يبدو أن ما سمعناه خلال الأسابيع الماضية من جرعات تفاؤل مفرط عمد الجانب الأميركي على الترويج له لا يعدو كونه ذرًّا للرماد في العيون.
المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني حول موضوع الترسيم يبدو أنها تسير وفق جدول أعمال الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين ومزاجه الشخصي.
لا شك أن لبنان جدّي وصادق في مسعى الدولة بمؤسساتها المعنية للوصول الى خواتيم سعيدة، كما أن المقاومة تلعب الدور الأبرز في إجبار العدو على الخضوع لمطالب لبنان المحقة. لكن الوسيط “غير النزيه” يراوغ حتى الرمق الأخير.
مؤشرات عدة برزت بين الأمس واليوم تشير الى صعوبة إبرام الاتفاق الذي كان يروج له الجانب الاميركي خلال الأسابيع المقبلة، ما يرفع منسوب التوتر لدى كيان العدو والتأهب لدى الجانب اللبناني حيال امكانية أن نشهد احتكاكاً عسكرياً خلال الاسابيع المقبلة يعيد تذكير الجانب الاميركي والاسرائيلي بجدية المقاومة باتخاذها اي إجراء من شأنه ضمان عدم التفريط في حقوق لبنان النفطية.
أيلول، المفصلي على أكثر من صعيد داخليًّا وخارجيًّا، يبدو أنه سيحمل معه معالم المرحلة المقبلة، لكنها حتمًا لن تكون إلا بما يضمن حقوق لبنان والمساهمة في كشف السواد الحالك الذي يغطيه منذ سنوات الى اليوم.