عن اليمن العربي والصهاينة المستعربين

… ثمّ جاء من اليمن خبرٌ، أسكتَ قلوبنا عمّا يعترك فيها من همّ المعيشة وردِّ صاعِ الحصار بصاعين من صبر وقوّة. بلحظة مجزرة، رُفعنا إلى حيث الصراع يبلغ أعتى وأعلى درجاته، هناك في اليمن، حيث العروبة الخالصة وهي تواجه التصهين وعدوانية أهله المستعربين باللحم الحيّ، حيثُ يمارس الطغيان الأميركي – السعودي -الإماراتي أبشع ما يمكن لجبان مهزوم أن يرتكبه: الغدر، الغدر الذي أحرق أرضًا آهلة، فصارت أشلاء أهلها حكاية تختصر الظلمَ، وتفضحه.

منذ أيّام قليلة، وحين اهتزت “أبو ظبي” في إمارات الذلّ العربيّ، تهافت عبيدُ سلالات الغدر وجواريها إلى استنكار كسر الزجاج في برجٍ سيُهدم من غيّ مالكيه وإلى شجب الهلع الذي أصاب عرب الخيانة والتطبيع، باسم الهويّة والعروبة وطبعًا الحياد!

أما بعد، فالمجزرة التي ارتكبت وما زالت ترتكب في اليمن الأصيل لم تستوقف من أولئك الذين يحاضرون في “العروبة” أحدًا، لا سيّما أولئك الذين يفسرونها بكونها فعل التصهين برداء عربيّ. وهنا الملاحظة ليست عتبًا، فالعتاب على قدر الكرام وليس من بين هؤلاء العبيد كريم، ولا هي أسفًا، فلا يأسف عاقل على سقوط من استثمروا سقطاتهم وسقوطهم حتى أدمنوا العيش في الدرك الأسفل من العار. هي مجرّد كلمة حقّ موجهة إلى مجالس باطلهم، كلمةٌ تعرّي قبح وجوهم المشوّهة بعلامات الخضوع للسعودي الذيل ولابن زايد الذي هو أحطّ وألعن من شعرةٍ نجسةٍ في ذلك الذيل.

في اليمن، صابرون محتسبون مقاتلون مظلومون شجعان أشدّاء، يواجهون بكلّ ما امتلكوا من بأس في الأرواح آلة الشرّ الدوليّ، يؤدبون الظلم بصفعات عادلة لا تبتغي انتقامًا همجيًا ولو شاءت، لكان أطفال سعود وزايد أسهل ما قد يُرمى وأوّل من قد يقتل.

في اليمن بيوت وعوائل تلملم من بين الركام أشلاءها وتكفكف دمعها بالصبر وباليقين وتقول “لن نُهزم”. في اليمن عيون كريمة لا تحتاج تضامنًا من أحد، ولا يوجعها أن لا يستنكر الآخرون ما يجري عليها، وأكثر من ذلك، هي كريمة الى الحد الذي يجعلها تهب حبّاتها دفاعًا عن الجميع بلا منّة.

السعوديةاليمنهام