سقوط “حلّ الدولتين”

يمعن الإسرئيليون في القتل ثم القتل ثم القتل! ما يدفع إلى السؤال عن الهدف من هذا الحقد الذي يمارسه الصهاينة ويعبّرون عنه في وسائل إعلامهم على مدار الساعة، ليُظهر المجتمع الإسرائيلي برمّته حقده الأعمى وكراهيته العمياء للعرب والمسلمين على حدّ سواء.

كيف يمكن “لحل الدولتين” المطروح على بساط البحث لتسوية القضية الفلسطينية، أن يكون له أمل في الحياة في ظل هذه المجازر والقتل الذي يقدمه الصهيوني “عربوناً لحسن الجوار” فيما لو ذهبت الأمور في اتجاه الدولتين.

بدأ التداول بهذا الحل يعود إلى الواجهة بجدية في ظل الانسداد الحاصل على مستوى اتصالات التهدئة والتي يضرب بها الصهيوني عرض الحائط يدعمه بذلك الغرب الغبي الذي لا يريد أن يصدق أن الرهان على “إسرائيل” قوية تستطيع تأمين مصالحه وطموحاته الاستثمارية سياسيًا واقتصاديًا في المنطقة قد سقط.

ما يجب أن يعرفه الإسرائيلي أولًا أن “حلّ الدولتين” لم يعد صالحًا خصوصًا بعد مجازره الأخيرة، وأن الفلسطينيين ومن خلفهم كل العرب والمسلمين يريدون فلسطين غير منقوصة شبرًا واحدًا، خالية من الصهاينة ومن أذنابهم، وانه لا تراجع عن هذا المطلب مهما توحشوا في القتل وأسرفوا به، فما يفعلونه لا ينم إلا عن هزيمة مدوية بدأت بـ”طوفان الأقصى” الذي لن يهدأ مهما طال الزمن.

المسؤولون العرب الذين ذهبوا لإعادة التداول بهذا الإقتراح، فعلوا ذلك لشدّة حرجهم أمام شعوبهم التي بدأت تتحرك نصرة لفلسطين في حين لم تسمع “إسرائيل” وأربابها كل أصواتهم العالية ومناشادتهم لوقف القتل في غزة.

بسقوط حل الدولتين تسقط تحالفات العرب مع “إسرائيل”، وتسقط معها مشاريع التطبيع التي بنت أحلامًا اقتصادية لهم وللصهاينة معًا.. قبل أن تطالبوا بالدولتين كحل للقضية الفلسطينية، اسألوا أهل فلسطين إذا كانوا يقبلون به، وقدموا تصورًا لدولة فلسطينية قابلة للحياة بعد الذي جرى ويجري، علمًا أن “حل الدولتين” قد مات قبل أن يولد على أيدي صانعيه.

محمد شمس الدين

اساسيالمقاومةغزةفلسطين