هي أيام أعياد يلف الرجاء فيها هذه المنطقة المنكوبة بكل الكوارث السياسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية.
لا يسلم بلد في شرقنا العربي من الآثار المدمرة للتدخلات الغربية، ولا سيما الأميركية منها، من المحيط إلى المحيط، وحتى بعض دول هذه المنطقة التي تتدخل فيها الولايات المتحدة خرابًا سياسيًا واقتصاديًا نراها تتدخل وتعيث خرابًا وتدميرًا في دول أخرى، وليست المملكة السعودية الوحيدة التي نقصدها هنا.
لا فرح في هذه الأوطان الممتدة بين آسيا وأفريقيا، لا “بابا نويل – سانتا كلوز” يطرق أبواب البيوت ليلًا أو ينزل من مداخنها حاملًا الهدايا للأطفال، وبعض الكبار ممن ما زالوا ينتظرون فرجًا ما، يحمله إليهم أي شخص كان، ولو كان شخصية خيالية تنتظرها أمنيات الأطفال.
في بلادنا بابا نويل آخر، يرتدي زيّ العم سام، ذا الخطوط الحمراء والنجوم البيضاء، يغطي به ما أخفى في داخله من إجرام وإرهاب وحقد أسود، ويحمل لأطفالنا هداياه المتنوعة الأحجام والقوة التدميرية، ممتطيًا عربته الجهنمية المسلحة بأحدث ما ابتكر من أدوات القتل، أو ممتطيًا أحيانًا ظهر ملك أو أمير أو رئيس من زعماء هذه البلاد.
وفي بلادنا مجرمون من أبنائها، من سلالات حوت خلاياها جينات حقد وخبث وإجرام، سلالات من أزمنة جاهلية عمياء، مشكوك في نسب بعضها، يمتطيها غرب متوحش أو يتركها ترعى عشب سوريا واليمن وغيرهما وتنفث نار حقدها لتحرق البشر والحجر.
وفي بلادنا صهاينة غزاة، صنعوا من أوهامهم ما يدعى وطنًا، على أرض قوم متجذرين فيها، سقوها دمعًا وعرقًا ودمًا، يواجهون وحش الاحتلال وحدهم، وحدهم، وحدهم، يرفدهم من تبقّى من شرفاء هذه الأمة، وما أقلّهم.
لكن، مع كل ما في بلادنا من سواد، وظلم، وإرهاب، يظل أطفالها وكبارها ينتظرون القادم حقًّا وصدقًا، ابن مريم الفلسطينية، ويده في يد ابن فاطمة الحجازية، صانعَي فجر بلادنا المجيد.
كل عام وأنتم وبلادنا بخير.