كلا من الرأي العام العالمي، والصورة الذهنية تجاه الدولة لدى العالم، ومن ثم التأثير في كافة الشؤون الداخلية والخارجية للدولة.[46]

لذلك سعة الدول بمختلف قدراتها، وإمكانياتها على بناء قوة إعلامية تعمل على خدمة صالحها، وتحقيق أهدافها بل تدعم، وتؤيد سياساتها داخل الدول، وعملت على توظيف سياساتها لتشكل قوة جاذبة، وخلق صورة حسنة أمام العالم لتظهر بها في كونها تدافع عن مبادئ، وقيم حسنة وتتمسك بها بل توظف مختلف الإمكانيات من أجل تطبيقه، ويدعم ذلك الترويج من خلال وسائل الإعلام سواء كانت الإقليمية أو العالمية.[47]

ومع التطورات التكنولوجية الهائلة في مجال الإعلام الرقمي أصبح هناك تدفق المعلومات إلى الجماهير في كافة دول العالم أمر يسير، ويؤثر على العلاقات الدولية بين الدول لذلك أصبحت قنوات التليفزيون العالمي، و أجهزة المحمول الذكية بتشكل النظام العالمي بل تعد المصدر الرئيسي للمعلومات عن ما يحدث في الشأن العالمي.[48]

لذلك في ظل هذا التطور عملت الدول على خلق علاقات وثيقة مع وسائل الإعلام الأجنبية، والمراسلين الأجانب بهدف تشكيل صورة إيجابية للدولة تستخدمها في غرس القيم، والسمات الإيجابية التي تريدها الدول المعنية تجاه أذهان الجمهور العالمي، بل تكسب تأييدهم في المواقف الدولية، وسياسات الأحداث التي تجرى على الساحة العالمية، ومن خلال ذلك ظهر مفهوم (كسب العقول والأرواح) الذي يهدف إلى خلق صورة ذهنية عن دولة تجاه شعوب العالم مما ساعد على تأييد الرأي العام لها، وهناك اتفاق بين علماء السياسة على أنه بإمكان الرأي العام تشكيل قوة ضغط على السياسات الداخلية، والخارجية للدولة مثل: دور الإذاعات الدولية في لعب دور مهم خلال الحرب الباردة بين كلا من الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي.[49]

ثالثا: دور عامل السرعة في انتشار الدبلوماسية الرقمية:

تأثير استخدام الدبلوماسية الرقمية من قَبل رجال الدولة علي انتشارها:
صاحب ظهور الدبلوماسية الرقمية استجابات سريعة من قبل القادة السياسيين، والمنظمات الدولية العامة، والخاصة وذلك خلال فترات زمنية قصيرة حتى أصبحت دبلوماسية عالمية يستخدمها العديد من القادة الناشطين في مجالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيس بوك- توتير حتى أصبح هناك تخصص لبعض صفحات كلا منهما من قبل الدول لتوجيه خطابات لشعوب معينة بهدف تحسين الصورة الذهنية، ونشر ثقافات معينة، بل والتأكيد على احترامهم لثقافات الآخر فبدأت التشكك في هذا العالم الافتراضي، أو الرقمي هل هو المسيطر على مجال العمل الدبلوماسي في العالم والتحكم به؟ فأصبح اليوم مجال العمل الدبلوماسي لا يقتصر على تفاعلات، واتصالات بين الفاعلين، والحكومات بعضها البعض بشكلها الرسمي بل أصبح اليوم مع تطور، وسائل التكنولوجيا الدبلوماسية لا تتعلق بالفاعلين الرسميين، وحسب ولكن تتعلق بالفاعلين الأساسيين والوصول إليهم عبر وسائل الإعلام، و وسائل التواصل الاجتماعي بل أصبح لهم حضور واضح، و فعّال ومن خلال ذلك ظهر العديد من المصطلحات الجديدة مثل: الدبلوماسية عبر توتير- الدبلوماسية باستخدام الفيس بوك وغيرها.[50]

الحركات المسلحة، ودورها في انتشار الدبلوماسية الرقمية (تجنيد الشباب عبر الإنترنت) :
كشفت العديد من الإحصائيات عن تزايد استخدام الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي خلال فترات الحرب، والأزمات عن القنوات الفضائية فتزايد الاستخدام للشباب العربي لوسائل التواصل الاجتماعي بعد ثورات الربيع العربي بل وأصبحوا يعتمدون على هذه الوسائل في تلقي الأخبار، ونشرها بل والتفاعل معها بشكل دائم.[51]

واكدت الإحصائيات علي أن خلال ثورات الربيع العربي كان هناك استخدام دائم إلي مواقع مثل: إسلام أونلاين- اخوان أونلاين- مواقع بعض الدعاة الجدد عن استخدام مواقع رسمية إلى الأزهر الشريف، ودار الافتاء مما ساهم هذا الاستخدام السيء إلى تجنيد العديد من الشباب، و استخدامهم في العديد من العمليات الإرهابية التي تضر بالشأن العام، و الخاص لجميع الدول فسرعة انتشار، و تطور الوسائل التكنولوجيا كان لها العديد من ردود الفعل غير الإيجابية علي الصعيد العالمي .[52]

دور الدبلوماسية الرقمية في مواجهة الأزمات:
يشهد العالم اليوم حالة ثورة علمية تكنولوجيا، والتي جعلت من العلاقات الدولية أكثر اندماجا، و تفاعلا وساهم في نقل الخدمات بكل سهولة، ويسر عبر الحدود وتقصير المسافات بين الدول، فظهر دور الدبلوماسية الرقمية في العديد من الأزمات بعضها كان ذات تأثير إيجابي ، و البعض الآخر كان ذات تأثير سلبي.[53]

أكد دور الدبلوماسية الرقمية، و التطور التكنولوجيا و مساوئهما في أزمة ويكليكس حيث حدث خلال هذه الأزمة العديد من التسريبات للعديد من القادة السياسيين، و الذي بدوره كشف عن الجانب السلبي لاستخدام التكنولوجيا في زعزعة الاستقرار، و الأمن الدوليين من قَبل العديد من الدول .

كما تم التأكيد علي الدور الإيجابي إلى الدبلوماسية الرقمية، و التطورات التكنولوجية من خلال أزمة كوفيد19 و التي ظهرت من خلالها المجالين علي أنهم كانوا ذات تأثير فعّال في تضامن الأزمة، و تقديم العديد من المساعدات بل و سهولة التواصل ، و توصيل العديد من الخدمات، و المساعدات الطارئة.[54]

خلاصة المبحث

من خلال ما تم استعراضه يتبين لنا ان هناك ارتباط لا يمكن التشكك فيه بين ارتباط المجال الرقمي بالدبلوماسية, و ان هناك عدد من العوامل ساهمت علي ذلك نتيجة الي التغيرات و التحديثات التي شهدها العالم, بل مازال يشهدها مما يتسبب في توطيد الصلة بين المجال الرقمي و الدبلوماسية.

المبحث الثالث: دورها في العلاقات بين الدول

سيتم في هذا المبحث تقديم رؤية تحليلية مبسطة توضح مدى وفاعلية تفاوت استخدام الدول للدبلوماسية الرقمية وفقًا لمدى امتلاكها لأدوات تكنولوجيه متقدمة، أو عدم امتلاكها لتلك الأدوات، أو امتلاكها قدٍر منها، وتحليل أثر ذلك على العلاقات بينهم، مع توضيح أهم الجدالات حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، وأخيرًا رصد تأثيرها على الساحة العالمية.

أولًا: إدارة العلاقات بين الدول التي تمتلك أدوات تكنولوجية متقدمة

في حقيقة الأمر تختلف الدول بين بعضها البعض في إدارة العلاقات بينها وفقًا لمدى امتلاكها لأدوات تكنولوجية متقدمة، لذا ومن هنا سترصد هذه الدراسة هذا التفاوت في شكل العلاقات بناءًا على هذا المعيار، حيث أن امتلاك الدول لأدوات تكنولوجية متقدمة يساعد على خلق أنماط جديدة من العلاقات بين الدول، كما أنها تساعد على جعل العالم أكثر إنصافًا وسلمًا، ناهيك عن دعمها لأهداف التنمية المستدامة، لذا فامتلاك الأدوات التكنولوجية عنصر هام وفاعل في إدارة العلاقات بين الدول.([55])

كما يمكن القول بأن تأثير الإعلام الرقمي في مجال العلاقات الدولية أضحى أكثر بروزًا في وقتنا الحالي نتيجة قدرة الوسائل الإعلامية في تقديم الخبر الخارجي عبر تقنيات دمج محتوى الخبر مع تقنيات الصورة وتقديمة بصورة سلسة وواضحة، ناهيك عن إتاحة الوسائل الإلكترونية في عالم السوشيال ميديا القدرة على نشر معلومات جديدة ومباشرة، كما شاع في الوقت الحالي مصطلحات ومفاهيم جديدة لم تكن متاحه سابقًا مثل الدبلوماسية الرقمية ودبلوماسية وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية مثل تويتر وفيسبوك على سبيل المثال وليس الحصر، وهذا بطبيعة الحال دليل على تمتع الدولة بقوتها حيث أن الدول لم تعد تُقاس قوتها بناءًا على معيار القوة الصلبة فحسب بل أصبحت تُقاس بمدى قدرتها على التأثير من خلال وسائل التأثير الرقمي، لذا ترى الدراسة أن مع تزايد التأثيرات التي تؤديها وسائل الإعلام في السياسة الدولية، أصبحت تلك الوسيلة تقوم بدور دبلوماسي جنبًا إلى جنب مع الوظائف التقليدية التي تضطلع بها الدولة في المحيط الخارجي.([56])

ثانيًا: إدارة العلاقات بين الدول التي تمتلك قدر منها أو عديمة الامتلاك

في حقيقة الأمر ترى الدراسة أن الدول التي تمتلك قدر منها أو عديمة الامتلاك من رؤية تحليلية تختلف تمامًا عن الدول التي تمتلكها في سياستها وفي شكل إدارة علاقتها، حيث أنها لا تستفيد من مميزات هذه الوسائل وتواجه صعوبات وتحديات جمة في ملاحقة ركب الدول التي تمتلكها، ومن هنا ترى الدراسة ضرورة سعي الدول التي لا تمتلك هذه الوسائل أو تمتلكها بقدر محدود إلى توسيع تلك القنوات حتى تستطع الاستفادة من مميزاها والتخلص من عيوب الافتقار لها، وهذا بطبيعة الحال أمر حتمي نظرًا لأن في الوقت الحالي باتت هذه الوسائل معيار هام وأساسي من معايير تقدم الدول، ناهيك عن تسهيلها عملية الاتصال مع الشعوب الأخرى إثراءًا لقيمها وثقافتها السياسية، ناهيك عن العولمة التي لعبت دور هام ومحوري في بلورة أهمية تلك الوسائل والقنوات، لذا نتيجة لكل التداعيات السابقة من الواضح أن وجود هذه القنوات أو الأدوات أصبح محدد رئيسي وهام يجب أخذه في الحسبان من جانب صانع السياسة الخارجية لأى دولة ترغب في اللحاق بركب الدول المتقدمة.

