محمد سعيد الخنسا* – خاص الناشر |
أما الكلام فقط احتلت عاصمة لبنان بيروت من قبل العدو الصهيوني وعملائه الكثر آنذاك من اللبنانيين الذين قالوا لنا إن قوة لبنان في ضعفه.
غادرت منظمة التحرير وأبو عمار إلى تونس وسكت العرب إلا سوريا وأسدها، بل أكثرهم تآمر علينا.
تهجير وقتل وتدمير وحصار لئيم شارك فيه بعنف ذوو القربى أبناء بلادنا، الذين لم يراعوا حرمة المواطنة والعيش المشترك، وكان لسلاحهم دور في المعركة وفي المجازر والقتل العشوائي.
وللتاريخ أقول إنهم احتجزوا آية الله سماحة السيد فضل الله ومعه الحاج عماد مغنية بعد خطفهما على أحد الحواجز ونقلوهما إلى المركز الحربي الكتائبي في الكرنتينا حيث تم إنقاذهما بمبادرات كبيرة، وهذه قمة الرعونة والعمالة.
هذا كان الكلام، أما الموقف للأجيال الجديدة فأقول:
تكالبت الدول علينا واجتمع الجميع ضدنا ولم يكن لنا ناصر ومعين إلا الله، ونسمات من الكرامة والمواقف الحسينية من إيران الإمام الخميني (قده) ولمسات عربية فيها شهامة وشجاعة من سوريا الأسد.
وأما في الداخل فقد وقف رجال الله من المؤمنين المجاهدين في التجمعات الإسلامية آنذاك: لجان مساجد، اتحاد طلبة، ولجان إسلامية في المناطق، وهيئات علمائية مع أخوة كرام من حركة أمل، ومن حركات وطنية وقومية وناصرية، وأعلنوا المقاومة في وجه العدو وعملائه مهما بلغت التضحيات، وسجل التاريخ وقفات عز لا تنسى.
في خلدة توقف الزحف أسابيع. إنها المقاومة.
في محيط كلية العلوم تراجعت الدبابات والمدافع الصهيونية
إلى الخلف. إنها المقاومة.
في المتحف على أبواب العاصمة تحطمت هجوماتهم. إنها المقاومة.
في الغبيري ضُرب جيش الاحتلال قرب حسينية آل الخنسا عندما حاول الدخول إلى الضاحية الأبية، وكان صراخهم يعلو وجثثهم فوق الأرض ممزقة.إنها المقاومة.
وليشهد التاريخ أنهم لم يدخلوا الضاحية بعدها أبدًا.
كان سلاحنا قليلًا جدًا جدًا وإمكاناتنا على جميع الأصعدة لا تذكر، لكن ليعلم الجميع أن الإيمان كان قويًا والعلاقة مع الله كانت عظيمة وعشق الحسين (ع) ينبت بطولات لا توصف، لا مجال لذكرها الآن، وفيها تباشير ولادة حزب الله الميمونة والمقاومة الإسلامية التي غيرت مجرى التاريخ.
وبعد آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، والتحرير، يأتي حاقد أو عميل أو أقل إنسان غير مسؤول يقول لنا لماذا هذا السلاح؟
أقول: وهذا الموقف لماذا السلاح مع دبابات العدو كان جيدًا في العام 1982 وسلاح الكرامة والمقاومة والتحرير يتكلم البعض عنه، وهو عنوان السيادة.
سجل يا تاريخ.
وتحية لكل شهيد.
*عضو المجلس السياسي ومسؤول الملف المسيحي في حزب الله