ينتظر العالم بترقب وحماس قدوم يوم الأحد في العشرين من نوفمبر، موعد بدء فعاليات كأس العالم (المونديال)، هذا الحدث الرياضي التاريخي الذي ينتظره الناس كل أربع سنوات والذي يستضيفه لهذا العام ولأول مرة بلد عربي. ورغم ما يشهده العالم من أحداث وحروب وتغيرات إلا أنه لا شيء ربما –سوى وقوع حرب عالمية- يمنع من إقامة هذه المناسبة الرياضية التي ينتظرها عاشقو الطابة المستديرة بفارغ الصبر.
المونديال: لا حدث رياضي يعلو فوقه
المونديال، المسابقة الأهم لرياضة كرة القدم، تتم تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقام هذه البطولة كل أربع سنوات منذ عام 1930، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية.
يشارك في النظام الحالي للبطولة 32 منتخبًا وطنيًّا منذ 1998، مقسمين على ثماني مجموعات، يتنافسون للظفر بلقب البطولة لشهر كامل على ملاعب البلد المستضيف. وتتأهل هذه المنتخبات إلى البطولة عن طريق نظامٍ للتصفيات يقام على مدى ثلاث سنوات.
خلال النسخ العشرين السابقة لكأس العالم فازت ثمانية منتخبات مختلفة باللقب، كما يسجل للمنتخب البرازيلي حضوره في كل البطولات، فهو لم يغب أبدًا عن أي بطولة كأس عالم حتى الآن وهو الأكثر تتويجًا بالكأس حيث فاز بها خمس مرات، يليه المنتخب الإيطالي الذي أحرزها أربع مرات، والمنتخب الألماني الذي أحرزها أيضًا 4 مرات. وقد فاز كل من المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الأوروغوياني والمنتخب الفرنسي باللقب مرتين، بينما فازت منتخبات إنجلترا وإسبانيا بلقب البطولة مرة واحدة.
وبالعودة إلى أهمية هذه البطولة على مستوى العالم، تجدر الإشارة إلى أن بطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة ، ففي نهائي كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا، قدّر عدد من تابع المباراة النهائية بـ 715 مليون شخص.
تقام النسخة الثانية والعشرين لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، وهي المرة الأولى التي تقام في العالم العربي، والمرة الثانية التي تقام في آسيا بعد أن أقيمت عام 2002 في كوريا الجنوبية. وبسبب حرارة الصيف الشديدة في قطر، ستقام نهائيات كأس العالم هذه المرة من أواخر نوفمبر إلى منتصف ديسمبر، مما يجعلها أول بطولة لا تقام في مايو أو يونيو أو يوليو وسيتم لعب البطولة في فترة زمنية تبلغ حوالي 29 يومًا.
هل سيتمكن اللبنانيون من مشاهدة كأس العالم؟
يعيش اللبنانيون اليوم أزمة اقتصادية خانقة، قد لا تسمح لهم بمتابعة مباريات كأس العالم لهذا العام بسهولة، نظرًا للارتفاع الكبير لكلفة الاشتراك الشهري لنقل المباريات مقارنة مع المردود الشهري الذي يتقاضاه اللبناني.
وفي هذا السياق، أكد وزير الإعلام زياد المكاري، أن الاتصالات الجدية جارية وعلى نحو مكثف لتأمين مباريات المونديال وتمكين اللبنانيين من حضورها، وأنه “لا بد من دفع مقابل مادي لتأمين حقوق البث على الشاشة الرسمية، وأن العمل جار لتأمين المبالغ المطلوبة”.
تجدر الإشارة إلى أن تكلفة الاشتراكات لنقل المباريات في المقاهي وفقًا لنقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسيري في لبنان، طوني الرامي، تبلغ ما يقارب الـ 3000$ وقد تصل إلى 15000$، أما فيما يتعلق بتكلفة الاشتراك الشهري للمنازل فهي تتراوح ما بين الـ 200 والـ 300$ أي ما يعادل راتب شهرين للمواطن اللبناني.
أمام هذا الواقع، تبذل الوزارة إذًا أقصى جهدها، وسط توقعات بأن يتم إعطاء الموافقة للتلفزيون الوطني بنقل المباريات بعد تأمين الاشتراكات، لا سيما وأن وزير الإعلام أكد على جهوزية الشق التنقي المتعلق بالأمر.
يعيش اللبنانيون اليوم ولو أملًا ضئيلًا في الحصول على فرصة مشاهدة مباريات كأس العالم، لا سيما في ظل ما يعيشونه من ضغوطات وتحديات اقتصادية واجتماعية ومعيشية، على أمل أن يتحقق هذا الأمر، ليجدوا أخيرًا حدثًا يشغلهم قليلًا عن همومهم ومشاكلهم وواقعهم المرير.