ثالثًا: أهم الجدالات حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية

ترى الدراسة أن هناك حالة كبيرة من الجدل حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية مما كان بطبيعة الحال سبب رئيسي لبحث هذه الدراسة في طبيعة هذا الجدل، ومن هنا ترى الدراسة بعد استعراض مجموعة من الأدبيات السابقة في هذا الشأن أن البعض يرى أن المجال الرقمي يؤثر بشكل إيجابي علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية، بينما البعض الأخر يرى الدبلوماسية الرقمية تأثير سلبي علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية، وأخيرًا هناك اتجاه يرى أن الدبلوماسية الرقمية سلاح ذو حدين في التأثير علي تطورات الأوضاع بين الدول علي الساحة العالمية، وهذه الاختلافات بين الدراسات ترجع لعوامل عدة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر الرؤى التي تم التركيز عليها في التحليل، وخلفية الباحث، ومدى تعقيد الظاهرة واختلاف أبعادها.

كما أن الاتجاه المؤيد لأهمية دورها وأثارها التعاونية في العلاقات الدولية يرى أنها بمثابة فرصة للوصول إلى مواطني الدول الأخرى وتضييق الفجوة بين البلدان وبعضها البعض سواء كانت فجوة ثقافية أو حدودية أو فكرية أو أيديولوجية، لأنها بطبيعة الحال توفر مساحات للتفاعل وزيادة المشاركة وبناءًا عليه تعزز الأهداف الدبلوماسية بشكل غير تقليدي وإبداعي، بالإضافة إلى بعد أخر غاية في الأهمية في هذا الإطار ألا وهو سهولة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وسماحها بعرض محتوى أكثر تفاعلية، مثل مقاطع الفيديو والصور والروابط، مقارنة بالطرق التقليدية فهذه القنوات أكثر جاذبية في الوصول للشعوب الأخرى، وخصوصًا فئة الشباب الأكثر استخداما وتفاعلًا مع تلك الوسائل، وهذا بطبيعة الحال يثري الهدف الرئيس للدبلوماسية الرقمية، كما أن لها دور فعال في بناء تحالفات جديدة وتطوير العلاقات على مستوى السياسات الخارجية للدول بمافيها الدول الأقل تقدمًا، ناهيك عن وجود اتجاهات أخرى تركز على الجانب المادي نظرًا لانخفاض التكلفة المادية لاستخدام تلك الوسائل، وعلاوة على ذلك هناك علاقة وثيقة بين الدبلوماسية الرقمية والدبلوماسية العامة.([57])

وعلى الجانب الأخر هناك الاتجاه الرافض للدبلوماسية الرقمية كأداة تعاونية في العلاقات الدولية، ويزعم هذا الاتجاه بأن الدبلوماسية الرقمية ظاهرة صراعية بالأساس ويصعب السيطرة عليها أو رصد مداها، وهذا بطبيعة الحال استنادا لمجموعة من المخاطر والسلبيات التي تحيط بها، لأنها خدمة متاحة ومفتوحة للجميع بحرية، بل تُعتبر مجموعة معقدة من الأدوات المصممة من قبل فاعليين دوليين للتأثير على الأخرين بشكل منظم ومدروس ومثال واضح على ذلك الحالة الإسرائيلية محل الدراسة تجاه المنطقة العربية، ناهيك عن البعد الأمني والقضايا المتعلقة بالقرصنة الإلكترونية، والتجسس على الحسابات الرسمية للدول، وهناك أمثلة عديدة على مثل تلك الممارسات أشهرها موقع تسريب المعلومات الشهيرwikileaks، وهذا ليس نقدًا للدبلوماسية الرقمية في حد ذاتها بل بمثابة نوع من التقصير في حماية الأمن المعلوماتي للدول.([58])

رابعًا: تأثيرها على الساحة العالمية

بطبيعة حال تختلف تأثيرات هذا المفهوم من دولة لأخرى وفقًا لمدى امتلاكها لهذه الإمكانيات والبنى التكنولوجية، وأيضًا وفقًا لنظرتها لمدى محورية أو هامشية دور هذه الوسائل، ولكن لا يوجد أي شك أن هذه الوسائل أضحت غاية في الأهمية في وقتنا الحاضر على الساحة العالمية مثلما أوضحت الاتجاهات الجدلية بشأن هذا الموضوع من قبل، كما أن تأثيراتها تتراوح بين التأثيرات الإيجابية والسلبية لذا يمكن وصفها بأنها سلاح ذو حدين، ومن هنا ستنطلق الدراسة في هذا الإطار لمحاولة رصد مدى تأثيراتها على الساحة العالمية.

لذا فبطبيعة الحال نظرًا لتأثيرها الواضح على السياسة الخارجية للدول هناك تأثير أيضًا على نطاق العلاقات الدولية ككل، لأنها أسهمت بدورها في تغيير طبيعة فهم العلاقات الدولية، وذلك من خلال تأثيرها وتفاعلها في مكونات السياق الدولي، وطبيعة وخصائص الأطراف الدولية، وهذا ما أُطلق عليه “السايبر بوليتكس” في العلاقات الدولية، والتي بدورها تشير إلى صعود ظاهرة الفضاء الإلكتروني كمجال جديد في العلاقات الدولية، ونتيجة لتلك التطورات برز عدد من العلوم البينية وهو ما فرض سياقًا جديدًا في علم العلاقات الدولية، وهذا بطبيعة الحال كان له انعكاسات بارزة على مستوى التنظير، من خلال بروز تطورات متلاحقة في منظوراته ومفاهيمه ووحدات التحليل فيه.([59])

وأيضًا برزت قضية العلاقة بين الفضاء الإلكتروني والعلاقات الدولية لأبعاد أخرى سياسية، أمنية، اقتصادية، وقانونية، وتحولت لدور وظيفي وحيوي في حقول عدة، ناهيك عن أمر أخر غاية في الأهمية في هذا الصدد وهو ارتباط الدبلوماسية الرقمية بالفجوة الرقمية و الجدل الكبير حول إيجابيات وسلبيات الدبلوماسية الرقمية وارتباطها بالفجوة التكنولوجية وكيفية استخدامها من جانب القوى الكبرى بهدف السيطرة والهيمنة من منطلق فكرة السلطة والمعرفة، بالإضافة إلى أن الدبلوماسية الرقمية تفتح مجالًا لتبادل ثقافي غير رسمي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح هناك ارتباط واضح بين الدبلوماسية الرقمية والدبلوماسية الثقافية.([60])

خلاصة المبحث

تم التطرق لعدد من الأمور المحورية في إطار العلاقات بين الدول ومدى امتلاكها لأدوات تكنولوجيه متقدمة، و برزت قضية العلاقة بين الفضاء الإلكتروني والعلاقات الدولية لأبعاد أخرى سياسية، ورصد تأثيرها على الساحة العالمية، ومحاولة فهم أهم الجدالات حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، وذلك في إطار رؤية تحليلية مبسطة في شكل غير تحيزي أي (محايد).

الفصل الثاني(“تطبيقيًا”)

المبحث الأول: العوامل المؤثرة على السياسة الخارجية الإسرائيلية

في حقيقة الأمر تتشابك العوامل المؤثرة على السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية، ويمكن تصنيفها ما بين محددات داخلية وخارجية والتي بدورها تجعل إسرائيل تنتهج سياسة معينة تجاه الدول الأخرى وخاصًة الدول العربية، وفي معرض الحديث عن المحددات الداخلية ترى الدراسة أنها تتضمن القدرات والموارد التكنولوجية والمادية ومن أهمها على سبيل المثال وليس الحصر العوامل الجيوبلوتيكية التي تجمع بين الجغرافيا والسياسة، والتي تتمثل في الإقليم والماء كأحد العوامل الأساسية المحددة للسياسة الخارجية الإسرائيلية والأمن القومي الإسرائيلي، بالإضافة إلى القدرات الديموغرافية التي تتمثل في الموارد البشرية والسكان والذي يُعتبر بدوره عنصر حاسم في قدرة الدولة على النمو الاقتصادي وبناء قدرات عسكرية، علاوة على ذلك هناك القدرات الاقتصادية والتي تتمثل في حجم الموارد الطبيعية المتاحة لدى الدولة، ودرجة التقدم التكنولوجي، وحجم الناتج القومي الاجمالي ودرجة الاكتفاء الذاتي التي تتمتع بها الدولة، وبالنسبة للقدرات الاقتصادية الإسرائيلية فيتسم بالتنوع والمرونة ويقوم على الزراعة، لذا هناك تأثير كبير للاقتصاد الإسرائيلي على السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة دائمًا.([61] )

