ألقى ملف التنقيب عن النفط والغاز بثقله على الساحة اللبنانية والإقليمية، لا سيما وأن العالم في حالة ترقب شديدة إلى ما يمكن أن تتجه إليه الأمور في الفترة المقبلة، خاصة وأن الاحتمالات كافة واردة الحصول، مع اختلاف نسبة حصولها.
وأمام هذا الواقع، تتجه أنظار اللبنانيين اليوم بحذر إلى الاحتمال الأخطر، وهو إمكانية نشوب حرب أو أعمال عسكرية في حال تغابى العدو الإسرائيلي مجددًا وأقدم على البدء باستخراج النفط من كاريش. هنا لن تنتظر المقاومة إذنًا من أحد والرّد سيكون جاهزًا وموجعًا.
وعلى مقلب آخر فإن للأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة الداخلية اللبنانية تأثيرها المباشر على الملفات الأخرى كافة في البلاد، وقد كان آخرها ملف رئاسة الجمهورية مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الحالي العماد ميشال عون، والاحتمالات التي من الممكن حدوثها إن كان لناحية الفراغ الرئاسي أو التوصل لانتخاب رئيس توافقي. ومن جهة أخرى فإن لملف تشكيل حكومة جديدة وقعه أيضًا على مجريات الأحداث في البلاد، لا سيما وأن ثمة جهودًا ومبادرات مبذولة من قبل قوى سياسية وطنية تسعى بكل جدية إلى إنجاز ملفي رئاستي الجمهورية والحكومة.
بين تهديدات الخارج، وضياع وفساد الداخل، يتأرجح اللبناني، بعد أن فقد الأمل بما تبقى من بلد، وأصبح يسعى للهروب خارجًا بأي فرصة تتاح له.ولكن ثمة أمر مشترك آخر من غير المسموح لنا التغافل عنه، لا بل وجب علينا التذكير به عند كل موقف وفرصة، ثمة في هذا البلد من يسهر على ثروات أرضه ومياهه، ويقف في وجه عدو متربص وطامع بها، وهذا المدافع الأمين الحارس، هو نفسه من يجاهد لحفظ ما تبقى من بلد والمضي به إلى بر العدالة والمساواة التي طالما تمنى هذا الشعب العيش فيها والحصول عليها.