الثورة الاسلامية وعولمة التحرر من سطوة الغرب

الثورة الإسلامية في إيران عولمت الدفاع عن قضايا المسلمين وأسّست لبناء حزب عالمي للمستضعفين .

“ولقد منّ الله علينا فحطَّم نظام الاستكبار بيده المقتدرة التي تمثل قدرة المستضعفين، وجعل من شعبنا إماماً ورائداً للشّعوب المستضعفة” الإمام روح الله الخميني (قدس)

إن هذه الثورة نهضت بمسؤوليات شرعية عجزت الدول عن النهوض بها، وهي لم تطرح على نفسها مواجهة الدول الإسلامية الحاكمة آنذاك، بل كان عنوانها الأساسي مواجهة الغزو الغربي الصهيو-اميركي.

إن حركة الثورة الإسلامية لم تتموضع أساسًا على مستوى النظم السياسيّة الحاكمة في العالم الإسلامي، إنّما ولدت حركات المقاومة الاسلامية الشعبية من رحم الاجتماع الإسلامي وحملت في طيّاتها مصادر قوة الأمة.

إن القهر العسكريّ والسياسيّ والاقتصادي الذي مارسه النظام الغربيّ على المجتمع الإسلامي في القرون الأخيرة بلغ أوجه في منتصف القرن الماضي، فقد تمكن النظام الغربي أثناء هذه الفترة من إحكام سيطرته على الجزء الأكبر من المجتمع الإسلامي عبر قواه المباشرة او عبر القوى السياسية المحليّة التي أفرزها في سياق القهر هذا. وكان من الطبيعي أن تنمو وتزدهر في ربوع العالم الإسلامي كافة المدارس الفكرية المولعة بتبرير وتدعيم وتسويق نظام القهر هذا. طبعًا هذا لا يعني أن الحالة الاسلامية آلت إلى الفناء بل انكمشت مُلَملِمة جراحها العميقة وجاهدت في استيعاب دروس المعركة الكبيرة التي أدّت الى هزيمة العالم الإسلامي أمام جبروت المجتمع الغربي المعاصر ممهدة الطريق لنهضة جديدة انتقلت تدريجيًّا وصولًا الى حالة النهوض الشامل وعلى كافة المستويات. والنهوض الشامل يعني قدرة العالم الإسلامي على بلورة حركة إسلامية متكاملة قادرة على فرض نموذجها الإسلامي الاصيل على مستوى كافة التحديات التي يواجهها الفرد او الأمة.

والمسألة لا تقف عند حدود المجابهة العسكرية بين طرف ظالم تمثله القوى الكبرى وطرف مظلوم تمثله الشعوب المغلوبة على أمرها، إذ ان النظم الغربية لا تمارس العنف على المستوى العسكري فقط بل تمارسه ايضًا عبر الفعل الاقتصادي والعمل السياسي والنشاط الإعلامي. فالقدرة التي تمتلكها النظم الغربية المعاصرة والمتمثلة بتراكم عناصر القوة المختلفة واحتكارها بيدها تعتبر مرتكزًا ثابتًا لممارسة العنف البارد في شتى أمور حياة الشعوب ومجرياتها.

فبالرغم مما يعانيه العالم الإسلامي من حالات تمزق وضعف وانحرافات فكرية وسياسية فإن الثورة الاسلامية وبحكم أرصدتها العقائدية وإمكاناتها وحضورها وموقعها هي الدائرة الحضارية المؤهلة لصياغة انعتاق شامل.

إن الثورة الحقَّة التي تعرف من البداية عدوّها وصديقها لا يمكن أن تفشل. لقد حاربت الثورة السّارق منذ اليوم الاول، حاربت الغرب الذي نهب العالم لثلاثة قرون.

إنَّ الثورة الاسلامية في إيران قد أحيَت المنهج التَّقَوي لدى جمهور الأمة ونفخت في روحه القوة والاقتدار وأهَّلته لتحقيق انعتاق شامل من هَيمَنة الغرب وأدواته.

إنَّ الثورة الإسلامية في إيران الإسلام أضحت نموذجاً للمستضعفين وحركات التحرر في، والحامي والملاذ للمسلمين والأحرار في العالم ونقلت الرعب من قلوب المظلومين إلى قلوب الظالمين.

إنّ هذه الثورة المباركة هي تحوّل روحيّ أوجده الله تعالى وتلقّفته قلوب وأفئدة المستضعفين والأحرار في العالم واستحالت إلى قوّة قادرة مقتدرة تدكُّ عُروش الطغاة وتهدم أصنامهم.

اساسيالثورة الاسلاميةايران