التطبيع ليس حرية رأي وعلى القضاء التحرك

لم يعد يمكن لبعض إعلاميي لبنان أن يفاجئوا الجمهور بشيء، ولا حتى إذا اغتسلوا بالنار كي يتطهروا من رجس “التطبيع” إذا انقضى الأمر بتطبيع وليس أكثر.

اتسعت “حرية الرأي والتعبير” واستُهلكت كشعار حتى خلع البعض أثواب الحياء الوطني واستتروا خلف الشعار الواهي ليظهروا كلّ أنواع “الانفتاح” على العدو الصهيوني. وإن كنا ندين قبل الآن مخرجًا سينمائيًا تواصل مع الصهاينة بذريعة “سيناريو” فيلم جديد، أو عارضة أزياء التقطت صورًا مع “زميلة” صهيونية لها بذريعة أنّها لم تكن تعرف جنسيتها، فاليوم نحن أمام إعلام يتواصل على الهواء مع المحطات الصهيونية بهدف تحريض العدو على المقاومة وتقديم الاقتراحات له، ولا أحد يدري إن بلغت وقاحة المعروض هدا المبلغ، فما الذي عساه جرى “تحت الهواء”؟

ظهرت ماريا معلوف، محمّلة بكلّ المحتوى الذي لم تمل من تكراره في توجهها الدائم صوب “ملكها سلمان” على قناة صهيونية. تناقل الناشطون التسجيل بغضب لا يخلو من السخرية ومن البهجة بأن بدأ أمثالها بنزع أقنعة “المحاضرة بالعفّة الوطنية”، وتأزموا، كالمملكة التي تستعبدهم، فاضطروا إلى كشف وجوههم العارية من الكرامة والجافة من ماء الأخلاق الوطنية. وفيما تحوّل التسجيل إلى مادة دعوى قضائية تمّ رفعها ضدّها كمواطنة لبنانية ارتأت الخيانة والتحريض على بلدها، كانت جملة زميلها العتيق في “الكار” مارسيل غانم تسري على منصات التواصل: “التطبيع مش تابو” لتؤكد المؤكّد الذي قبل سنوات أو أشهر قليلة كنا نحتاج لنقاشات مطوّلة لإثباته ولو ظنيًّا.

تستخدم السفارات التخريبية الإعلاميين القابلين للبيع والاستثمار منذ زمن بعيد. تموّل المؤسسات الإعلامية التي تلتزم تعليماتها بالحرف بشكل واضح وصريح. تسعى إلى تجنيد ناشطين على منصات التواصل لتمرير الشعارات التي تريد التسويق لها بكل الأساليب المعتمدة في عالم التجارة، إلّا أن وقع الوقاحة التي يتمتع بها البعض في ممارسة الخيانة علانية واعتبارها “وجهة نظر”، تبقى وقاحة مستفزّة مهما كانت متوقعة.

اساسيالتطبيعمارسيل غانمماريا معلوف