الشيخ محمد علي آل قبيسي |
قبل أن اقدم شهادة تقدير لأنشودة سلام فرمانده، أود أن اوجه كلمة تعظيم واجلال لقائدنا المفدى الذي هو شخصية نادرة الوجود في هذا العالم، وهو وراء كل عمل عظيم، ومن هذه الاعمال أنشودة سلام فرمانده، حيث قام بتوجيه اهل الفن نحو هذا العمل، فاستجابت نفوس طيبة ومطيعة وعاشقة لتنفيذ اوامر القائد فكانت هذه الانشودة. واليك ايها القائد نبعث بحبنا وشوقنا للقياك وتقبيل يدك السمحة، ونبدي استعدادنا لتقديم كل تضحية في سبيل الظهور المقدس لنجدد وجه الحياة ونحيي حقائق شريعة الاسلام، ونلتمس منكم كل الخير والسؤدد لمجتمعاتنا المخلصة والمعطاءة.
شهادة تقدير
تمثل أنشودة سلام فرمانده، في هذا الوقت، تسجيلًا للحظة يستعد فيها ليل الاستكبار والقهر للرحيل عن عالمنا، وتتهيأ الارض لاستقبال فجر العدل والسلام، الذي سيمثل بزوغه توثيقا لعهد الله الجديد
جاءت هذه الأنشودة بلغة ثورية عذبة جذابة مليئة بالعطف والحب والسلام، دون عنف ودون فرض ودون قهر، كموجة لبداية الطوفان الاكبر، وكعَلَم على سفينة الفقراء المغلوبين، ايذانًا بقرب يوم الحرية الأكبر لجميع شعوب الأرض.
الذين شاركوا بهذه الأنشودة، هم من براعم الجيل الصاعد البريء النقي، الممتلئ حبًا وأملًا بالصباح الموعود، وقد شاركهم الكبار ايضًا وبكل اللغات، وكأن الكون ينتظر خفقة قلب جديدة، كما شمس اليوم الجديد .
تأتي هذه الأنشودة، في عصر مظلم، يمتلئ فيه العالم بالحروب على الشعوب المنكوبة والمنهكة والمهانة، عالم لا يعرف فيه حكام الجور الذين يحكمون العالم اليوم غير نشر الشر وتمكين الفساد، وصنع المكيدة والخداع، وزرع القهر والعنف والموت والدم في كل مكان، عالم يستوطن فيه البؤس كل انحاء المعمورة، وتعلو فيه مسحة الخيبة والمرارة كل جباه البشر.
اما ايران التي انطلقت منها هذه الأنشودة، فتعتبر اليوم اشجع دولة واجمل نظام، اندمج فيه الناس مع الدولة مع الايمان بالله ودين الاسلام، وقد سطر شعبها ملاحم أعظم ثورة، وأصفى نهضة، وهي لا تزال خضراء نَضرة غضة ندية منذ ٤٣ عامًا، وصلبة هادرة فتية.
الان تنطلق هذه الأنشودة لتعبر عن آمال المستضعفين بذهاب عصر الاستكبار المعتم الأسود، وولادة عصر أبيض مضاء، يتجلى فيه نور محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين على العطاشى والمنتظرين والمشتاقين للعدل والحرية والحقيقة المتجردة، الظاهرة لكل مريد.
الناس وآلاف الآلاف من الذين أحبوا الانشودة وشاركوا فيها من مختلف الاجيال، هم من اولائك المساكين الحفاة الذين كان الاستكبار يريد أن يسحقهم ويجثم على صدورهم، ويقتل الحب الذي يعشوشب في قلوبهم إلى الأبد.
كان الهدف الرائع لهذه الانشودة، هو إعلان الامل القريب، بالخلاص من الدول المستكبرة “اسرائيل” وامريكا وكل قوى الاستكبار التي علت في الارض وجعلت أهلها شيعًا، فاغتصبت ونهبت ودمرت وقتلت وشردت، وأحرقت كل شيء نامٍ واخضر، وقد صنعت هذا الأنشودة ما هو أروع وهو اندماج الصغار والكبار بهذا الامل وجيشه الظافر.
مثلت هذه الأنشودة حركة انتظار وتمهيد وترقب لقدوم المخلص الجديد، حركة شعبية فعالة وابداعية اهم من كل امبراطوريات الإعلام والفن الغرّار، وهذا يعني أن الناس قادرون على هزيمة امريكا واسرائيل وكل المستكبرين والقادة الفرعونيين، فأول الهزيمة هي الهزيمة النفسية، وتفريغ المملكة من مؤيدي الطاغوت.
لقد بثت هذه الأنشودة لدى الموالين روح العشق للإمام المهدي، ورسخت في القلوب المعذبة حب قائدها الغائب، وصنعت اجمل المناجاة المسيلة للدمع بين العاشق ومعشوقه، الذي هو الملاذ الأخير والمرتجى الأعظم.
لقد وحدت هذه الأنشودة روح شعوب الامة، وحددت قيادتها الخافية والتي ستظهر قريبا إذا شاء الله، بل لقد اعلنت قيادتها المهدوية علنا، وأحدثت شعورًا نفسيًا قويًا بالاستعداد لتنفيذ أوامر القائد، وهذا ما كانت تحتاجه الأمة.
قدمت هذه الانشودة، بصورة تفوق الوصف، النموذج العاشق علي بن مهزيار وميرزا كوجك وسليماني والشيخ بهجت والشهداء المجهولين، ثم دفعت بالجمهور للنطق بالاستعداد لفداء الإمام القائد المهدي عليه السلام بروحها، وكان هذا في ذروة الحرارة والعطف.
كم هو مؤثر أن تنتشر هذه الأنشودة بلغتها الاصلية الفارسية، وتنتقل من دولة لدولة ومن مدينة لمدينة ومن قرية لقرية، ومن جيل أصغر الى جيل أكبر، حتى يعرف العالم شرف هذا الشعب وعلو كعبه في التمهيد للظهور المبارك، ويأخذ دوره اللائق له بحق في يقظة الامم والشعوب المريدة للخروج من الظلمات الى النور
وكم هو مؤاتٍ أن يبادر المتصدون للعمل الفني الى صناعة نص اشبه بنداء ودعوة للنهوض ضد الاستكبار الأمريكي والاسرائيلي والغربي والشرقي، نداء تتلوه الشعوب المستضعفة في الارض بلغاتها، وتدعو فيه لكشف الكذبة العظيمة للحضارة الغربية التي جرَّتْ على شعوب الأرض كل أنواع المآسي والويلات والنكبات.
وفي الختام نقول: سلمت يد القيمين والعاملين والمساهمين والمشاركين في انشودة سلام فرمانده، هذا العمل العظيم والمبارك، وإليهم نبعث بأجمل التحيات والتبريكات، آملين أن يكونوا مصدرًا لكل عمل مفتخر ومبارك، وننتظركم حيث تطلون علينا بعمل مهدوي مبدع آخر.