أما عن المحددات الخارجية فهي تتضمن المتغيرات الإقليمية والدولية المؤثرة في السياسة الخارجية الإسرائيلية منها درجة التكامل الإقليمي ووجود قوة إقليمية مهيمنة من عدمه، ووحدة الصراع الإقليمي ودرجة التنافس بين القوى الكبرى في المنطقة، ومن هنا ترى الدراسة وجود عدد من المنافسين الإقليميين لإسرائيل وتأتي في مقدمتهم إيران كقوة إقليمية كبيرة في المنطقة، ناهيك عن كونها تهديد واضح للسياسة الخارجية الإسرائيلية نتيجة لدعمها لحزب الله وبرنامجها النووي الإيراني، بالإضافة إلى وجود متغيرات دولية تتمثل في دعم الوجود الإسرائيلي في منطقة أفريقيا وأسيا الوسطى، ناهيك عن عدم تعرض إسرائيل لأى ضغوط دولية تحد من تنفيذ أهدافها الاستراتيجية، وهناك علاقة استراتيجية واضحة مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحد الذي جعل البعض يطلق عليها “الراعي الرسمي لإسرائيل”.([62])

المحددات الداخلية

وفي معرض الحديث عن المحددات الداخلية بشيء من التفصيل على سبيل المثال وليس الحصر، فا بالنسبة للعوامل الجيوبلوتيكية فاهناك العديد من النظريات الكلاسيكية التي تهتم بأثر الجغرافيا على السياسة الخارجية للدول وقد أشارت هذه النظريات إلى أن الموقع الجغرافي هو ما يحدد إلى حد كبير المنطقة الحيوية للسياسة الخارجية للدولة ، ويعتبر ماكيندر من أشهر التعامل مع تأثير الموقع الجغرافي على السياسة الخارجية للدولة، تتمثل العوامل الجيوسياسية الإسرائيلية بشكل أساسي في مشكلة الأرض والمياه كأحد المحددات الرئيسية للسياسة الخارجية الإسرائيلية والأمن القومي الإسرائيلي.[63]

أما عن موقع وطبيعة دولة إسرائيل التي تعتبر دولة يهودية صغيرة محاطة بالعديد من الدول العربية المعادية، فضلاً عن موقعها الفريد حيث تقع على مفترق طرق قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، ولها سواحل على طول البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر، لكن صغر حجم المنطقة كان مشكلة لأن ذلك سيؤدي إلى استحالة الدخول في أي مفاوضات سلام مع الدول العربية، وهذا أثر تاريخيًا على السياسة الخارجية الإسرائيلية، حيث كانت تعتقد أن هذا لن يتم حله إلا من خلال الحرب، لذلك تبنت سياسة اللاحرب واللا سلام واعتبرتها سياسة ناجحة للغاية، حيث كانت السبب في بدء مفاوضات السلام الأولى مع إسرائيل بواسطة السادات، كما أن إسرائيل محاطة بعدد من الحدود الطبيعية التي أعطاها القدرة على التأثير في المنطقة، ومن ناحية أخرى ، هناك الكثير من الأدبيات التي تتحدث عن عزل دولة إسرائيل ، وهذا بسبب حرمانها من المرور من قناة السويس. وعدم قدرتها على تمرير بضائعها منها، الأمر الذي جعلها تتجه من جهة إلى الاهتمام بخليج العقبة والاتصال بالدول الأفريقية لتصدير منتجاتها والحصول على المواد الخام، ومن جهة أخرى، لإنشاء قناة بديلة لقناة السويس داخل إسرائيل.[64]

أما المياه فهي مشكلة أكبر من مشاكل المنطقة بشكل عام تكتسب المياه أهمية استثنائية كمكون أساسي للحياة، وأصبحت جزءًا من التفاعلات بشكل عام وأحد المكونات الأساسية ضمن معادلة الأمن القومي، والذي أصبح (مفهوم الأمن) مكون من أبعاد عديدة مثل الأمن الغذائي أو الأمن الاقتصادي … إلخ، بما في ذلك الأمن المائي، كما يحتل متغير المياه أهمية وقيمة محورية في الاستراتيجية الإسرائيلية (اليهودية)، حيث أن توزيع المياه لم يكن من الجوانب التي تركها له وعد بلفور ، وهذا تاريخيا وحتى الآن له تأثير كبير على الأجانب الإسرائيليين، لذلك بدأت إسرائيل في استخدام ما يسمى بـ “عسكرة المياه” ، والتي بدأت إسرائيل في استخدامها لعدة أسباب: احتياجات المياه وبالتالي فإن ادعائهم في هذا النقص المائي صحيح بالفعل، ومن بين الأسباب أيضًا الزيادة السكانية سواء كانت زيادة طبيعية أو زيادة مصطنعة والتي يمثلها المهاجرون اليهود إلى إسرائيل والتي توزعهم على مناطق كثيرة قد تنقصها المياه، كما أن هناك تلوثًا بيئيًا ناتجًا عن تغير المناخ ، وهناك توسع زراعي ضخم لهم.[65]

أما بالنسبة للقدرات الاقتصادية الإسرائيلية، فإن الاقتصاد الإسرائيلي يتمتع بالتنوع والمرونة، ويعتمد على الزراعة، وتحقق إسرائيل الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، وتقوم أيضًا على السياحة، حيث تضم العديد من المعالم السياحية مثل حائط المبكى والشرق الأوسط وهذا يساهم بشكل كبير في الناتج القومي الإجمالي، لكنه يعتمد بشكل كبير على توفر الأمن والاستقرار في البلاد، لذلك لم يكن هناك استقرار في الناتج القومي الإسرائيلي، وإسرائيل أيضًا لديها قدرات تصديرية حيث تحتل المرتبة الثانية بعد السويد في تصدير منتجات قطاع الصناعات عالية التقنية، فضلاً عن أنها تتمتع بمستويات عالية من متوسط ​​نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي هناك تأثير كبير للاقتصاد الإسرائيلي على السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تحاول باستمرار فرض سيطرتها على المنطقة.[66]

المحددات الخارجية

أما عن المتغيرات الإقليمية في هذا الجانب يتضح أن هناك العديد من المتغيرات التي تؤثر على السياسة الخارجية الإسرائيلية، ومن بين هذه المتغيرات وجود عدد من المنافسين الإقليميين لإسرائيل، وتأتي إيران في مقدمتها، ومن بين هذه المتغيرات الثورات التي حدثت في الدول العربية، تونس، مصر، العراق، اليمن، ليبيا وسوريا، وأدت هذه الثورات إلى فراغ أمني في المنطقة وتفكك العديد من الدول مثل العراق واليمن وظهور تنظيم داعش، بالإضافة إلى التغييرات التي شهدتها سوريا، مع العلم أن إسرائيل كانت تعتبر سوريا تاريخيًا دولة عربية معادية بسببها من أيديولوجية القومية العربية التي تبنتها سوريا، ورأت إسرائيل أنها ضدها، لكن استمرار الدمار والحرب الأهلية في سوريا وموقف القوى الكبرى من هذه الحرب أدى إلى تحولها إلى أزمة، حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف التدمير في سوريا بسبب تعقيد الأزمة السورية، ولكن هناك اتفاق بدأ على الأقل من جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أن يتم حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، مع العلم أنه من الجدير بالذكر في هذا الصدد أنه في بداية التحولات والتغييرات التي شهدتها سوريا، كان هناك غموض حول الوضع السوري، وهناك تخوف لدى السلطات الإسرائيلية من هذه التغيرات التي تحدث في سوريا، خاصة بعد فشل التوقعات الإسرائيلية من نهاية نظام بشار الأسد، إلا أن العديد من الأدبيات أشارت إلى أن استمرار الأزمة السورية يعكس مصلحة إسرائيل، حيث تستغل الدمار والحروب في سوريا لتوجيهها ضربات عسكرية ضد سوريا من أجل تدمير الدولة وتعطيل الحلول المقترحة لحل الأزمة، كما انتشرت بعض المعلومات حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان.[67]

وكانت نتيجة هذه الثورات ظهور مجموعات مسلحة استغلت الفراغ الأمني ​​في المنطقة وتشرذم وهشاشة الدول العربية، كانت هذه الجماعات مصدر تهديد لإسرائيل لأنها ترفع شعار ينكر شرعية الدولة اليهودية ويمارس ضدها العديد من الممارسات التي تهدد استقرار إسرائيل، كان هناك أيضًا العديد من التغييرات التي شهدتها، كانت مصر وإسرائيل تعبران عن مخاوفهما من هذه التطورات التي تشهدها مصر بسبب التخوف من إلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في ظل هذه التغييرات، والتي تمثلت في اندلاع ثورتي 25 يناير و 30 يونيو و تغيير الرؤساء وكذلك إنشاء قناة السويس الجديدة، كما أن هناك مخاوف من قطر بسبب دعمها لحركة حماس المعادية لإسرائيل رغم حرص إسرائيل على استمرار العلاقات معها، بالإضافة إلى التقارب العربي وتأثيره على الأمن الإسرائيلي ومن بين هذه المتغيرات أيضًا عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد مقاطعة العلاقات في أعقاب الهجوم على السفن التركية التي تحمل مساعدات لغزة، وعودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.[68]

أما عن المتغيرات الدولية فتتمثل في دعم الوجود الإسرائيلي في منطقة إفريقيا وآسيا الوسطى، فضلاً عن عدم تعرض إسرائيل لأي ضغط دولي يحد من تنفيذ أهدافها الاستراتيجية، وكذلك تعزيز نظام الشراكة الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ممثلة في الدعم الأمريكي لإسرائيل في كافة المجالات، فضلاً عن الانحياز الأمريكي لإسرائيل في القضية الفلسطينية.[69]

خلاصة المبحث:

تم رصد وتقديم رؤية تحليلية لأهم العوامل المؤثرة على السياسة الخارجية الإسرائيلية من خلال تصنيفها بين محددات داخلية ومحددات خارجيه، ومن الواضح أن كلاهما يتشابكا في إطار تشكيلهم للسياسة الخارجية الإسرائيلية بشكٍل عام، والدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بشكٍل خاص، ناهيك عن رصد دور المتغيرات الدولية.

المبحث الثاني: الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بين الأهداف و الاستراتيجية:

أدركت إسرائيل حجم الرفض التي تتعرض له من قبل الشعوب العربية فكان لابد عليها من معرفة كيف توجه هذا الرفض لتحقيق أهدافها فأدركت أنها إن لم يكن لديها الفرص على التوغل داخل حدود الدول العربية فعليا فيمكنها التوجه افتراضيا في كافة أرجاء هذه الدول.

