سوق أرضي.. موعد مع حكايات الأرض وعطاءاتها

انطلقت في السابع والعشرين من شهر تشرين الأول فعاليات سوق ارضي في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي ستستمر لغاية السادس من شهر تشرين الثاني.

سوق أرضي واحد من أهم المشاريع التي أطلقتها مؤسسة “جهاد البناء” والتي تستهدف المزارعين والحرفيين على اختلافهم، في مبادرة لمساعدتهم على تسويق منتجاتهم، كما تتيح الفرصة للمستهلكين للحصول على المونة السنوية البلدية بنوعية وجودة ممتازة وبأسعار مناسبة.

أعوام على الانطلاقة الأول.. “التميز والمنافسة هدفنا”
جرت فعاليات سوق أرضي للمرة الأولى في عام 2007، واستمرت بعدها لأعوام عدة وصولًا إلى عامنا الحالي، تخللها توقف دام لسنتين بسبب الإقفال العام نتيجة جائحة كورونا.

خلال كل تلك الأعوام، حرص المعنيون بإدارة هذا الملف على تقديم أفضل المنتجات بأفضل الأسعار فضلًا عن الحرص الدائم أن تكون المنتجات المقدمة للمستهلك طبيعية بلدية دون أي مكونات إضافية، بالإضافة إلى التميز الموجود على المستوى الحرفي والذي يعكس وجود مهارات كبيرة ومميزة لدى الحرفيين اليدويين الذين يضعون في قطعهم ومنتجاتهم شيئًا من ذاتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن كل العمليات المرتبطة بالمنتجات على اختلافها هي تحت إشراف فريق الجودة الذي يتفحص على نحو مستمر نوعية المنتجات والبضاعة المعروضة منعًا لأي خلل قد يحصل.

وتحت شعار “خيرات الوطن بتجمعنا”، استقبل سوق أرضي الوافدين إليه من مختلف المناطق اللبنانية، كدلالة على أهمية العيش المشترك والتسامح، وأن أرض لبنان من شماله لجنوبه هي واحدة، وهذا العمل هو بمثابة نشاط لتبادل خيرات هذه الارض بين أطياف المجتمع كافة.

ورغم انطلاق هذا النشاط الكبير في أوضاع اقتصادية صعبة، إلا أنه في حقيقة الأمر يوفر فرصة للاستفادة والإفادة بين المنتجين والمستهلكين، فهو يسمح لأصحاب المنتجات البلدية العالية الجودة والحرفية المميزة بعرض منتجاتهم والتسويق لها من جهة، ويسمح للمستهلكين بالحصول على هذه المنتجات العالية الجودة بأسعار مدروسة مقارنة مع الأسعار الخيالية التي نشهدها في بعض الأسواق.

ومن ناحية أخرى ومهمة، يوفر هذا السوق فرصة “للمنتجات اللبنانية المحلية” لمنافسة المنتجات المستوردة من الخارج والتي تفتقر في الكثير من الأحيان للجودة والنوعية الممتازة مع أنها أكثر تكلفة وأعلى ثمنًا في الكثير من الأحيان.

سوق أرضي.. باقٍ ببقاء خيرات الأرض
ضم سوق أرضي لهذا العام ما يقارب الـ 300 عارض من مختلف المناطق اللبنانية، قدم كل منهم منتجاته الخاصة بطريقته الخاصة، ولكن تحت هدف ورسالة واحدة، ألا وهي المساهمة في الحفاظ على التراث الوطني عبر تعريف الأجيال على المنتجات البلدية والحرف التي بدأت تندثر مع دخول عالم التكنولوجيا وأنماط الحياة السريعة.

تجدر الإشارة إلى أن عدد زوار المعرض تجاوز الـ 36 ألف زائر في يومه الرابع فقط. وتتخلل المعرض نشاطات مختلفة ترفيهية واجتماعية وتربوية موزعة على امتداد أيام المعرض العشرة، ما عكس حقيقةً معنى تمسك اللبناني بالأرض وخيراتها وبالتالي تمسكه بالوطن والحياة.

بالإضافة إلى هذا الحشد الكبير من الزائرين، لا بد من لفت الانتباه إلى الإقبال الملفت من قبل العديد من الشخصيات الرسمية والتربوية والحزبية، والتي كانت بالفعل فخورة بهذا الإنجاز الكبير الذي يزداد توسعًا ونجاحًا عامًا بعد عام، رغم كل التحديات والصعاب التي يشهدها الوطن وأهله.

شكل “سوق أرضي” مناسبة جديدة لالتقاء اللبنانيين على اختلافهم، وجسد مجددًا رسالة لشركاء الوطن، أن هذا الوطن مساحة للقاء والتسامح وليس للصدام والخراب والتقاتل، وأن هذه الأرض التي بُذل في سبيلها الغالي والنفيس، واستشهد لأجلها خيرة شبابنا، لم تبخل علينا يومًا بكرمها وخيراتها وعطاءاتها.

اساسيسوق ارضيلبنان