لم تهدأ حرب البيانات بين الرئاستين الأولى والثانية بعد. فهي إن خفّت وتيرتها على جبهات بعبدا وعين التينة، إلا أنها ما زالت مستعرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدّمات نشرات الأخبار المسائية.
في هذه الأثناء، تترقب الأوساط السياسية في لبنان كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد الأحد.
مصادر متابعة للحراك على خط تشكيل الحكومة قالت لـ”الناشر” إن كلام باسيل المنتظر من شأنه أن يحدد مسار الأمور على خط مساعي التشكيل، مشيرة الى أن تصعيد باسيل إن حصل فهو سيكون كمن يصب مزيداً من الزيت على النيران المشتعلة بين بعبدا وعين التينة، أما إذا قرر باسيل التهدئة وفتح كوة في جدار الأزمة فإنه حتماً سيتبنى خطاباً مرناً يبعث من خلاله رسائل إيجابية إلى الرئيس نبيه بري والمعنيين بالملف الحكومي.
أي من الخيارين سيختار باسيل غداً؟
مصادر مطلعة على أجواء التيار الوطني الحر أبلغت “الناشر” أن موقف التيار الوطني الحر، على لسان باسيل وغيره من مسؤولي التيار، واضح وصريح، ومفاده أن التيار البرتقالي “مع تأليف الحكومة بسرعة برئاسة سعد الحريري”، معتبرة أن هذا الموقف دليل ساطع على نوايا التيار وسلوكه في مسألة التشكيل والتكليف.
وكشفت المصادر أن رئيس الوطني الحر أعدّ كلمة عالية السقف ربطاً بحملة تراشق البيانات والاتهامات الأخيرة، معتبرة أن نواب وإعلام حركة أمل، فضلاً عن ناشطيها، لم يهيئوا الأجواء المقبولة التي تمهّد الأرضية وتشجّع التيار الوطني الحر على الردّ بالمثل، بل العكس، موضحة أن باسيل سيتطرق في كلمته غداً إلى عمق الأزمة السياسية التي نعيشها باعتبارها أزمة نظام لا مجرد أزمة تشكيل حكومة وتحاصص كما يصورها البعض، إذ سيبعث باسيل رسائل حاسمة في كل اتجاه، رامياً إلى وضع النقاط على الحروف، خصوصاً بعد حملة تشويه الحقائق التي تقلب المعطيات وتزيّفها.
ولفتت المصادر إلى أن رسائل باسيل لن تقتصر على تيار المستقبل وحركة أمل من خلفه، بل سيصل بعض منها الى الحليف حزب الله، لافتة الى أن رسائل باسيل الى حزب الله ستحمل الكثير من الإيجابية بعكس رسائله الى الآخرين.