اولًا حرص إسرائيل علي تدعيم الدبلوماسية الرقمية:

تحرص دائما إسرائيل على التأكيد على التطور في مجال الدبلوماسية الرقمية إلى جانب الدبلوماسية الكلاسيكية المعتادة عليها من الدول حيث ضرورة الوجود، والمشاركة في الأحداث الدولية، والعالمية بل والتواجد في المنظمات المختلفة للتأكيد على دورها الفعال، وأنها دائما ما تطمح إلى السلام، والأهم هو تغيير الصورة النمطية عنها تجاه دول العالم حيث أنها ليست مقر للصراعات، والنزاعات بل هي وطن مثل باقي الأوطان له تاريخ وثقافات الغنية بالعديد من الأدبيات، والتراكم المعرفي، وغني أيضا بروح الإبداع والعمل، والمصابرة، وذلك ردا على إن إسرائيل كيان مغتصب للأراضي الفلسطينية بل يحولوا اكتساب الروح الإنسانية من أجل أن ليس لهما وطن، وإسرائيل هي وطنهم، وأنهم دائما ما يطمحون إلى السلام، والعيش في استقرار مع الجار الفلسطيني، وسعت إسرائيل بمختلف الوسائل إلى نقل هذه الصورة عنها، ومحو الصورة النمطية.[70]

انتشار استخدام الدبلوماسية الرقمية، ومخاطبة الشعوب الأخرى، وخاصة العرب ولم يقتصر هذا الانتشار على قطاع واحد بعينه بل تم الاستخدام من قبل: وزارة الاستراتيجية والإعلامية لإسرائيل “الهيسبره” والتي اهتمت بتفسير، ونشر القيم السامية، والحسنة إلى إسرائيل، وكان هدفها محو الصورة النمطية، ووظفت الوزارة طلاب الجامعات لذلك من خلال تدريسهم في الجامعات الدبلوماسية الرقمية في كيفية استخدامها وانتشارها لخدمة أهدافهم بل، وظفت الجامعات أيضا في تعزيز، والمساهمة في نشر دبلوماسية الرقمية مثل إنشاء نادي السفراء في جامعة تل أبيب.[71]

كما سعت إسرائيل لتدعيم الاستخدام الرقمي في المجال الدبلوماسي عن طريق حرصها في استضافة المؤتمر الأول للدبلوماسية الرقمية في عام 2016 في جامعة تل أبيب، و الذي كان يشارك فيه ٢٥ دولة من جميع أنحاء العالم يشاركون بلغات مختلفة وصلت الي ٥٠ لغة، وكان المؤتمر حريص علي دعم المجال الرقمي في مجال الدبلوماسية الرقمية، وأكد علي: أن الاستخدام التكنولوجي (الرقمي) في مجال الدبلوماسية أصبح واقع ، وعلينا مجاراتها، و الاستفادة منه، كما أكد المؤتمر علي أهمية المجال الرقمي في الدبلوماسية من خلال الاستخدام الطارئ لها توجيه الخدمات القنصلية، وناقش العديد من القضايا الاجتماعية، والتي تتعلق بالشبكات، ومجال الاتصالات الرقمية.[72]

أهداف الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية:

كانوا يزال هدف الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بل وهدف سياستها الخارجية يتعلق بخلق قناة اتصال، وحوار دائم بين مختلف الشعوب[73]، وخاصتا الشعوب العربية هذا التفاعل ليس غرضه التفاعل المباشر فقط، وإنما تفاعل من أجل كسر الحواجز، و الصورة النمطية عن الشعوب الإسرائيلية، وأيضا مشاركة المعلومات المتعلقة بالأمن[74]، و التطورات السياسية [75]

هدف الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية الأكثر تأكيد عليه هو توحيد الصف، و الجبهة العربية الإسرائيلية من خلال خلق عدو مشترك إلي كلاهما يسعون معا، ويد واحدة للقضاء عليه(إيران)، و التأكيد علي خلق حوار و تفاعل مع الجماهير العرب، لنقل رسالة إسرائيل في إيمانهم بالتنوع، السلام، بل و التعايش السلمي مع ملايين العربي ليس فقط في إسرائيل، ولكن في مختلف دول العالم، ودعم ذلك من خلال امتلاك وزارة الخارجية الإسرائيلية إلي ٨٠٠ قناة يتفاعلون مع الغير من خلال ٥٠ لغة من أجل إبراز الوجه الإنساني للمجتمع الإسرائيلي، و من أجل سد الفجوة بين إسرائيل، و المجتمعات الأخرى.[76]

توظيف الثقافة من أجل تحقيق أهداف الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية، ومن ثَمة تحقيق أهداف السياسية الخارجية الإسرائيلية:

سعت إسرائيل إلي إبراز الجانب الثقافي في تقليل الفجوة بين الإسرائيليين، والعرب من خلال التأكيد علي الجذور الدينة ، و اللغوية بل و التاريخية التي تربك بين العرب و اليهود لقرون عديدة، و التأكيد علي أن اليهود لديهم تنوع ثقافي مذهل وروح إبداع في العديد من الجوانب الإنسانية[77]، و العملية المختلفة.[78]

تسعي إسرائيل إلى الإشارة إلي القواسم المشتركة بين اليهود، و العرب، وتشير مثلا: إلي مسلسل ” دين و حسن” وتعاون كلا منهما مع الاخر في نشر حسن إلي اللغة العربية، وهو كان إسرائيلي مسلم، و دين إلي نشر اللغو العربية، وهو كان يهودي إسرائيلي، كما تؤكد إسرائيل علي العلاقات الوثيقة التي كانت بينهم، وبين اليهود في لبنان – العراق- سوريا، و من خلال ذلك نجد أن أهداف الدبلوماسية الرقمية جزء لا يتجزأ من أهداف سياستها الخارجية. [79]

توظيف و سائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تدعيم المجال الرقمي في الدبلوماسية :

كما اشارنا سابقا إلي أن إسرائيل تدعم وسائل الإعلام في المجال الدبلوماسية الرقمية من خلال تخصيص وزارة الخارجية الإسرائيلية إلي و حدة إعلامية تخاطب من خلالها الشعوب العربية، وسعت إلي توظيف وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيس بوك- توتير- انستجرام من أجل تحقيق أهدافها.

الفيس بوك[80]: استخدام إسرائيل إلي الفيس بوك كان منتشرا، وسريع من أجل خلق حلقات اتصال، وتواصل مع الشعوب العربية، حيث تستهدف الفئة العمرية الأقل من ٣٠ عاما، وذلك نظرا إلي اتساع وعيهم، وقدرتهم علي النظر الي الأمور من العديد من الجوانب فأصبح التواجد الإسرائيلي علي الفيس بوك أمر ذات تأثير قوي في سياستها الخارجية حيث هناك صفحة إلي المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي ( افخاي اذراعي) – صفحة رئيس الوزراء الاسرائيلي- و رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي- بالإضافة إلي صفحة إسرائيل في الخليج .[81]

توتر[82]: الاستخدام إلي توتير مثل صفحة الفيس بوك، و سعت إسرائيل إلي التواجد علي توتير من خلال صفحة (إسرائيل بالعربية) والتي انشائه في عام ٢٠١١ – صفحة وزارة الخارجية الإسرائيلية الرسمية ٢٠١٣ – بالإضافة الي السفارة الإسرائيلية الافتراضية . [83]

انستجرام[84]: هناك العديد من الصفحات الرسمية إلي إسرائيل مثل: ” إسرائيل تتحدث بالعربية”.[85]

ومن الملاحظ أن إسرائيل تتوغل علي صفحات و سائل التواصل الاجتماعي كان من الفترة بين ٢٠١١ – ٢٠١٣ مستغلة حالة الضعف، و التشتت عند العرب، ومحاولة تأكيد العلاقات من خلال شعارهم علي هذه الصفحات ” اقرا عنا لتعرف أكثر و تصلك الصورة بشكل أفضل” .

خلاصة المبحث:

بناء علي ما تم ذكره يتضح لنا حرص السياسات الإسرائيلية علي التواجد، بل و التغلغل بمختلف الاشكال في السياسات الخارجية باستخدام عدد من الادوات لخدمة تحقيق مصالحها, و اهدافها الخارجية, و الاهم تحسين الصورة النمطية عن اسرائيل وانهم دولة عريقة ذات تراث ثقافي و حضاري كبير, وانها دائما ما تطمح الي السلام .

المبحث الثالث: القضايا التي لعبت فيها الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية دورا بارزا:

لعبت الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية دورا بارزا في العديد من القضايا علي الساحة الدولية و العالمي، مؤكده علي أنها ليست مستعمر استيطاني إنما هم جميعا ضحايا إلي المحارب الجماعية، و أنهم شعب يسعي إلي السلام، و التعايش السلمي مع مختلف الأجناس حول العالم .

