لم تكن الصّحراء في بلاد الفراعنة تحمل سوى يباسٍ آتٍ بزيف الاستسلام المقنَّع بالسّلام، أي أن تُذبَح بنشوة المُنتصر، حتّى دوّى الانفجار بين الصّفا والمروة الجنوبيتين، لم تكُن هاجَر السّاعية، كانَ علي أشمر*.
كُتبَ عن علي أشمر الكثير، عن حياته، هدوئه وصخبه، ضحكته البريئة التي لم تُخلَق إلا لوجنتيه، لم يُكتَب عن “علي أشمر المعنويّ”، على الأقل وفق ما عُرِف، بعد مشاركة حبّه مع رفيقٍ سبقَ رفيقه إلى الله.
ولمن لا يعرف، علي أشمر هو رمزٌ للشّاب المتديّن الحركيّ، حيث إننا نرمز أحيانًا إلى بعض الشّباب “عامل فيها علي أشمر”، وما علي أشمر سوى شاب لم يبلغ العشرين عامًا، يعمل والده مع “هيئة الدّعم”، كانَ على باب الجنّة منذ أن وُلِد، كُل ما فيه يشير إلى ذلك.
لم يكلّف الأمر علي أشمر سوى ثلاثة أحرف، تسببت بسوء عاقبة الكثير من الذين نعرفهم، وهذا درسٌ آخر في تحويل التهديد إلى فرصة، “أنا” قالها علي أشمر وفتحت له باب الجنّة، الذي كان صعب المنال لرفاقه، مع اختلاف الظروف، كان العمل الاستشهادي يحتاج إلى توسلٍ وواسطة و”فوتة وطلعة”، مثلما فعل سلفهُ صلاح غندور، وتلك حكايةٌ أخرى.
دعونا نُنمّط بما نهوى، لن نسلم من ألسنتهم ولا من أقلامهم ولا من تمثيلهم، نمّطونا بعلي أشمر وإن لم نكن أهلًا، لكننا نباهي الأمم أَن كانَ منّا هذا الملاك، تلامس أجنحته قلوبنا الكسيرة وإراداتنا كلّما أصابنا الوهن، وفيه أجمل ذكرى، ربيعُ قلوبنا، ذو الفقار، علي أشمر.
*علي منيف أشمر.
لقبه: ذو الفقار، وصار يعرف بعد استشهاده بقمر الاستشهاديين.
والدته: دلال علي سلطان.
الولادة: في الكويت في الرابع عشر من تموز/يوليو 1976م.
الوضع العائلي: عازب.
مكان وتاريخ الاستشهاد: استشهد في مثلث العديسة رب ثلاثين في العشرين من آذار/مارس 1996م.