“في ذكرى تفجير مقر المارينز. تنذكر وتنعاد في حامات ورياق
وفي أي مكان يتواجد فيه الأميركيون ببلادنا”.
تغريدة لمؤسس حركة الشعب، النائب السابق نجاح واكيم، لم يذكر فيها أحدًا من كثيرين في الداخل اللبناني ممن يستحقون أن يذكرهم، كالعادة، من عملاءِ وأذنابِ السفارة الأميركية في بيروت.
تغريدة واكيم كانت بمناسبة الذكرى السنوية للعملية الاستشهادية البطولية التي نفذها أحد المقاومين في الثالث والعشرين من تشرين الأول 1983، بتفجير شاحنة مفخخة في المبنى الذي كان يتمركز فيه الجنود الأميركيون في بيروت، والتي أدت إلى مقتل 220 من مشاة البحرية الأميركية و18 بحارًا و3 جنود.
بعد هذه التغريدة بساعات بدأت تغريدات وأقلام النفوس المريضة بالرد على ما قاله نحاج واكيم، ونقول “الرد” مع أن معظم التغريدات وحتى المقالات كانت عبارة عن هراء ممجوج يستعمله صبيان الشوارع وأبناء الأزقة، وإن كان هؤلاء الأخيرون أكثر أخلاقًا وتهذيبًا من صبيان وأبناء السفارات، من الذين تعودوا على التزلف للسفراء المنبوذين من الشرفاء في لبنان، الذين لا تطيقهم حتى الأرض التي يدنسونها بالسير عليها.
كان بعض هؤلاء المطبلين للسفارة الأميركية، مسخّري تغريداتهم وأقلامهم لأجل إرضاء شيا، غير مولودين، يوم كان نجاح واكيم يصول ويجول في مجلس النواب مدافعًا عن المساكين والفقراء مواجهًا أرباب السلطة وأسياد الفساد والنهب، دون أي خوف من ردود الفعل سواء كانت كلامية أو عملية، وما محاولات الاغتيال الفاشلة التي نجا منها، وإحداها كان يقف خلفها سمير جعجع، سوى دليل على ذلك.
وكان من أصدق المؤيدين للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي والمدافعين عن المقاومة وحقها في صد العدو، يوم كان كثيرون يتعاملون مع هذا العدو، أو يتجسسون له، أو يسخرون أنفسهم وميليشياتهم في خدمته ضد أبناء وطنهم.
نجاح واكيم لا يحتاج إلى شهادة من أحد ولا إلى الدفاع عنه ردًّا على أحد، لا سيما من أمثال هؤلاء، إنما كتبت هذه السطور القليلة تحيةً له، للرجل النزيه الشريف المقاوم، في زمن قلّ فيه أمثاله من الرجال.