اولا القضية الفلسطينية:

بينما نري الجيش الإسرائيلي يظهر في عدد من المقاطع أنه يقوم بقتل النساء و الاطفال، بل إبادة اُسر بأكملها ، و الاعتداءات المتلاحقة علي المدارس الفلسطينية، و التي وصلت عددها حتي الان ٦٠ مدرسة اثناء العدوان الصهيوني علي غزة الا ان إسرائيل من خلال تواجدهم علي منصات التواصل الاجتماعي، و خاصتا صفحتي المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي ( افخاي اذراعي)[86] – و إسرائيل تتحدث بالعربية إلي اثبات، و توضيح عكس ذلك، حيث يؤكدون علي دعمهم الدائم إلي فكرة التعايش السلمي مع الفلسطينيين، و إنما رفعت العديد من الهاشتاج حول حماس، و تأكيد علي أنه ليس هناك عداء بين الإسرائيليين، و الفلسطينيين، و علي التسامح في العيش بينهم . [87]

إيران العدو المشترك بين الإسرائيليين، و العرب:

ان توحيد فكرة العدو المشترك تعد من أهم الافكار التي تسعي إسرائيل إلي تدعيمها من خلال و سائل التواصل الاجتماعي المختلفة حيث أن الاستخدام النووي يمثل تحدي كبير علي إسرائيل، و الدول الأخرى حيث أعلن دونالد تواكب الانسحاب من هذا الاتفاق ( النووي الإيراني) علقت إسرائيل علي ذلك من خلال صفحة إسرائيل تتحدث بالعربية بخطاب رئيس الوزراء بأنه ” قرار صحيح و سليم و شجاع” .[88]

كما اكدت إسرائيل من خلال و سائل التواصل الاجتماعي تضع رسائل، و كاريكاتير يوضح رغبة إيران في الحصول علي القدس سوف تحققه من خلال اخذ جميع العواصم العربية لصالحها ، وأن إيران قامت بنشر الارهاب في عدد من الدول العربية من أجل تحقيق ذلك، وتم نشر هذا الكاريكاتير[89] علي صفحة إسرائيل بالعربية. [90]

ثالثا قضية التطبيع مع إسرائيل:

قضية التطبيع من أكبر القضايا التي لقت اهتمام، وردود فعل من كلا الطرفين قوية ليست فقط علي المستوي الحكومات، وإنما أيضا علي مستوي الشعوب، وخاصتا الشعوب العربية التي ترفض هذه الفكرة، و من يؤيدها لها سموا خان.

حاول المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي من خلال صفحته علي الفيس بوك شرح معني كلمة تطبيع و أصلها في المعجم العربي، وأن جذورها أعود الي كلمة طبيعي اي أنهم يريدون أن تسير الأمور بشكلها الطبيعي، و السليم بين الدول، و التأكيد منهم علي إيمانهم بدور السلام، و السعي إليه، و قام اذراعي بنشر فديو الي الشيخ وسام يوسف داعية (اردني- إماراتي) يستعرض فيه لعب جندي إسرائيلي يلعب الكرة مع طفل فلسطيني معلقات كرة بلاستك جمعت بين لغتين، و دينين علي ارض واحد.[91]

كما هناك يوجد عدد من الدعاة العرب، و الإعلاميين يؤكدون علي فكرة التطبيع، إيمانهم بها ومنهم الإعلامي العربي فيصل القاسم – الشيخ الدكتور محمد العيش علي قناة الجزيرة – هناك أيضا كاتب سعودي وحيد الغامدي بالإضافة الي قائد شرطة دبي ضاحي خلفان .[92]

رابعا : البعد الديني و الاجتماعي في القضايا العربية الإسرائيلية:

    تعددت الأبعاد الدينة في الصراع بين العرب، وإسرائيل في كثير من الأحيان مثلت مركز حدة بين كلا الطرفين في التأثير علي حدة الصراع .

توظيف الدين في المجال الرقمي :

سعت إسرائيل من خلال صفحتها الرسمية علي وسائل التواصل الاجتماعي المذكورة مسبقا الي التأكيد علي تضامنهم، و احتوائهم بل، و إيمانهم بأهمية دورهم في دعمهم الي العرب في المناسبات المختلفة[93] مثل: الأعياد حيث من خلال الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي تنقل التهاني في جميع الاعياد- و شهر رمضان – أسبوعيا في قول ” جمعه مباركة” بل حرصه علي استشهاد آيات من القرآن الكريم، بالإضافة الي دعوتهم الي الدين الإبراهيمي وهي فكرة في ظاهرها الرحمة، ولكن في بطنها العذاب .[94]

حرص إسرائيل علي التأكيد علي العادات، و التقاليد المشتركة مع العرب :

من خلال الصفحات الرسمية التابعة لإسرائيل دائما ما تحرص علي نشر المائدة الإسرائيلية تتضمن العديد من المأكولات العربية بالإضافة الي انه طبقا للمكتب المركزي لإحصاءات لسنة ٢٠١٦ تصدر اسم محمد أعلي الأسماء في إسرائيل فتسعي إسرائيل بمختلف الطرق علي التقرب الي العرب بمختلف الطرق .[95]

تعليم اللغة العربية الي جانب اللغة العبرية :

يؤكد افخاي اذراعي الي تدعيم تواجد اللغة العربية في إسرائيل، و حرصه علي تعليم اللغة، بل اعرب من خلال صفحته الرسمية علي الفيس بوك عن حبه الي اللغة العربية، و دلل علي ذلك من خلال ذكره الي آيات من القرآن الكريم، بالإضافة الي وجود سلسلة من المنشورات الي اللغة العربية يتم توضيح أوجه التشابه فيه بينها، وبين اللغة العبرية .[96]

موضوعات أخري مختلفة :

تسعي اسرائيل الي التأكيد علي دورها، و تميزه في مختلف المجالات منها: المجال العسكري و امتلاكها الي أحدث الأسلحة، و أعداد الأفراد بالإضافة الي دعمهم، و إيمانهم بدور المراءة وانه تقف جنب الي جنب مع الرجل، ويتم تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، كما يشير إسرائيل إلي تفوقهم في مجال الطيران، وكثيرا ما يستعرض افخاي الطائرات الإسرائيلية كما تؤكد إسرائيل علي أهمية دورها، و تفوقها في مجال الطب وقد ظهر ذلك خلال جائزة كرونا في قدرتها علي إعطاء الافراد اللقاحات اللازمة للبقاء آمنين، بالإضافة الي الإشارة إلي إعطاء أسرة إسرائيلية قلب ابنهم الرضيع المتوفي الي طفل فلسطيني، و القول أن ( المعاملة من القلب الي القلب) ، بالإضافة إلي المجال الرياضي وفوز إسرائيلي بالميدالية الفضية في لعبة الجودو، و رفع العلم الإسرائيلي في عاصمة قطر الدوحة، واخذ يرفرف. [97]

إن اليوم ومن خلال الترويجات المختلفة من خلال التوظيف الرقمي لم يعد قضية الدين هي قضية الصراع الأساسي بين العرب، و الإسرائيليين، إنما يمكننا القول أن حدة هذا الصراع قد تلاشه بل لا يوجد صراع عربي إسرائيلي، وحتي صراع فلسطيني إسرائيلي حيث ظهرت كونها المنقذ لهم، و الحرية علي حسن المعيشة لهم من خلال توافر فرص العمل لهم، فيظهر المستثمرين كأنه الملجأ الوحيد لهم لإبقائهم علي قيد الحياة.[98]

خلاصة المبحث:

يمكننا ملاحظة التواجد الاسرائيلي في عدد من القضايا علي الساحة الدولية و العالمية, و الذي بدوره يعمل علي تأكيد ان اسرائيل دوله موجوده و ذات تأثير و انخطلات بالعالم, وانها لا تعيش في معزل، بل و لازالت تؤكد علي صورتها النمطية الحسنه بين دول العالم بالرغم من الاعتداءات المتلاحقة علي حقوق الانسان ( الفلسطينيين).

خاتمة الدراسة

وفي الختام توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج يمكن إجمالها فيما يلي:-

من الواضح أن مواقع التواصل الاجتماعي أداه رئيسية وفعالة في إطار عمليات التفاعل بين الجهات الرسمية في الآونة الأخيرة، لذا يمكن القول أنها أداه تقع في المرتبة الأولى بين أدوات الدبلوماسية الرقمية الحديثة لأى دولة ما.
تُعتبر الدبلوماسية الرقمية أداه غاية في الأهمية في العلاقات بين الدول في الوقت الحالي ولاسيما الدول الكبرى، لذا تحظى باهتمام كبير وواضح لدى جُل الباحثين المعاصرين، نظرًا لتأثيراتها الواضحة في مجالات عده، ناهيك عن تشكيلها لنمط جديد من التفاعلات والاشكاليات.
يمكن القول أن الدبلوماسية الرقمية أصبحت أداه مكملة للدبلوماسية العامة التقليدية ومرتبطة بها بشكل كبير، ناهيك عن إضافتها لأهداف جديدة لم تكن مطروحة من قبل وإدماج الشعوب والرأي العام كجمهور مُستهدف لهذا التأثير، وتغير الصورة الذهنية عن الدولة من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثلما فعلت إسرائيل الحالة محل الدراسة والتي تُعتبر مثال واضح وصريح على تطبيق الدبلوماسية الرقمية وأدواتها بشكل كبير.
هناك حاله من الجدل واضحه حول دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية ما بين مؤيدين ومعارضين وأخرين محايدين، وكلٍ منهم لديه ما يبرر جدليته مثلما أوضحت الدراسة فيما سبق، ومن ثم لا يوجد اتفاق حولها وهذا الأمر طبيعي لأن الجدل والاختلاف سمة أساسية من سمات العلوم الاجتماعية.
رصدت الدراسة تأثيرها الواضح على الساحة العالمية من خلال المقارنة بين الدول التي تمتلك أدوات تكنولوجية متقدمة والدول التي تمتلك قدرٍ منها والدول عديمة الامتلاك، واتضح أن هناك اختلاف في التأثير نتيجة لاختلاف قدرات كلٍ منهم، ولكن هناك اتفاق حول تأثيرها الواضح على الساحة العالمية وعلى العلاقات الدولية ككل.
توصلت الدراسة أيضًا إلى وجود مجموعة من العوامل المؤثرة على السياسة الخارجية الاسرائيلية وبالتالي تؤثر على كيفية ونطاق استخدامها للدبلوماسية الرقمية في سياستها الخارجية في إطار تحقيق أهدافها المذكورة في الدراسة، وتباينت هذه المحددات ما بين محددات داخلية وأخرى خارجية.
الدبلوماسية الرقمية اداة اساسية من ادوات السياسة الخارجية الإسرائيلية حيث تستخدم الدبلوماسية كأحد ادوات القوة الناعمة تجاه المنطقة العربية, وتعتبر الدبلوماسية الرقمية ايضا اداة استراتيجية فعالة في تحقيق اهداف السياسة الخارجية, بل تستخدم كغطاء علي قواتها العسكرية.
توصلت الدراسة الي ان الدبلوماسية الرقمية لا تتعلق بجانب واحد, انما اتسمت بانها متنوعه بل تتعلق بعدد من المجالات, و الحقول العلمية المتنوعة منها ما هو سياسي- و اقتصادي- و اجتماعي – ثقافي .
يمكنا ملاحظة حرص السياسات الخارجية الإسرائيلية علي استخدام ثقافة الصورة من خلال الكاريكاتير – و المنشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي من اجل التواصل مع الشعوب العربية, و ذلك نظرا الي ان ثقافة الصورة اسهل في الاستجابة, و التفاعل مع الاخرين.
تري الدراسة ان القضية الفلسطينية لم تعد محور اهتمام الي الدول العربية, بل لم يعد الصراع العربي الاسرائيلي قائم بين الفلسطينيين و الإسرائيليين حيث تعمل القوات الإسرائيلية علي توفير فرص عمل الي الفلسطينيين, و تظهر بمظهر المدافع عن حقوق المستضعفين داخل الاراضي الفلسطينية, اما الدول العربية فهي تسعي الي اقامة علاقات مع اسرائيل ( تطبيع) .
يمكن ملاحظة ان اسرائيل تسعي جاهدة الي التواجد في المنطقة بحيث يصبح تواجدها امر طبيعي معترف به, من خلال التأكيد علي انها كيان ذات ابعاد ثقافية و اجتماعية و علمية و تكنولوجية, بل انها كيان له مكانته و ثقله في الاقليم.
واخيرا يمكنا الاشارة الي ان الدراسة توصلت الي ان اسرائيل لم تعد خطر ككيان استعماري فحسب, بل اصبحت خطر ثقافي يهدد المنطقة العربية بأكملها, بل يخلق تاريخ له ككيان موجود فعليا, تتأثر الدول بها في مختلف المجالات.
قائمة المراجع

