على مدى أسبوع، يشن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وتدعمه واشنطن ضد اليمن، غارات جنونية في العاصمة اليمنية صنعاء.
ومع كل فجر، يصدر “التحالف” بيانًا يتحدث فيه عن منجَز له، يضع معظم “المنجزات” في إطار يصفه اليمنيون بـ”الوهم”، وهو استهداف مراكز “سرية” تابعة للحرس الثوري الإيراني.
منذ أيام تحدث التحالف عن استهداف معسكر تابع للحرس الثوري وحزب الله في العاصمة صنعاء، وهو ما تنفيه أوساط سياسية يمنية، كذلك الخارجية الإيرانية.
لكن القراءة في مشهد الأيام السبعة الماضية، توضح مدى المأزق السعودي في اليمن، فهي ببيانات التحالف تقاتل الوهم، الذي كان تحدث عنه السيد حسن نصر الله منذ مدة، نافيًا أي تواجد لحزب الله هناك.
الملفت أن السعودية، ومن خلال معطيات الميدان، تخوض حربًا إعلامية بامتياز، فهي تقصف نقاطًا كانت قد قصفتها مئات المرات خلال السنوات الماضية، كقاعدة الديلمي ومطار صنعاء.
في البعد الإقليمي والدولي، يرى مراقبون أن التصعيد السعودي، والذي يصوب باتجاه الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، غير منفصل عن التصعيد الإسرائيلي التهويلي باتجاه إيران، التي تجري محادثات في فيينا مع مجموعة الـ ٤+١ بشأن رفع العقوبات ثم عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي. فالجانبان السعودي والاسرائيلي كانا قد رفضا الاتفاق عام ٢٠١٥، وهما الآن ليسا بوارد مشاهدة صورة تذكارية جديدة بين عبداللهيان ونظيره الأميركي، كتلك التي شاهدوها بين جون كيري ومحمد جواد ظريف عام ٢٠١٥، فكلا الجانبين، أي السعودي والاسرائيلي، يرى مصلحة في استمرار الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعدم تحقيقها أيًّا من مطالبهم وطموحاتهم على صعيد المنطقة ككل.
إن التصعيد السعودي في صنعاء، وفق التجربة، لن يمر دون رد يمني موجع، وهو ما تلمح إليه شخصيات سياسية وعسكرية في العاصمة اليمنية، التي قد تعطي إشارة الرد، التي تبدد الوهم السعودي الحالي، في أية لحظة.