قُضي الأمر… السيّد رئيساً

قُضي الأمر، انتهى الاستحقاق الانتخابي في إيران بنجاح فاق مساعي التشويه والتشويش التي مارستها آلة الإعلام النفطي. وكان الغرب وبعض العرب وإعلامهم يراهنون على نسبة مشاركة شعبية ضئيلة، وصل الأمر ببعض وسائل الإعلام الخليجية والأميركية إلى حد الترويج المسبق لنسبة 40%، غير أن المشاركة الشعبية الكثيفة لامست عتبة الـ50%، متفوقة على جميع المعوقات الداخلية والضغوطات الخارجية.

انتخبت إيران السيد إبراهيم رئيسي، رئيساً جديداً لها بنسبة 62% من المصوّتين في الدورة الـ 13 للانتخابات الرئاسية التي جرت بسلاسة ولم تشبها أي شائبة قانونية أو تنظيمية. هذا مهم، لكن الأهم هو نسبة المشاركة العالية في الانتخابات والتي وصفها الإمام الخامنئي بأنها “مشاركة ملحمية” و”صفحة مضيئة”.

وبما أن الرهان كان على نسبة المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات، اعتبر بعض المراقبين  أن نسب المشاركة في الانتخابات تعني مقدار الشرعية التي تتحكم بها الحكومة المقبلة، بما ينعكس أيضاً على مستوى وأداء الحكومة في الخارج خصوصاً ملف المفاوضات النووية. هذا الكلام استند إلى تأكيد الإمام الخامنئي أن تدني مستوى المشاركة الشعبية في الانتخابات سيكثف الضغوط الخارجية على إيران.

وفي بيان أصدره اليوم، توجه الإمام الخامنئي للشعب الايراني بالقول إن “مشاركتكم الملحمية والحماسية في الانتخابات، أضافت صفحة مشرقة أخرى الى مفاخركم. وفي خضم عوامل كان بإمكان أي منها أن تضعف المشاركة في الانتخابات، كانت مشاهد حضوركم المبهرة في مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد مؤشراً واضحاً على العزم الراسخ والقلب المتفائل والرؤية اليقظة.”

وأكد الإمام الخامنئي أن “المنتصر الكبير في انتخابات الأمس، هو الشعب الايراني الذي وقف مرة أخرى امام دعايات وسائل الإعلام العميلة للعدو ووساوس السذج والمناوئين وأثبت حضوره في قلب الساحة السياسية في البلاد. لا العتاب من صعوبة المعيشة لدى الطبقات الضعيفة، لا التبرم من تهديد المرض المتفشي، لا المعارضات التي كانت قد بدأت منذ أشهر لتثبيط عزم الشعب، ولا حتى الاختلالات خلال عملية الاقتراع في ساعات من يوم الانتخاب، لم يتمكن أي منها من التأثير على عزم الشعب الإيراني وأن يخلق مشكلة للانتخابات المهمة لرئاسة الجمهورية والمجالس البلدية والقروية”.

لا شك أن انتخاب السيّد رئيسي بهذه النسبة المرتفعة من تأييد الشعب الإيراني، وبفارق مريح عن أقرب منافسيه، يطابق ما كان الإمام الخامنئي قد لفت إليه عشة الانتخابات، حيث قال “إذا تم انتخاب الرئيس المقبل بنسبة أصوات عالية، سيكون رئيساً قوياً ويمكنه أن يؤدي أعمالاً عظيمة. بلدنا لديه إمكانات كثيرة، لكن للاستفادة من هذه الفرص لا بدّ من أشخاص أقوياء يحظون بدعم شعبي كبير”. هذا الأمر سيعطي دفعاً قوياً لرئيسي وفريقه الوزاري في تبني موقف صلب في التفاوض مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً حول الملف النووي. في حين ستكون حكومة رئيسي تحت اختبار ملفات الداخل المتشعبة، بدءًا بالاقتصاد والفساد وليس انتهاءً بالأوضاع الاجتماعية المتدهورة.

ابراهيم رئيسياساسيانتخاباتايران