أولًا: قائمة المراجع باللغة العربية

أولاً: الكتب

محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، الطبعة الثانية،(القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1998).
محمد سرحان على المحمودي، مناهج البحث العلمي، الطبعة الثالثة،(صنعاء: دار الكتب،2019)، متاح علىhttps://bit.ly/2QJY82X،7/12/2022
مروان عبد المجيد إبراهيم، أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية، الطبعة الأولى،(عمان: مؤسسة الوراق،2000)، متاح علىhttps://bit.ly/3ufxEE5، 7/12/2022
نضال محسن الشرافي، الفضاء الإلكتروني والدبلوماسية ساحة الصراع الجديدة في القضية الفلسطينية، الطبعة الأولى، (برلين، المركز الديموقراطي العربي، 2021)، متاح على https://bit.ly/3UDoLS0، 9/12/2022
ثانيًا: الدوريات

أحمد علي عريقات، محمد زيدان الخرابشة، التأطير الإعلامي للدعاية الإسرائيلية على الفيس بوك دراسة تحليلية لصفحة المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد14، العدد2، 2021
أريج جمال محمد، توجهات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه القارة الإفريقية” النموذج الأثيوبي”، المركز الديموقراطي العربي، يوليو 2016، متاح على https://democraticac.de/?p=34797، 16/2/2023
خلود عبدالله، دعاء فتحي سالم، الاستراتيجيات الاتصالية للدبلوماسية الرقمية السعودية عبر موقع تويتر: دراسة في إطار ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، مجلة جامعة الملك عبدالعزيز: الأداب والعلوم الانسانية، م29، ع8، 2021.
صباح عبد الصبور، الدبلوماسية الرقمية كاداه في السياسة الخارجية: الدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية نموذجًا، أركان للدراسات والأبحاث والنشر.
لبنى جصاص، دور الدبلوماسية الرقمية في تحرير الشعوب: دراسة في الحالتين الفلسطينية والصحراء الغربية، المجلة الجزائرية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، مجلد3، عدد2، ديسمبر2019، متاح على https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/579/3/2/148101، 9/12/2022
معاذ العمودي، الدبلوماسية الرقمية و تأثيرها في السياسة الخارجية دراسة مقارنة بين فلسطين و الاحتلال الإسرائيلي، مجلة رؤية تركي دراسات وابحاث، نوفمبر 2018، https://2u.pw/uzxSOg، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.
وليد خلف الله، الدبلوماسية الرقمية في المواقع الإلكترونية الرسمية لوزاريتي الخارجية المصرية والأمريكي ودورها في تقدمي صورة الدولة، المجلة العلمية للبحوث العلاقات العامة و الإعلان، 2017، https://2u.pw/hZ2ETS، 19/2/2023.
ياسمين السيد أحمد، أثر المتغيرات الإقليمية على السياسة الخارجية الإسرائيلية”2011-2016″، المركز الديموقراطي العربي، 2016، متاح على https://democraticac.de/?p=34868،18-2-2023
ثالثًا: الرسائل

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الدبلوماسية العامة, سليمان صالح, فبراير 2014, https://cutt.us/b8o8d , ديسمبر 2022.
استراتيجية القوه الناعمة في تنفيذ اهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية, اياد خلف, جامعه الشرق الاوسط, يناير 2017, , https://cutt.us/7JmY0 ديسمبر2022.
أية محمود عبدالفتاح عنان، الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية دراسة في الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ عام 2015م، رسالة دكتوراه، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، 2022، متاح على https://drive.google.com/file/d/17v4EDR- 4E3h9ECqklHwIWve9kQYsXYZV/view،9/12/2022
بيسان سمير محمد، الدبلوماسية الرقمية ودورها في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني(2015-2019)، رسالة ماجستير، جامعة الأقصى، 2021، متاح على https://scholar.alaqsa.edu.ps/7123/، 9/12/2022
جيل برعام، تأثير تطور تكنولوجيا الحرب السيبرانية على بناء القوة في إسرائيل، مؤسسة الدراسات الفلسطينية؛ آلاء فوزي السيد، الاستراتيجيات الاتصالية للدبلوماسية العامة الإسرائيلية عبر الانترنت، رسالة ماجستير، كلية الإعلام جامعة القاهرة، 2015
حمد سليمان، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في تنفيذ السياسة الخارجية المغربية، ACADEMIA ، ٢٠١٩، https://2u.pw/hxCFvI، ١٩/٢/٢٠٢٣.
خالد بن إبراهيم، الدبلوماسية العامة الرقمية و السياسات الخارجية، الشرق الأوسط، 29نوفمبر 2013، https://2u.pw/to54p8 ، ١٩/٢/٢٠٢٣.
الدبلوماسية الرقمية و بناء الصورة الذهنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: دراسة لبعض التجارب العالمية, عائشة بوعشيبة, المجلة الجزائرية للعلوم الإنسانية و الاجتماعية, ديسمبر 2019, https://cutt.us/ph6LJ , ديسمبر 2022.
طاقم تايمز، الفلسطينيون ينظمون مسيرات في جميع أنحاء الضفة الغربية و غزة في إظهار دعم حاشد ” عرين الأسود”، THE TIME OF ISRAEL ، 23 فبراير 2022، https://2u.pw/rbTCZp ، ٢٥ فبراير 2023.
طلال راشد سالم، التواصل الدبلوماسي في دولة الإمارات العربية المتحدة أمام تحدي ثورة المعلومات، رسالة دكتوراه، جامعة أبوظبي، 2019-2020
مدحت ماهر الليثي، تحولات وضعية إسرائيل في المنطقة العربية بين السياسة و صناعه الصورة، مركز الحضارة للدراسات و البحوث، يناير ، https://2u.pw/RVWkwh، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.
هاني رمضان، الابراهيمية بين التعايش و السيطرة، مركز دراسات الوحدة العربية، ٢٠٢٠، https://cutt.us/bpFUP، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.
وائل عبد العال، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية، سلسلة أبحاث و سياسات الإعلام- مركز تطور الإعلام- جامعه بيرزيت، 2018، ص 4 .
وناب، الدبلوماسية الرقمية بين الوعود و التحديات، المنظومة، 2020، https://2u.pw/ij8uzu، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.
رابعا: المواقع الإلكترونية

الامن السيبراني – القيود و التحكم في القانون الدولي, عبد الوهاب كريم, Research Gat, سبتمبر 2021, https://cutt.us/C3t58 , ديسمبر 2022زقانون الدولي, عبد الوهاب كريم, قثسثقمان صالح, و الاجتماعيه, ديسمبر 2019
انظر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، متاح على https://www.gov.il/ar/departments/ministry_of_foreign_affairs/govil-landing-page، 9/12/2022
باحث ومترجم عن العبرية، التقرير السنوي الاستراتيجي لإسرائيل، شؤون فلسطينية، العدد256، متاح على https://bit.ly/3HnuAQA9/12/2022
تأثير التكنولوجيا الرقمية، أنظرhttps://www.un.org/ar/un75/impact-digital-technologies، 17/2/2023
حمدي سليماني، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في تنفيذ السياسة الخارجية المغربية، أكاديميا، متاح على https://bit.ly/3iRruKc،9/12/2022
عائشة بوعشيبة، خيرة ويفي، الدبلوماسية الرقمية وبناء الصورة الذهنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: دراسة لبعض التجارب العالمية، المجلة الجزائرية للعلوم الانسانية والاجتماعية، المجلد3، العدد2، ديسمبر 2019، متاح على https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/579/3/2/148098، 9/12/2022
متاح علي الرابط https://2u.pw/ADr6xi
متاح علي الرابط https://2u.pw/HbEO64
متاح علي الرابط https://2u.pw/IqmHdv
متاح علي الرابط https://2u.pw/I7fmJ5
متاح علي الرابط https://2u.pw/o7tv4r
متاح علي الرابط https://2u.pw/opip94
متاح علي الرابط https://2u.pw/VZiquX – متاح علي الرابط https://2u.pw/x2Ag4d
محمد كريم، أثر الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، أغسطس2021، متاح على https://bit.ly/3k3l4ZD، 17/2/2023
ميلود حمزاوي، الدبلوماسية الرقمية واستخداماتها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ريسيرش جات، مارس2021، متاح على https://www.researchgate.net/publication/349718449_aldblwmasyt_alrqmyt_wtwzyfatha_nd_alryys_alamryky_dwnald_tramb_Digital_Diplomacy_and_Its_Uses_by_US_President_Donald_Trump، 9/12/2022
يحي ياسين, سعود الحروب السيبرانية في ضوء قواعد القانون الدولي الانساني, المجلة القانونية, يناير 2017, https://cutt.us/AoCdX , ديسمبر2022.
ثانيًا: قائمة المراجع باللغة الأجنبية

First: periodicals and studies

11.Ruth Eglash, With no formal ties, Israel is using digital diplomacy tobreach out to the Arab, WORID MIDDLE EAST, Dec 21,2019, https://2u.pw/NBpP1a, February 25,2023.

