محزنٌ جدًّا ما رأيناه، ومؤلم لقلب كل لبناني حر شريف من أي طائفة كان، وأي منطقة لبنانية كانت.
مؤلم مشهد هذه العمائم في بيت رئيس ميليشيا كان ولم يزل يضمر كل الشرّ والإجرام للّبنانيين كلهم، وقد عرفوه وخبروه وتأذوا منه منذ عشرات السنين وما زالوا وصولًا إلى مجزرة الطيونة، التي ما زال جعجع يرفض الحضور إلى القضاء للتحقيق معه بشأنها.
مؤلم أن أصحاب هذه العمائم، ولا نذكر غيرهم من حضور الإفطار الرمضاني لأن لا أمل منهم يرجى بعد، لم يشاهدوا في وجه سمير جعجع وجهَ المجرم القاتل، الذي لو لم يقتل سوى رئيس الحكومة اللبناني الراحل الشهيد رشيد كرامي لكان يكفي كي لا يشارك هؤلاء في تجرع وتناول دم وجسد هذا الشهيد على تلك المائدة الخبيثة.
محزنٌ ومؤلم جدًّا أن تكون هذه نهاية بعض مشايخ أهل السنّة، السنّة السبّاقين في العروبة والمقاومة، وبالمناسبة، هل من سمع ولو كلمة استنكار ممن حضروا إفطار سمير جعجع لما يجري في فلسطين والقدس؟
محزنٌ ومؤلمٌ أن ينقاد هؤلاء للمملكة السعودية في تأمير جعجع عليهم، كأن الطائفية السنية الكريمة في لبنان لم يعد فيها شرفاء وكبار يعيدون للطائفة الكريمة دورها الوطني والقومي.
أغلقت الرياض بيت آل الحريري السياسي، وفتحت ممرًا إلزاميًا للتابعين لها من محبي الحريرية، باتجاه معراب. فإن كان مفهومًا الضغط السعودي على أعيان الطائفة السنية الكريمة ورموزها، سياسيًا ومصلحيًا وحقدًا أعمى على الخصوم المحليين والخارجين، فإنه غير أنيس ولا لطيف ولا إنساني ولا آدمي، هذا الرضوخ البائس الذي يبديه بعض الحالمين والطامعين والساعين لدور ووظيفة على حساب سُمعة طائفة موسِّسة وراعية للخط العروبي القومي والوطني والإسلامي في لبنان.