أهل المقاومة وأنصارها لديهم اليوم فائض أدرينالين يمكن أن يوزَّع على العالم كله. فرحون هم بمشهد صهاريج المازوت العابرة من الأراضي السورية إلى منطقة البقاع، على الطريق نفسها التي عاد منها مجاهدو المقاومة الإسلامية منذ أعوام حاملين راية النصر الشامخة، وقد تغلبوا والجيش العربي السوري على عصابات الإرهاب والتكفير المدعومة من كثير من الدول العربية والأجنبية.
ربما لولا التمني الصادر عن سماحة أمين عام حزب الله كنا شهدنا أعراس النصر في كل القرى التي تمر منها هذه الصهاريج، لكن محبي “السيد” التزموا بما تمناه، فبقيت الفرحة على الشرفات والسطوح ولم تهرول إلى الطرقات، لكن الفرحة تبقى هي الفرحة.
الموضوع أبعد من موضوع مازوت أدخله حزب الله إلى لبنان ستلحق به كميات كبيرة أخرى من المازوت والبنزين، في سفن عديدة قادمة من الجمهورية الإسلامية، الموضوع هو موضوع تحدي قوة متسلطة مستبدة عاتية ترى الحق في ما ترضى به والباطل في ما لا ترضى به، فلا يعود الحق لديها حقًّا ولا الباطل باطلًا.
هو موضوع أن تكسر إرادة الأميركي الذي يفرض عليك وعلى شعبك حصاره الظالم، لأنك غير منصاع لإردته، مع أنك في بلد لا يُرى على خريطة العالم، ومع ذلك تتحدى هذا الجبار الأميركي الذي لم تستطع أن تتحداه دول شاسعة واسعة الأطراف غنية بالموارد والإمكانات، فما أعظمك وما أحقرها من دول.
هذا يوم نصر جديد للمقاومة وأهلها وأنصارها، ليس في لبنان وحده، بل في كل بلاد العالم التي يشعر أحرارها وشرفاؤها اليوم بمثل شعور المقاومين وأهلهم، وهذا يوم حزن شديد في قلوب الحاقدين، في لبنان وخارجه، الذي راهنوا ويراهنون على الولايات المتحدة، وفي كل مرة تخيب الولايات المتحدة في مواجهة المقاومة، ويخيبون.