Gazan Workers in Israel: Implications for Employment Regulations, Haggay Etkes and Wifag Adnan, JOSTOR, Aug. 9,2022, https://www.jstor.org/stable/resrep42585#metadata_info_tab_contents , Nov. 2,2023.
Aziz,Mohamed employing digital diplomacy in foreign policy, Israel as a model, research gate, may2021, available at https://www.researchgate.net/publication/351287851, 9/12/2022
bjola, corneliu the’ dark side’ of digital diplomacy: countering disinformation and propaganda, real institute, jan2019
Hayden, C. (2012). Social Media at State: Power, Practice, and Conceptual Limits for U.S. Public Diplomacy. Global Media JournalAmerican Edition, 11(21), 1-20
Hayden, C. (2012). Social Media at State: Power, Practice, and Conceptual Limits for U.S. Public Diplomacy. Global Media JournalAmerican Edition, 11(21), 1-20
manor, ilan digital diplomacy in 2016: summary of Israel ‘s first digital diplomacy conference, academia, march2017, available at https://www.academia.edu/32478625/Digital_Diplomacy_in_2016_Summary_of_Israels_First_Digital_Diplomacy_Conference?from=cover_page, 9/12/2022.
others, Izzelddin Khalid and utilizing digital diplomacy in the Israel discourse to influence Arab public opinion during the Israel aggression on gaza2021, Baltic journals of law, volume15, number1, 2022, available at https://versita.com/menuscript/index.php/Versita/article/view/393/515, 9/12/2022
D. Waters, R. R. Canfield, J. M. Foster and E. E. Hardy, (2011), “Applying the dialogic theory to social networking sites: Examining how university health centers convey health messages on Facebook”, Journal of Social Marketing, vol. 1, Issue 3, pp.211-227
relations”, Public Relations Review, vol. 28, pp.21–37
Yuva Rotem, why digital diplomacy matter, THE JERUUSALEM POST, 2018, https://2u.pw/bFoXRj, 25,2,2023
Yuva Rotem, why digital diplomacy matter, THE JERUUSALEM POST, 2018, https://2u.pw/bFoXRj, 25,2,2023
zellagui, habiba soft cultural infiltration.. What role for Israel digital diplomacy, legal and political research, vol6,n1, june2021
Second: websites

Foreign policy in an era of digital diplomacy, Olubukola S. Adesina, Research Gat, March 2017, https://cutt.us/B7rxj , December2022
France Diplomacy. MINESTER DE L EUROPE ET DESAFFAIRES ETRNGERES, September 18-2019, https://cutt.us/LwO82 , December 26-2022.
France Diplomacy. MINESTER DE L EUROPE ET DESAFFAIRES ETRNGERES, September 18-2019, https://cutt.us/LwO82 , December 26-2022.
IIan Monor, Wikileaks revisited, Retived from https://digdipblog.com/2015/11/09/wikileaks-revisited/
Public Diplomacy 2.0 and the Social Media, Petros Iosifidis, Research Gat, January 2016, https://cutt.us/csnrt , December2022.
Shaping Public Diplomacy through Social Media Networks in the 21st Century, Valentin Costa, February 2017, https://cutt.us/vpCXa , December2022
Social media and public diplomacy: A comparative analysis of the digital diplomatic strategies of the EU, Us and Japan in China, Corneliu Bjola, Research Gat, January 2015, https://cutt.us/mnh7m , December2022.
The digital diplomacy potential, Kamen Lozev and Art Murray, KM World, may 2013, https://cutt.us/krSSj , December 2022.
The Globalization of Technology and its Implications for Developing Countries: Windows of Opportunity or Further Burden?, Daniele Archibugi, Research Gat, November 2003, https://cutt.us/mIe9I , December2022.
The role of technological development in the emergence of soft power relationships, Ali Madouni, Research Gat, June 2021, https://cutt.us/Zt36z ,
[1] عائشة بوعشيبة، خيرة ويفي، الدبلوماسية الرقمية وبناء الصورة الذهنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: دراسة لبعض التجارب العالمية، المجلة الجزائرية للعلوم الانسانية والاجتماعية، المجلد3، العدد2، ديسمبر 2019، متاح على https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/579/3/2/148098، 9/12/2022

[2] أية محمود عبدالفتاح عنان، الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية دراسة في الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ عام 2015م، رسالة دكتوراه، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، 2022، متاح على https://drive.google.com/file/d/17v4EDR-4E3h9ECqklHwIWve9kQYsXYZV/view،9/12/2022

[3] انظر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، متاح على https://www.gov.il/ar/departments/ministry_of_foreign_affairs/govil-landing-page، 9/12/2022

[4] باحث ومترجم عن العبرية، التقرير السنوي الاستراتيجي لإسرائيل، شؤون فلسطينية، العدد256، متاح على https://bit.ly/3HnuAQA9/12/2022

[5] Public Diplomacy 2.0 and the Social Media, Petros Iosifidis, Research Gat, January 2016, https://cutt.us/csnrt , December2022. Social media and public diplomacy: A comparative analysis of the digital diplomatic strategies of the EU, Us and Japan in China, Corneliu Bjola, Research Gat, January 2015, https://cutt.us/mnh7m , December2022.

[6] Shaping Public Diplomacy through Social Media Networks in the 21st Century, Valentin Costa, February 2017, https://cutt.us/vpCXa , December2022. [6] The digital diplomacy potential, Kamen Lozev and Art Murray, KM World, may 2013, https://cutt.us/krSSj , December 2022.

[7] Foreign policy in an era of digital diplomacy, Olubukola S. Adesina, Research Gat, March 2017, https://cutt.us/B7rxj , December2022.

مستقبل الممارسة الدبلوماسية في ظل العصر الرقمي، طيايبة ساعد، جامعة محمد بوضياف – املسيلة، يناير 2020، https://cutt.us/TemWD ، ديسمبر ٢٠٢٢.

[8] The role of technological development in the emergence of soft power relationships, Ali Madouni, Research Gat, June 2021, https://cutt.us/Zt36z , December2022. لنشكل مستقبلنا معا، الأمم المتحدة UN75ا، 2020، https://cutt.us/QGLgx ، ديسمبر ٢٠٢٢.

[9] The Globalisation of Technology and its Implications for Developing Countries: Windows of Opportunity or Further Burden?, Daniele Archibugi, Research Gat, November 2003, https://cutt.us/mIe9I , December2022.

[10] بيسان سمير محمد، الدبلوماسية الرقمية ودورها في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني(2015-2019)، رسالة ماجستير، جامعة الأقصى، 2021، متاح على https://scholar.alaqsa.edu.ps/7123/، 9/12/2022؛ ميلود حمزاوي، الدبلوماسية الرقمية واستخداماتها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ريسيرش جات، مارس2021، متاح على https://www.researchgate.net/publication/349718449_aldblwmasyt_alrqmyt_wtwzyfatha_nd_alryys_alamryky_dwnald_tramb_Digital_Diplomacy_and_Its_Uses_by_US_President_Donald_Trump، 9/12/2022؛ خلود عبدالله، دعاء فتحي سالم، الاستراتيجيات الاتصالية للدبلوماسية الرقمية السعودية عبر موقع تويتر: دراسة في إطار ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، مجلة جامعة الملك عبدالعزيز: الأداب والعلوم الانسانية، م29، ع8، 2021.

[11] لبنى جصاص، دور الدبلوماسية الرقمية في تحرير الشعوب: دراسة في الحالتين الفلسطينية والصحراء الغربية، المجلة الجزائرية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، مجلد3، عدد2، ديسمبر2019، متاح على https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/579/3/2/148101، 9/12/2022؛ نضال محسن الشرافي، الفضاء الإلكتروني والدبلوماسية ساحة الصراع الجديدة في القضية الفلسطينية، الطبعة الأولى، (برلين، المركز الديموقراطي العربي، 2021)، متاح على https://bit.ly/3UDoLS0، 9/12/2022

[12] طلال راشد سالم، التواصل الدبلوماسي في دولة الإمارات العربية المتحدة أمام تحدي ثورة المعلومات، رسالة دكتوراه، جامعة أبوظبي، 2019-2020؛ حمدي سليماني، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في تنفيذ السياسة الخارجية المغربية، أكاديميا، متاح على https://bit.ly/3iRruKc،9/12/2022

[13] جيل برعام، تأثير تطور تكنولوجيا الحرب السيبرانية على بناء القوة في إسرائيل، مؤسسة الدراسات الفلسطينية؛ آلاء فوزي السيد، الاستراتيجيات الاتصالية للدبلوماسية العامة الإسرائيلية عبر الانترنت، رسالة ماجستير، كلية الإعلام جامعة القاهرة، 2015؛ أحمد علي عريقات، محمد زيدان الخرابشة، التأطير الإعلامي للدعاية الإسرائيلية على الفيس بوك دراسة تحليلية لصفحة المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد14، العدد2، 2021

[14] Mohamed Aziz, employing digital diplomacy in foreign policy, Israel as a model, research gate, may2021, available at https://www.researchgate.net/publication/351287851, 9/12/2022; corneliu bjola, the’ dark side’ of digital diplomacy: countering disinformation and propaganda, real institute, jan2019; habiba zellagui, soft cultural infiltration.. What role for Israel digital diplomacy, legal and political research, vol6,n1, june2021.

