بينيت عالق في واشنطن بين القبة الحديدة والاتفاق النووي

يحطّ رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نفتالي بينيت في واشنطن وفي جعبته لائحة من الأُمنيات والطلبات الملحّة التي سيعمل على إقناع إدارة الرئيس جو بايدن بتحقيقها وتنفيذها كرمى لعيون “إسرائيل”. يأتي الاتفاق النووي مع إيران، والذي تتطلع واشنطن إلى إعادة إحيائه، بعدما تم وأده على يد دونالد ترامب، على رأس لائحة بينيت، الذي سيعمل جاهداً لإقناع واشنطن بالعدول عن قرارها. لكن هل ستوافق حسابات الحقل الإسرائيلي حسابات البيدر الأميركي؟

سيقدّم بينيت لبايدن خطة بديلة عن الاتفاق النووي. قال موقع “أكسيوس” إن هذه الخطة “سوف تعالج أنشطة إيران الإقليمية”. وكان بينيت استبق وصوله إلى واشنطن للقاء بايدن بالتأكيد على أنه لا يزال يعارض العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الموقّع عام 2015. وقال إنه سيقدم للرئيس الأميركي “مفهومًا جديدًا يتضمّن ضغطًا إقليميًا مشتركًا على إيران من قبل إسرائيل والدول العربية التي تشعر بالقلق من سلوك إيران”.

سريعًا، ردّت واشنطن على إشارات بينيت، بإشارة أكثر وضوحًا تتعلّق في المقام الأول بما تراه مصالح عُليا لها لا تسمح لأحد بتقريرها من خارج مؤسسة الحكم الأميركية. وفي هذا السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت خلال لقائهما اليوم في البيت الأبيض “التزام واشنطن بالمسار الدبلوماسي مع طهران”.
وقال المسؤول إن الإدارة الأميركية تشعر “بقلق متنامٍ” من الأنشطة النووية الإيرانية، لكنه أكّد أن بايدن “سيرفض قطعاً” أي مقترح من بينيت لوقف جهود إحياء الاتفاق النووي، وقال “نحن بالطبع ملتزمون بالمسار الدبلوماسي… نعتقد أنه أفضل سبيل لوضع حد للبرنامج والتراجع عن التقدم الذي حققته إيران على مدى السنوات الماضية على الصعيد النووي”.

بالطبع، لا تريد واشنطن التصعيد حيال إيران، وهي أيضًا ترغب في إعادة “اللعب” إلى الهوامش التي حدّدها الاتفاق النووي. رغبة واشنطن هذه ليست نابعة عن تغيّر جذري في طبيعة أميركا العدوانية والاستعمارية في الأصل، لكنها وفقًا لبراغماتية العقل الأميركية ترى أنه من الضروري بمكان تغيير سلوكها الذي أثبت فشلها مع إيران التي أبدت في المقابل صلابة وصمودًا غير عاديين.

خيبة بينيت المرتقبة لم تتوقف عند أعتاب الاتفاق النووي والتحريض على إيران، بل تخطى الأمر إلى حدود رفض الجيش الأميركي شراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وهو فشل جديد يضاف الى سلسلة الإخفاقات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ربطًا بالمواجهة المفتوحة مع المقاومة في المنطقة، وخصوصًا بعد معركة “سيف القدس” الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية. فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الأميركي قرَّر عدم شراء منظومة القبة الحديدية التابعة للدفاع الصاروخي الإسرائيلي لمواجهة التهديدات الجوية.
وأوضحت صحيفة “جيروزالم بوست” أنَّ واشنطن اختارت نظام “داينتيكس” المملوك من شركةٍ أميركية، والذي يوفّر إمكانية اكتشاف الصواريخ بزاوية 360 درجة، وإطلاق النار على أهدافٍ متعددةٍ في وقتٍ واحد.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الأمن الإسرائيلية وشركة “رافائيل” للصناعات الدفاعية أنهما لن تعلقا على الخطوة الأميركية، ولكن في حال تأكيدها، فسيكون ذلك بمثابة انتكاسة كبيرة للحكومة، والصناعة العسكرية الإسرائيلية… تُضاف إلى سلسلة الانتكاسات والإخفاقات السياسية والتي لم يعد ينفع معها تكرار المسؤولين الأميركيين لازمة التزام بلادهم بأمن “إسرائيل” وتفوّقها في المنطقة.

اساسياسرائيلايرانبايدنبينيت