حسنًا، بل ليس حسنًا، حصل ما حصل، قتل العدو قيادة حزب الله بدءًا برأسها، سماحة الأمين العام، مرورًا بقيادات الصف الأول، وصولًا إلى قيادات الصف الثاني، ودُمّرت مراكز ومخازن ومستودعات للمقاومة، وقتل العدو المدنيين ودمر قراهم وبيوتهم ومصالحهم.
كل هذا معلوم لدى الجميع، في لبنان والخارج، لكن يغيب عن بال الكثيرين، في لبنان والخارج، أن خلف ما حصل دعمًا أميركيًّا سياسيًّا وماليًّا وعسكريًّا ضخمً، كان قبل الحرب واستمر خلالها، ولن يتوقف طيلة وجود الكيان المؤقت.
لن ندخل في تفاصيل الأرقام، كي لا نطيل، ولنسألْ: الصواريخ والأسلحة الأميركية التي استعملها العدو الصهيوني الإرهابي في قتلنا وتدمير بيوتنا ومواضع ارتزاقنا وسياراتنا وكل ما نملك، ألا يوجد مسؤول رسمي لبناني يتوقف عندها، ويعلن، ولو بمجرد الكلام فقط، استنكاره لاستعمالها ضدنا؟ أما من رجل رشيد يجرؤ على القول إن أميركا شاركت بالمال والسلاح والسياسة في قتلنا؟ أين الإعلاميون والمثقفون والناشطون الذين يعتصمون ويتظاهرون لأبسط تعرّض لحقوق الإنسان؟ أين دعاء الرفق بالحيوان؟ أين جماعات الحفاظ على البيئة؟ أين أنصار حقوق المرأة؟ حقوق الإنسان شاركت الولايات المتحدة في انتهاكها، وحقوق المرأة انتهكها الصهيوني ومعه الأميركي، والحيوانات كان نصيبها نصيب البشر، والبيئة خرّبها الصهيوني ومعه الأميركي، لكن كل هؤلاء المذكورين من إعلاميين ومثقفين وناشطين كأن لا عين رأت ولا أُذُن سمعت، بينما لو تعرض شخص للضرب وادعى أن أحدًا من عناصر أو أنصار حزب الله هو الفاعل لتحرك كل هؤلاء تنديدًا واعتصامًا وتظاهرًا.
هل في دول العالم كله دولة سياسيوها بلا ضمير ولا شعور ولا إنسانية مثل دولتنا؟ هل في دول العالم كله دولة فيها هذا العدد من المتعاملين مع العدو ضد أهلهم والمتواطئين والمساعدين للعدو كما في لبنان؟ هل في العالم كله وسائل إعلام وصحافيون وناشطون يؤيدون فعل العدو ببلدهم، ويتمنون أن ينتصر على أبناء وطنهم كما في لبنان؟
حتى متى تبقى السفارة الأميركية في لبنان بمأمن من أي تحرك أو تظاهرة تطالب بإقفالها؟ حتى متى يظل الكثيرون من اللبنانيين خاضعين لإمرة هذه السفارة في التآمر على لبنان دون أية مساءلة أو محاسبة؟ حتى متى هذا الفلتان الرسمي والتآمر على شرفاء الوطن؟