العمامة الإسلامية الثورية أقوى من أمريكا وصبيتها

يرمي المخطط الأمريكي دائمًا إلى أن يصل لنتيجة إيجابية لمشاريعه التدميرية التي كان ولا يزال يضع الخطط تلو الخطط لتنفيذها وللوصول لنتيجة ملموسة بوجه محور المقاومة الذي عرقل تنفيذ المشاريع الأمريكية التدميرية بدرجة عالية على صعيد المنطقة.

الانتقام الأمريكي دائمًا ما تكون خطوته الأخيرة محاولة ضرب الرموز
بدأت سلسلة الثورات الملونة مبدئيًّا منذ عام 2009 في الجمهورية الإسلامية تحت عنوان الثورة الخضراء التي كانت بدايتها احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية ثم شعارات اقتصادية وانتهت برفع شعارات تخص الدور الإيراني على الصعيد الدولي على غرار “لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران”.

بعد انتهاء الثورة الخضراء عمد الأمريكي لتفجير سلسلة من الثورات الملونة في محاولة تفجير كامل إقليم غرب آسيا وشمال أفريقيا وتعويم صورة إعلامية مغشوشة لصراع طائفي سني ـ شيعي في محاولة لعزل وتفكيك قوى محور المقاومة نتيجة هذه الصورة وهذا الصراع.

إذا نظرنا إلى هذه السلسلة من الثورات نستطيع وبسهولة أن نحدد أن نقطة البداية كانت في إيران وتنقلت في العديد من دول المنطقة مرورًا بثلاث دول أساسية من ناحية الاستهداف الأمريكي وهي لبنان وسوريا والعراق، وعادت في الآونة الأخيرة على شكل احتجاجات مختلفة الزخم في إيران وبخلفيات مختلفة.

العمامة والحجاب الرمزان اللذان هزما أمريكا
إذا ألقينا نظرة خاطفة على القوى المعادية للولايات المتحدة في المنطقة نستطيع أن نحدد أن الأكثر جدية ونجاعة وفاعلية هي القوى الإسلامية، وهي بفعل إنجازاتها أصبحت الرافعة الأساسية للمشروع المقاوم الذي وقف بوجه المشروع الأمريكي منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران التي هدمت أول صنم أمريكي في منطقتنا وحطمت نظام الشاه. وكانت هذه الثورة من انتاج الحوزة العلمية وقيادة عمائمها الثورية، وفي الجانب النسائي كانت المرأة المسلمة ذات الحجاب الكامل الساعد الثاني للحراك الثوري.

بالانتقال إلى الساحة اللبنانية وبالرغم من وجود عدة حركات قاومت المشروع الأمريكي المتمثل بالكيان المؤقت إلا أن الحركة التي شكلتها مجموعة من العمائم الثورية التي انتهجت الخط الثوري الإسلامي أظهرت بالنتيجة أنها الوحيدة القادرة على إيقاف المشروع الأمريكي ـ الصهيوني في لبنان ودحر الجيش الصهيوني وردعه، وفرملة الأدوات الأمريكية في الساحة اللبنانية.

أما على الساحة الفلسطينية فبعدما فككت اتفاقية أوسلو منظمة التحرير الفلسطينية وحولتها إلى سلطة شكلية على مساحة محدودة من أرض فلسطين، أعادت العمائم الثورية الروح للحركات المقاومة ذات التوجه الإسلامي والتي أحدثت خلال سنوات قليلة تغيرات جدية على مستوى الكيان الصهيوني وداعميه، واستطاعت تحرير قطاع غزة وبناء قوة ردع سببت للصهاينة أزمة بنيوية كبرى.

في العراق قام بنيان فصائل المقاومة على قيادات إسلاميه علمائية حوزوية تمكنت من طرد الكتلة الأكبر للجيش الأمريكي، وقلصت انتشاره إلى أدنى المستويات. وبعد ذلك جاء تأسيس الحشد الشعبي بفتوى المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني التي قضت على جيش أمريكا البديل المتمثل بداعش وأخواتها.

