يقع لبنان بين تيارين: تيار العملاء ويمكن أن نسميهم تيار 17 ايار، وهم الذين كانوا يحالفون العدو المحتل في سبعينيات وثمنينيات القرن الماضي، ومن يطالب اليوم بإلغاء المقاومة هم امتداد لأولئك، فإذا لم يكن أولئك على قيد الحياة أو أنهم في “دور العجزة”، فإن أولادهم أو من ورثوهم يتكفلون بمتابعة مسيرة الآباء والأجداد، ويعملون للأهداف نفسها.
التيار المقاوم -تيار 25 أيار- ويضم كل المظلومين والمقهورين في ذلك الزمن من الأسرى والمعتقلين والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة وأبناء وأخوة وأحفاد المقتولين بنيران المحتل، وهؤلاء لا يقبلون أن يستقيقوا يوماً فلا يجدون بأيديهم ما يمنع العدو من إعادة قتلهم أو اعتقالهم أو رهن بلدهم.
خلاصة الأمر أننا جماعة 25 أيار الذين انتصرنا على العدو، لن نقبل أن نسلم البلد الى جماعة 17 أيار الذين وقعوا اتفاق الذل مع العدو الصهيوني في 17 أيار. فما لم يستطع آباؤهم تحقيقه لن ندع الأبناء والأحفاد يحققوه، وهذا أمر لا يتعلق أبدًا بعدد الأصوات في الانتخابات النيابية، أو بمن حصل على الأكثرية، ففي العام 1982 كانت جماعة 25 أيار قلّة قليلة -حتى مختار ما بتجيب- واستطاعت هزيمة المحتل وتياره، وأُسقط 17 أيار ومفاعيله.
لذلك، ونصيحة لأولئك، كلما طاولتم المقاومة بسوء حتى ولو “حكي” سوف تجدوننا أكثر تمسكاً بها حدّ أن نموت دونها، لأنها هي حياتنا وأماننا الوحيد في هذا العالم القاتل والظالم والمتغطرس.