جهاد فواز – خاص موقع الناشر
كل اللبنانيين متفقون على أن الدولة بنت كلب، ليس من اليوم وإنما منذ تأسيس هذا النظام البائس التعيس، نظام قام على المحاصصات الطائفية والسياسية، وكلما جاءت حكومة لعنت أختها.
كل اللبنانيين متفقون على أن الدولة يتقاسمها عدد من الرؤوس الكبيرة، ومع كل رأس عشرات الأذناب، يستولون متحاصصين، على الوظائف كبيرةً وصغيرة، وعلى السرقات، الكبيرة لهم والصغيرة لأذنابهم، ومن كان من اللبنانيين من دون ظهر/مسؤول كان له فتات ما يبقيه هؤلاء من وظائف.
كل اللبنانيين متفقون على أن الدولة مقصرة معهم، لا تمارس دورها كما يجب على الدولة أن تمارسه، في حمايتهم أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وخدماتيًا، ليس منذ اليوم، إنما منذ عشرات السنين الماضية. يأتي المسؤول إلى منصبه فلا يفكر في أي تطوير وتجديد في ما يتولى من مهام، المهم أنه يفكر في ما سيجنيه وعصابته وما يسرقه من مال الدولة، وهو حال الأغلب الأعم من المسؤولين، أما المسؤول “الآدمي” الآتي فعلًا ليخدم اللبنانيين، فلا يُسمح له بذلك، وتنتهي مدته في وظيفته، ليغادر حزينًا مهمومًا، متحسرًا على وضع البلد.
طيب. كلنا متفقون على كل هذا، باختصار: الدولة بنت كلب. ماذا عنا نحن؟
الوضع الذي نحن فيه وضع مأساوي كارثي، لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا سلع وأدوية إلا بشق الأنفس، ومع ذلك نحن نتصرف هكذا:
نرمي نفاياتنا في الشوراع كيفما كان مع علمنا أن الشركة المعنية بتجميع ونقل النفايات مقصرة في عملها وأن النفايات ستتراكم في الشوارع بشكل فوضوي مسببة رائحة كريهة وأمراضًا مختلفة.
نستولي على شاحنات الوقود فنمنع القرى صاحبة هذا الوقود من الاستفادة منه، ونمنع المستشفى والفرن وغيرهما مما تحتاج إليه من هذا الوقود، لنشغل مولداتنا بوقود مسروق من أهلنا.
نستولي أو نهاجم محطات الكهرباء ونفرض على المعنيين تزويدنا بساعات إضافية من الكهرباء على حساب قرى أخرى.
نخزن الوقود في كل مكان بانتظار ارتفاع سعره حارمين كل
محتاج إلى الوقود والكهرباء من هذه الطاقة الهامة في حياته، ومن منا غير محتاج إلى الوقود والكهرباء؟ فنعرض المرضى للموت ونحرم المواطنين من الخبز وغيره، في سبيل إرضاء جشعنا وطمعنا.
بصراحة، لقد قرفت من مواصلة ذكر كل ما نقوم به نحن من ظلم بحق بعضنا بعضًا، لنظيف إلى ظلم الدولة بحقنا ظلمًا آخر. نعم، الدولة بنت كلب، أما نحن فذئاب بحق بعضنا بعضًا، إلا من رحم ربي.