يومًا بعد يوم يتحول لبنان إلى قوة إقليمية عظمى. قد لا يعجب هذا الرأي بعض الناس، وقد يُدهش بعضهم، وقد يثير سخرية آخرين، لكن أن يتحدى لبنان، بشخص قائد صادق فيه مثل السيد حسن نصر الله، العدو الصهيوني ومَن خلفه ومَن معه، بمثل ما هددهم به يوم أمس، في حديثه عن حق لبنان في موارده الطبيعية، وأن لا أحد يمكن له الحصول على ما يدعيه من حق إن لم يحصل لبنان على حقه في غازه وعلى القدرة على استخراجه، فهذا مما لم يقع من قبل، ولا يتوقّع وقوعه في لبنان، البلد الذي يرهن مسؤولوه أنفسهم للخارج، سياسيَّا أو ماليًّا فلا يجرؤ أحد منهم على رفع رأسه في محضر موظفِ سفارة أجنبية في لبنان، ولا يجرؤ أحد منهم على فتح فمه بكلمة، وإلا فسوط العقوبات والحرمان من البركات سيقع على ظهره وظهره سلالته.
لقد صنع حزب الله ورجاله قوة لبنانية في المنطقة لم يكن يحلم بها أي سياسي لبناني مخلص للبنانه، وما أقل المخلصين، وأكد قائد هذا الحزب وطنيته الصادقة، فاضحًا كل مدعي الوطنية الآخرين، أصحاب الوجوه والألسنة المتلونة، المتلعثمة أمام السفيرة الأميركية، فلا يجدون مخرجًا لهم سوى الشكوى من حزب الله ومن خروجه المزعوم على ما يسمونه الإجماع اللبناني.
وبعد، إلى أين نحن ذاهبون بعد كلام السيد نصر الله التصعيدي يوم أمس؟ بالتأكيد نحن ذاهبون إلى ما فيه خير لبناننا، وخيرنا، لأننا أصحاب الحق في برنا وبحرنا وما فيهما من موارد، ولأن في لبنان سيدًا مثل السيد نصر الله، لا تأخذه في الحق لومة لائم ولا هجومُ لئيم.