[15] Izzelddin Khalid and others, utilizing digital diplomacy in the Israel discourse to influence Arab public opinion during the Israel aggression on gaza2021, Baltic journals of law, volume15, number1, 2022, available at https://versita.com/menuscript/index.php/Versita/article/view/393/515, 9/12/2022; ilan manor, digital diplomacy in 2016: summary of Israel ‘s first digital diplomacy conference, academia, march2017, available at https://www.academia.edu/32478625/Digital_Diplomacy_in_2016_Summary_of_Israels_First_Digital_Diplomacy_Conference?from=cover_page, 9/12/2022.

[16] استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الدبلوماسية العامة, سليمان صالح, فبراير 2014, https://cutt.us/b8o8d , ديسمبر 2022.

[17] الدبلوماسية الرقمية و بناء الصورة الذهنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: دراسة لبعض التجارب العالمية, عائشة بوعشيبة, المجلة الجزائرية للعلوم الإنسانية و الاجتماعية, ديسمبر 2019, https://cutt.us/ph6LJ , ديسمبر 2022.

[18] France Diplomacy. MINESTER DE L EUROPE ET DESAFFAIRES ETRNGERES, September 18-2019, https://cutt.us/LwO82 , December 26-2022.

[19] الامن السيبراني – القيود و التحكم في القانون الدولي, عبد الوهاب كريم, Research Gat, سبتمبر 2021, https://cutt.us/C3t58 , ديسمبر 2022زقانون الدولي, عبد الوهاب كريم, قثسثقمان صالح, و الاجتماعيه, ديسمبر 2019

[20] الحروب السيبرانية في ضوء قواعد القانون الدولي الانساني, يحي ياسين سعود, المجلة القانونية, يناير 2017, https://cutt.us/AoCdX , ديسمبر2022.

[21] الامن السيبراني, فارس قره, الموسوعة السياسية, اغسطس 2019, https://cutt.us/VY7er , ديسمبر 2022.

[22] استراتيجية القوه الناعمة في تنفيذ اهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية, اياد خلف, جامعه الشرق الاوسط, يناير 2017, , https://cutt.us/7JmY0 ديسمبر2022.

[23] مرجع سبق ذكره .

[24] المرجع نفسه.

[25] زينب فريح، تغير السياسة الخارجية مسح لأهم المقاربات النظرية، ريسيرش جات، مجلد11،عدد1، 2019؛ محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، الطبعة الثانية،(القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1998).

[26] أية محمود عبدالفتاح عنان، مرجع سبق ذكره، ص،ص135،141.

[27] أريج جمال محمد، توجهات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه القارة الإفريقية” النموذج الأثيوبي”، المركز الديموقراطي العربي، يوليو 2016، متاح على https://democraticac.de/?p=34797، 16/2/2023

[28] مروان عبد المجيد إبراهيم، أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية،الطبعة الأولى،(عمان: مؤسسة الوراق،2000)ص،ص133:136،متاح علىhttps://bit.ly/3ufxEE5، 7/12/2022

[29] محمد سرحان على المحمودى،مناهج البحث العلمى،الطبعة الثالثة،(صنعاء: دار الكتب،2019)ص،ص56:59،متاح علىhttps://bit.ly/2QJY82X،7/12/2022

[30] المرجع السابق

[31] صباح عبد الصبور، الدبلوماسية الرقمية كاداه في السياسة الخارجية: الدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية نموذجًا، أركان للدراسات والأبحاث والنشر.

[32] المرجع السابق

[33] المرجع نفسه.

[34] المرجع نفسه.

[35] المرجع نفسه.

[36] المرجع نفسه.

[37] المرجع نفسه.

[38] المرجع نفسه.

[39] أية محمود عبدالفتاح عنان، مرجع سبق ذكره،ص57.

[40] وليد خلف الله، الدبلوماسية الرقمية في المواقع الإلكترونية الرسمية لوزاريتي الخارجية المصرية والأمريكي ودورها في تقدمي صورة الدولة، المجلة العلمية للبحوث العلاقات العامة و الإعلان، 2017، https://2u.pw/hZ2ETS، 19/2/2023.

[41] M. L. Kent and M. Taylor, (2002) “Toward a dialogic theory of public

relations”, Public Relations Review, vol. 28, pp.21–37

[42] حمد سليمان، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في تنفيذ السياسة الخارجية المغربية، ACADEMIA ، ٢٠١٩، https://2u.pw/hxCFvI، ١٩/٢/٢٠٢٣.

[43] وائل عبد العال، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية، سلسلة أبحاث و سياسات الإعلام- مركز تطور الإعلام- جامعه بيرزيت، 2018، ص 4 .

[44] المرجع السابق.

[45] المرجع نفسة.

[46] خالد بن إبراهيم، الدبلوماسية العامة الرقمية و السياسات الخارجية، الشرق الأوسط، 29نوفمبر 2013، https://2u.pw/to54p8 ، ١٩/٢/٢٠٢٣.

[47] المرجع السابق.

[48] المرجع نفسة.

Hayden, C. (2012). Social Media at State: Power, Practice, and Conceptual Limits for U.S. Public Diplomacy. Global Media JournalAmerican Edition, 11(21), 1-20.[49]

[50] IIan Monor, Wikileaks revisited, Retived from https://digdipblog.com/2015/11/09/wikileaks-revisited/

[51] R. D. Waters, R. R. Canfield, J. M. Foster and E. E. Hardy, (2011), “Applying the dialogic theory to social networking sites: Examining how university health centers convey health messages on Facebook”, Journal of Social Marketing, vol. 1, Issue 3, pp.211-227

[52] المرجع السابق.

[53] المرجع نفسة.

[54] المرحع السابق.

[55] تأثير التكنولوجيا الرقمية، أنظرhttps://www.un.org/ar/un75/impact-digital-technologies، 17/2/2023

[56] محمد كريم، أثر الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، أغسطس2021، متاح على https://bit.ly/3k3l4ZD، 17/2/2023

[57] أية محمود عبدالفتاح عنان، مرجع سبق ذكره.

[58] المرجع السابق.

[59] المرجع نفسه.

[60] المرجع نفسه.

[61] ياسمين السيد أحمد، أثر المتغيرات الإقليمية على السياسة الخارجية الإسرائيلية”2011-2016″، المركز الديموقراطي العربي، 2016، متاح على https://democraticac.de/?p=34868،18-2-2023

[62] المرجع السابق.

[63] المرجع نفسه.

[64] المرجع نفسه.

[65] المرجع نفسه.

[66] المرجع نفسه.

[67] المرجع نفسه.

[68] المرجع نفسه.

[69] المرجع نفسه.

[70] يسان سمير محمد، الدبلوماسية الرقمية ودورها في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني(2015-2019)، رسالة ماجستير، جامعة الأقصى، 2021، متاح على https://scholar.alaqsa.edu./7123/،25/2/20232. – متاح علي الرابط https://2u.pw/ZzxR2r

[71] المرجع السابق.

[72] وناب، الدبلوماسية الرقمية بين الوعود و التحديات، المنظومة، 2020، https://2u.pw/ij8uzu، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[73] متاح علي الرابط https://2u.pw/ADr6xi

[74] متاح علي الرابط https://2u.pw/HbEO64

[75] معاذ العمودي، الدبلوماسية الرقمية و تأثيرها في السياسة الخارجية دراسة مقارنة بين فلسطين و الاحتلال الإسرائيلي، مجلة رؤية تركي دراسات وابحاث، نوفمبر 2018، https://2u.pw/uzxSOg، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[76] المرجع السابق.

[77] متاح علي الرابط https://2u.pw/ampPmJ

[78]Yuva Rotem, why digital diplomacy matter, THE JERUUSALEM POST, 2018, https://2u.pw/bFoXRj, 25,2,2023 –

[79] Yuva Rotem, why digital diplomacy matter, THE JERUUSALEM POST, 2018, https://2u.pw/bFoXRj, 25,2,2023

[80] متاح علي الرابط https://2u.pw/IqmHdv

[81] I Did.

[82] متاح علي الرابط https://2u.pw/O7E3xa

[83] أيه محمود، الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية دراسة في الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ عام ٢٠١٥، مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ٢٠٢٢، https://2u.pw/RVWkwh، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[84] متاح علي الرابط https://2u.pw/opip94

[85] المرجع السابق.

[86] متاح علي الرابط https://2u.pw/I7fmJ5

[87] Ruth Eglash, With no formal ties, Israel is using digital diplomacy tobreach out to the Arab, WORID MIDDLE EAST, Dec 21,2019, https://2u.pw/NBpP1a, February 25,2023.

[88] مدحت ماهر الليثي، تحولات وضعية إسرائيل في المنطقة العربية بين السياسة و صناعه الصورة، مركز الحضارة للدراسات و البحوث، يناير ، https://2u.pw/RVWkwh، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[89] متاح علي الرابط https://2u.pw/VZiquX – متاح علي الرابط https://2u.pw/x2Ag4d

[90] المرجع السابق.

[91] طاقم تايمز، الفلسطينيون ينظمون مسيرات في جميع أنحاء الضفة الغربية و غزة في إظهار دعم حاشد ” عرين الأسود”، THE TIME OF ISRAEL ، 23 فبراير 2022، https://2u.pw/rbTCZp ، ٢٥ فبراير 2023.

[92] المرجع السابق.

[93] متاح علي الرابط https://2u.pw/o7tv4r

[94] هاني رمضان، الابراهيمية بين التعايش و السيطرة، مركز دراسات الوحدة العربية، ٢٠٢٠، https://cutt.us/bpFUP، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[95] المرجع السابق.

[96] مدحت ماهر الليثي، تحولات وضعية إسرائيل في المنطقة العربية بين السياسة و صناعه الصورة، مركز الحضارة للدراسات و البحوث، يناير ، https://2u.pw/RVWkwh، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣.

[97] Gazan Workers in Israel: Implications for Employment Regulations, Haggay Etkes and Wifag Adnan, JOSTOR, Aug. 9,2022, https://www.jstor.org/stable/resrep42585#metadata_info_tab_contents , Nov. 2,2023

[98]ibid.

المركز الديمقراطي العربي

اساسي