لا يمكن لأطفال غزة أن يحلموا إلّا بما تحلم به ابنة يائير لبيد

مروة شامي – خاص الناشر |

كتب جدعون ليفي مقالًا في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، استهزأ فيه بالخطاب العاطفي الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهار الخميس الفائت.
وقد تحدّث لبيد عن ابنته يالي، وهي مصابة بالتوحّد، راويًا ما حصل معه عندما “كان عليه أن يركض بها الى الملجأ في الساعة الثالثة صباحًا”.

وجاء في المقال:
“كل أولئك الذين يتكلّمون بأهمية السلام مدعوّون لمحاولة الركض إلى الملجأ هربًا من القنابل، عند الساعة الثالثة صباحًا، مع فتاة لا تتكلم، وأن يشرحوا لها، من دون كلمات، لماذا هناك من يريد قتلها”. توجّه لبيد للعالم، كمتسوّلٍ يستعرض جذع طرفه المبتور. يريدون قتل يالي. يريد لابيد إثارة البكاء والتعاطف. قد ينجح ذلك الأسلوب في مركز يهودي كبير في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، لكنه لن ينجح مع الأشخاص الجادين الذين يعرفون الحقيقة.

اضطرّت يالي إلى الهرب إلى الملجأ بعد أن وضعت “إسرائيل” جميع أطفال قطاع غزة، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، في قفصٍ رهيب على مدى 15 عامًا. من الصعب الركض مع طفلة مصابة بالتوحد إلى ملجأ، لكنها في هذه الحالة ليست الضحية. مصيرها غير ذي صلة، بينما من حولها ضحايا أسوأ حالًا بما لا يقاس. إنهم ليسوا ضحايا القدر، مثل يالي، بل ضحايا الدولة التي يقودها والدها. لم يفعل والدها أي شيء حتى الآن للتأكد من أن معاناتهم ستقلّ أو أن يالي لن تضطر إلى الهروب إلى الملجأ مجدّدًا.

بينما كان والدا يالي يأخذانها إلى ملجأ في رمات أفيف جيميل، كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف غزة. بينما كان يالي في الملجأ، لم يكن لدى أطفال غزة مكان يهربون إليه ولا أحد يحميهم. ظلوا معرّضين لسقوط القنابل على رؤوسهم. قتلت إسرائيل 68 طفلًا، أي ما يعادل فصلين دراسيين مكتظين، في عملية “حرّاس الجدران” التي كانت إجرامية مثل سابقاتها والتي تلتها، بناءً على أوامر والدها”.

ويكمل ليفي مقاله متسائلًا: “كيف يمكن لرئيس وزراء إسرائيلي أن يقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويأسف على مصير ابنته، بينما تقوم بلاده بما تفعله بأطفال غزة منذ 15 عامًا و55 عامًا و70 عامًا؟ كيف يمكن أن يتحدث عن يالي ويتجاهل مصير عدي صلاح البالغ من العمر 17 عامًا، وهو أصغر من يالي، الذي قتل برصاصة في الرأس وأخرى في القلب؟

كيف يجرؤ على الشكوى من التقرير الذي تناول موضوع مقتل ملاك الطناني بنيران الجيش الإسرائيلي العام الماضي، ثم تبين أنها لم تكن كذلك، بينما الجيش الإسرائيلي يكذب مرارًا وتكرارًا للتهرب من مسؤوليته عن جرائم الحرب، من قتل رجل يبلغ من العمر 80 عامًا في جلجولية، قتل خمسة أطفال في جباليا أحدهم في الثالثة من عمره فقط خلال عملية حراس الأسوار، إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة؟”.

ثمّ يختتم ليفي المقال بالقول: “كان الأمر صعبًا مع يالي في الملجأ، لكن أطفال غزة لا يمكنهم إلا أن يحلموا بما لدى يالي. يقع اللوم الرئيسي على الدولة التي يرأسها والدها، والتي يرمز فيها – بشكل لا يصدق – إلى الاعتدال والأمل”.

اساسي