يستمر الانبطاح الرسمي اللبناني على أعتاب مملكة آل سعود، وهو أمر متوقع من مسؤولين لهم مصالح سياسية أو مالية أو تشدهم العصبية الطائفية ولو كان المنبطحون أمامه ليس له من الدين سوى اسمه، وهو في الحقيقة مستبد ظالم سفاح قاتل منتهك لكل الحرمات القانونية والشرعية.
آخر المنبطحين كان وزير الداخلية اللبنانية القاضي، نعم القاضي، رجل الحق والعدالة، بسام مولوي، الذي قال في كلام له يوم أمس إن “لبنان لا يحتمل مغامرات بعيدة ويرفض الانقلاب على تاريخه العربي”.
رجل القانون يتحدث عن المغامرات، بما ذكرنا بما قاله أسياده السعوديون أيام عدوان تموز 2006، يوم وصفوا جهاد المقاومة الإسلامية بأنه مغامرة، وهي الحرب التي انهزموا فيها، نعم انهزموا، بانهزام حليفهم الخفي الظاهر العدو الصهيوني.
عن أي تاريخ عربي تتحدث أيها الوزير وعن أية عروبة؟ عن العروبة التي تقتل أبناء اليمن يوميًا منذ سنوات، وتدمر ديار العرب الأقحاح الذين هم أصل العروبة، يوم كان أسيادك آل سعود مجرد رعاع لا أصل لهم ولا فصل؟
ومن الذي انقلب على العروبة؟ حزب الله الذي ينحدر قائده من أشرف شرفاء النسل العربي، والذي مجاهدوه هم أهل العروبة منذ آلاف السنين، أو أولئك الأعراب المطبعون المستسلمون للعدو الصهيوني وسيده الأميركي، الذين دمروا كل ما تركه المسلمون من تاريخ في أرض الحجاز، ولولا بعض حياء لكانوا أزالوا قبر النبي العربي صلى الله عليه وآله؟
وعلى سيرة الانبطاح، تحركت أمس بوصلة وليد جنبلاط من جديد، وربما هناك من حمّسه أو حركه بالمال وغيره، كالعادة، فأطلق مواقف هاجم فيها حزب الله الذي “صبر عليه كثيرًا”، مطالبًا بإقالة الوزير قرداحي والاعتذار إلى السعودية.
لا ندري، صراحةً، من الذي صبر أكثر على الآخر، حزب الله المعروف بحكمته وطول باله وعفوه عند مقدرته، أو وليد جنبلاط ووقاحته وتطاوله بين فترة وأخرى على حزب الله، دون أن يجد من يستمع إليه، ودون أن يلتفت إليه أي مسؤول في حزب الله ولو كان مسؤول شعبة؟
“روق” يا وليد بك، إن الذي يحركك اليوم حرّك من هو أكبر منك، الذي اعترفت أنت أنه أخبرك بامتلاكه 15 ألف مقاتل، ثم شاهدناه يوم المقابلة معه على قناة MTV وهو يتكلم كأنه يتحدث من قبره على الهواء مباشرة. “روق” يا وليد بك، الذي يحركك اليوم هزمه مجاهد حافي القدمين في اليمن، وسيده فر مغلوبًا على أمره من أفغانستان. “روق” كي لا تُدهس تحت أقدام الفيلة.