من هذه النظرة البسيطة على هذه الساحات ندرك ان الولايات المتحدة في حربها المستمرة على قيامة المشروع الثوري الإسلامي في منطقتنا عادت إلى النقطة الأولى لمواجهة الركن الأساسي لهذا المشروع أي الجمهورية الإسلامية في إيران بعدما فشلت في محاولات تحطيم أجنحة هذا المشروع سواء في لبنان او فلسطين أو سوريا والعراق واليمن. لذا فإن الهجمة الإعلامية الجديدة التي تركز على العمامة والحجاب ما هي إلا إحدى المحاولات الشيطانية البائسة لتحطيم صورة المشروع الإسلامي الذي أصبح على أرض الواقع متينًا ومتماسكًا ولم يعد باستطاعة الولايات المتحدة إحداث تغييرات ملموسة في ساحات عمل هذا المشروع إلا أنها تستخدم أدواتها في محاولة تأخير مساره ليس أكثر، وهي تحرق المزيد من هذه الأدوات وأوراقها لصد الاندفاعة ما قبل الأخيرة قبل أن تنسحب الانسحاب الكلي من منطقتنا.

عندما نراجع السلوك الأمريكي مع المشروع الإسلامي فمن ناحية العمامة الإسلامية نرى كم التراجع في القدرة على التعامل معها؛ فبعدما كانت مباشرة تذهب إلى الاستهداف والاغتيال أصبح اليوم هدفها صورة إعلامية قوامها متسللان أحدهما يصور والآخر يسقط عمامة عالم الدين عن رأسه والاثنان في حالة خوف وهرب، والصورة الثانية فتاة تخلع غطاء رأسها وترقص في وسط الشارع.

لذا فإن التوجه الأمريكي بدأ يأخذ صورة الانتقام من الرموز التي عرقلت وحطمت مشاريع بقائه طافيًا على الجغرافيا المعادية له مع دمج وإعادة التجارب الفاشلة من ناحية ضخ الصورة التفتيتية ما بين المكونات العرقية والقومية المختلفة.

في الخلاصة تعتبر الولايات المتحدة أن رمزي العمامة الإسلامية الثورية والحجاب الإسلامي هما ما شكلا الصورة النمطية الرافضة لكل الصور الضارة التي سوق لها عبر عقود طويله، وأن العمامة والحجاب الثوريين شكلا السد المنيع في مواجهة تفتيت مجتمعاتنا وتحويرها وتحويلها نحو النمط الغربي المتفلت من كل القيود الأخلاقية، ولأن العمامة والحجاب كانا سببًا أساسيًا وواضحًا من ناحية التحصين وزرع المفاهيم السليمة التي منعت سرقة هويتنا الأخلاقية ومنعت تحويلنا لمجتمعات بلا طعم وبلا لون لكي يسهل السيطرة علينا وجرنا نحو اعتبار المحتل والمستعمر حاله طبيعية ونصبح مجتمعات بلا مشاريع ونعيش على الهامش تحت شعارات كاذبة روجوا لها لسنوات عبر قنواتهم الإعلامية وثوراتهم الملونة ووسائل التواصل الاجتماعي كشعارات الحرية والديمقراطية وغيرهما.

من هنا فإن الوعي والبصيرة اللذين زرعهما في عقولنا وقلوبنا العمائم الثورية المقدسة لهما من المتانة في النفوس ما يجعل الأمريكي ومحوره وأدواته أضعف بكثير من أن يتمكن ببعض الصبية وبعض المقاطع المصورة من إعادة الزمن إلى الوراء لأن هذه العمائم منذ عام 1979 بدأت بنقلنا من ظلمات الشيطان الأكبر إلى النور الذي بدأ بالسطوع ذات يوم في خراسان وانتشر.

اساسي