ساعة الشهداء في جنين

لا زالت دماؤنا تنزف على امتداد خريطة الظلم والاحتلال، والجهلة يسألون عن الحدود والانفصام. القابض على سيف الظلم واحد، والمظلومون كثر، من يقول إن خرق حدود الظلم جريمه، ومن يقول ما لي وما لمن جرى عليه الظلم. صارت نغمة الانعزال عن أصل القضية يرددها ببغاوات مجهولة الفكر معروفة النمط تحركهم أعواد سفارات الاستعمار من بيروت إلى أربيل، تحت شعار “نريد الحياة”. يريدون أن يحكم فينا ابن الدعي، وبنو النضير وقينقاع.

جماعة الانفصام لا يهمهم أن لنا في فلسطين كل يوم دمًا يسيل. جماعة الانفصام يطالبون بالخبز وحده لأن حياة البهائم تناسبهم.

يتقنع جماعة المواءمة مع العدو بأقنعة عديده، ويجلسون على موائد مختلفة تحت شعارات تم التمهيد لها إعلاميًا ولمدة طويلة، فأصبح شعار الثورة وطريقها يؤدي إلى التطبيع. ومع كل مجهودات الأمركة والأسرلة تخرج من بقع الحصار أصوات تصفع وجوه المتخاذلين والراغبين بنهج الرغيف مقابل الكرامة، من جنين كسر مشروع الاحتلال والذل إلى لبنان كسر مشروع الحصار والذل، إن صوت الدم يعلو حيث لا مكان لمشاريع تشبه أبو مازن يراد تعميمها علينا. ومن النعم الموجودة لدينا أن هناك في فلسطين جنين ترفض أبو مازن، وأن الدم النازف هناك لا يتميز عن الدم النازف في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان وسوريا، وأن الدم هناك يرفض نموذج أبو مازن ويرفض الاحتلال، ونفس الدم يرفض أشباه أبو مازن في كل المنطقة، ونفس الدم هدفه إزالة الاحتلال وأدوات الاحتلال، وأن هذا الدم يمنع اختلاط المفاهيم بين الثورة التي تحرر والثورة التي توصل للتطبيع عبر شعار ملء البطون وملء الجيوب.

من جنين كل يوم ومن فلسطين كل دقيقة، تدق الساعة في كل ثوانيها شهداء وأسرى، دمهم توقيت الصلاة في الأقصى، وأنفاق حريتهم تشعل حفر النار والموت القادم للمحتل ولأهل العار والذلة.

اساسيالضفةالعراقاليمنجنينفلسطينلبنان