عندما يعتبر الحكيم أن حقوق المسيحيين بأيدي الأمين

حقوق المسيحيين.. لعلها العبارة الأكثر تداولا في الآونة الأخيرة التي تتصارع عليها القوى التي تمثل الشارع المسيحي وكلٌّ يُقدّم نفسه على أنه الأكثر حرصاً على الحقوق إن كان بأدائه أم بتحالفاته التي تُعتبر المدخل الأساسي للصراع الحالي القائم بين الفريقين الكبيرين لهذا الشارع لتحقيق أكثر من هدف خاصة وأننا على أبواب انتخابات وهناك من يعوّل على تبديل خيارات لتحقيق مشروع يتخطى حدود لبنان على عكس ما يزعمون.
المفارقة هذه المرة أن التحالفات والخيارات التي تأخذها القوى المسيحية تُعتبر العنوان الأبرز والمادة الأساسية للحرب بين الأطراف المتنازعة وتحديداً من قِبل القوات اللبنانية التي تروِّج مسيحياً أن قرار التيار مُصادر من حزب الله الذي لا يفصله عن محوره مع العلم أن الجميع يعرف أن رئيس حزب القوات سمير جعجع هو رجل المملكة العربية السعودية الاول في لبنان ومنخرط في مشروعها ومحورها المقابل.
لا يخفى على أحد أن جانباً من الهجوم على رئيس الجمهورية ورئيس التيار ليس له علاقة بأداء التيار العوني في الحكم وإنما ثباته على علاقته مع حزب الله الذي يتعرّض لأوسع هجوم إعلامي صُرفت عليه أموال طائلة باعتراف أميركي.
اذا تمعنّا أكثر بالساحة المسيحية وعرضنا ووثّقنا بالوقائع حول مَن الأكثر حرصاً عليها ويحميها أمنيا وسياسياً ووجودياً، لا بد لنا ان نسأل سكان المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة بعد تحرير الجنوب عام 2000 مَن حرر قراهُم من العدو الإسرائيلي وحماهم وما زال يحميهم حتى الآن، ونسأل سكان القرى الحدودية مع سوريا مَن حررها من الإرهاب وحماها وما زال يحميها حتى الان، ولولاه لوصلت داعش الى جونية، ونسأل من تبنى ترشيح الرئيس الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية مَن حمى لبنان بتفاهمه من الفتنة. من كان الحريص على دوام هذا التفاهم رغم كل المطبات والتباينات؟ مَن أخرج المسيحيين من عزلتهم فيما بالمقابل هناك من يحاول إعادتهم إليها؟ من وقف بوجه المقاومة وتآمر ويتآمر عليها دائماً وبوجه أي كان؟ من يذهب الى الخارج ويُحرِّض على أبناء وطنه؟ مَن يساهم في إضعاف موقع الرئاسة الأولى؟ مَن يراهن وكل رهاناته خاسرة؟ من ينخرط بمشاريع خاسرة دائماً؟ وعند الإجابة عن هذه الأسئلة نعرف مَن الأكثر حرصاً ليس فقط على المسيحيين وإنما على كل اللبنانيين.
يبدو لنا أنه صراع على حقوق في العلن إنما في الجوهر هو صراع ثقافات، بين ثقافة المقاومة وحماية البلد وبناء دولة قوية والمحافظة عليها وبين الاستسلام والمساهمة في إضعاف الدولة وتبعيتها وارتهانها للخارج.
كلام لا بد من قوله دائماً لإنعاش ذاكرة مَن ينسى أو يتناسى.. ولا بد من تكراره لايضاح الصورة التي يعمل البعض جاهداً لتشويهها، لكن هذه المرة من أجل الحفاظ على حقوق من قدموا دماءهم وماء وجوههم حماية لأبناء وطنهم.

اساسيجعجعحقوق المسحيينلبنان